جمعية الأمير فهد بن سلمان الخيرية لرعاية مرضى الفشل الكلوي هي جمعية حديثة التكوين تم لها دراسة بتعبئة استمارات عن طريق وحدات الغسيل الموجودة في الرياض وكان لي نصيب في تعبئة بعض الاستمارات والتي أبديت بها رأيي بصراحة حول الاحتياجات الضرورية والمتكررة دائماً بين هؤلاء المرضى من خلال عملي في وحدة غسيل الكلى في مستشفى الملك خالد الجامعي منذ سبعة عشر عاماً (17 عاماً) وهذه الفترة جعلتني أعرف كثيراً من معاناة هؤلاء المرضى واحتياجاتهم الأساسية المترتبة على مرضهم وأهم هذه المشاكل هو الوضع المادي. فالزوجات المصابات بهذا المرض وهو مرض مزمن يضطرها إلى الحضور إلى المستشفى يوماً بعد يوم ولمدة 4 ساعات، هذا الأمر لايتحمله كثير من الأزواج ومع الفترة الطويلة يبدأ الزوج في الملل من هذا الوضع وفي بعض الأحيان يتزوج الزوج على زوجته المريضة ويهملها تماماً من أجل أن يتخلص من المسؤوليات المترتبة على مرض زوجته فتصبح هذه المرأة في حاجة إلى مواصلات لإحضارها إلى وحدة الغسيل وهذا يتطلب مبلغاً من المال كذلك تحتاج إلى مبلغ من المال أيضاً لتصرف على نفسها والأطفال الذين معها وإيجار المنزل وفواتير الكهرباء وعلى سبيل المثال لا الحصر هناك حالة امرأة تعاني من فشل كلوي منذ تسعة عشر عاماً ومنذ أن عملت وأنا أساعدها مادياً حتى الآن، لذا فكرت بكفالة مرضى الفشل الكلوي خاصة من النساء واللائي يلاقين إهمالاً شديداً من أزواجهن بسبب هذا المرض. وقد كتبت اقتراحي هذا في الاستمارات الخاصة بهذه الجمعية. وهناك بعض المرضى من الرجال الذين فقدوا عملهم بسبب هذا المرض خاصة في القطاعات الأهلية ولديهم أسر يصرفون عليها وإيجار منزل وأمور عدة تحتاج إلى مصدر مادي يكفل هذا المريض بينما يبحث له عن عمل ليسد احتياجات أسرته الأساسية. إذا كانت خدمات هذه الجمعية تشمل توفير مكائن الغسيل وما يترتب عليها من محاليل ونحوه ضمن وجهة نظري الخاصة أن هذه الخدمات تقوم بها الجهات المسئولة عن هذه الوحدات في مستشفياتها الحكومية، أما الأهم من ذلك والذي واجهنا كثيراً من خلال عملنا أن هناك كثيراً من المرضى يرفضون لعدم وجود مكان لهم في الوحدة لصغر مساحتها رغم أن عدد مرض الفشل الكلوي في الآونة الأخيرة في ازدياد مستمر. لذا، أرى أن يكون من خدمات هذه الجمعية وحدة كبيرة جداً يستوعب هؤلاء المرضى الذين يرفضون من عدة مستشفيات حكومية بسبب عدم وجود أماكن لهم. كذلك المرضى الذين يأتون إلى الرياض لزيارة أقاربهم لعدة أيام ولايجدون أيضاً مكاناً في هذه الوحدات. وهؤلاء المرضى لايستطيعون الغسيل في مستشفيات أهلية بسبب ارتفاع قيمة الغسلة الواحدة والتي تصل إلى ألف ريال وحيث إن المرضى يحتاجون إلى ثلاث غسلات في الأسبوع. لذا لايستطيع المرضى ذوو الدخل الجيد دفع هذا المبلغ الباهظ فكيف بهؤلاء المرضى من ذوي الدخل المتدني. لذا، أنا أناشد القائمين على هذه الجمعية وعلى رأسهم صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، مراعاة هذه الأمور عند تحديد أهداف هذه الجمعية. وفي ختام موضوعي هذا أتمنى لهذه الجمعية مزيداً من التقدم والنجاح بما تقدمه من خدمات جيدة لهذه الفئة من المرضى والذين هم في أمس الحاجة إلى مساعدتنا: وهذا العمل إنساني بالدرجة الأولى والأهم من ذلك الأجر العظيم والمثوبة من الله لكل من ساهم في خدمات هذه الجمعية. لذا أهيب بأهل الخير وذوي القلوب الرحيمة دعم هذه الجمعية بما تجود به أنفسهم. ٭ احضائية اجتماعية ٭ مستشفى الملك خالد الجامعي - وحدة غسيل الكلى