أثارت الأمسية الشعرية التي أقامها نادي جدة الأدبي جدلاً واسعاً حول كنه الشعر ودارت مناقشات حول تعريف الشعر وماهيته وقد أذاب هذه الاحتدامات في الآراء هو أن يبقى الشعر طائراً يحلق بلا حدود ولا مسميات في فضاء الإبداع. كان ذلك أثناء استضافة النادي كل من الشعراء عادل خميس الزهراني وأشرف سالم وحليمة مظفر وزينب غاصب مساء الثلاثاء الماضي وذلك ضمن برنامج جماعة حوار الذي يشرف عليه الناقد الدكتور حسن النعمي. الشاعرة حليمة مظفر كانت فاتحة الشعر فسكبت أولى قصائده والتي جاءت بعنوان «سأصرخ في دمك». فيما قدم الشاعر عادل الزهراني قصيدة «زوبعة في فنجان». إلا أن الشاعر أشرف سالم استهل قصيده بغنائية حزينة عن المجاهد أحمد ياسين جاء فيها: ياسين يا نهر دماء طاهرة حرة يتسامى فوق الطين ليروي أشجار الزيتون ويغرق أوهام المجنون الحالم بالرايات البيض بأيدي أبناء فلسطين أما الشاعرة زينب غاصب فألقت قصيدة عنوانها: «امرأة جميلة».. وقد ضمخ شعراء ذلك المساء بالكثير من الشعر وفاحت نسماته قصائد من عشق وحزن. بعد ذلك ألقى الناقد علي المالكي ورقته النقدية المتميزة عن نصوص الأمسية فأبدى دراية فائقة وعلاقة قوية بعوالم نقد الشعر فذكر عن الشاعرة حليمة مظفر أن تنحو نحو النزعة الإنسانية الرومانسية وهي المسيطرة على مضامين النصوص عبر لغة بسيطة في تراكيبها معتمدة بشكل كبير على كافة أشكال المجاز في حين يرى في تجربة الشاعرة زينب غاصب انها تتعامل مع القصيدة بعفوية المفردات وبساطة تراكيبها مع اعتمادها على المجازات المبتكرة والجميلة، أما الشاعر أشرف سالم فإن مضامين شعره رائعة وتدل على روح إسلامية صافية إلا ان بعض نصوصه وقعت في المباشرة والتقريرية التي قتلت روح الشعر فيه. وعن الشاعر الشاب عادل الزهراني فإن الناقد علي المالكي يرى في نصوص ميل إلى النزارية في نقد الذات العربية والأسلوب المشهدي في بناء النص كمل تحفل نصوصه بالكثير من الصور الجميلة. بعد ذلك أشرع الناقد حسن النعمي باب المداخلات والنقاشات التي أشعلت الأمسية بالكثير من التساؤلات عن كينونة الشعر.