أجمع خبراء ورجال أعمال على أن زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، المرتقبة إلى القاهرة، وتدشينه عددا من المشاريع المحورية ستكون خطوة مهمة لتعزيز التعاون بين أكبر بلدين عربيين لدحر الإرهاب، ومواجهة قوى الشر التي تقودها إيران وتسعى إلى التأثير على المنطقة. وقالوا في تصريحات إلى "الوطن" إن مشاركة الصندوق السعودي في تنمية شبه جزيرة سيناء بمبلغ 1.5 مليار دولار، وتنفيذ قائمة من المشروعات في مجالات الزراعة، وشق الطرق والخدمات والبنية التحتية وإنشاء مدارس ومستوصفات طبية وإنشاء شبكة طرق وعدد من التجمعات الزراعية والسكنية، بجانب تدشين جامعة الملك سلمان في جنوبسيناء، سيكون ضربة موجعة للإرهاب الذي يطل بأنيابه في سيناء من خلال عدد من التنظيمات المتطرفة وفي مقدمتها تنظيم داعش. وأوضح نائب رئيس غرفة جدة مازن بترجي أن العلاقات القوية التي تربط المملكة ومصر تمثل عمقا إستراتيجيا للمنطقة بكاملها، والضمان الحقيقي لاستمرار التضامن العربي والإسلامي، مشيرا إلى أن البلدين يمثلان أكبر قوة بشرية واقتصادية في العالم العربي، ويملكان كثيرا من المقومات التي تجعلهما قادرتين على مواجهة التحديات الكبرى التي تؤرق المنطقة وتهدد استقرارها. وأضاف أن زيارة الملك سلمان بن عبدالعزيز لمصر، وتدشينه قائمة من المشروعات في ثلاثة مجالات، تشمل تنمية شبه جزيرة سيناء، وتمويل توريد احتياجات مصر من المشتقات البترولية، لمدة 5 سنوات، كذلك توقيع مذكرة تفاهم لتشجيع الاستثمارات السعودية في مصر، ضمن حزمة الاستثمارات التي أقرها الملك سلمان بقيمة 3 مليارات دولار، تؤكد أن العلاقات الثنائية في أفضل حالاتها، وأن البلدين الشقيقين قادران على السير بالمنطقة إلى بر الأمان. ردع قوى الشر قال رجل الأعمال محمد العبدالله العنقري إن زيارة خادم الحرمين لمصر تؤكد حرص الملك سلمان بن عبدالعزيز على زيادة اللحمة مع الدول العربية وفي وفي المقدمة منها مصر التي شاركت ضمن التحالف الإسلامي في مناورات "رعد الشمال" بما حملته من رسالة قوية إلى قوى الشر في إيران وبعض حلفائها بأن القدرات العسكرية للمملكة وحلفائها قادرة على ردع أي معتد يحاول المساس بأمن واستقرار المنطقة. وعد العنقري أن المملكة ومصر هما جناحا الأمة العربية، وبتكاتفهما سيصل العرب إلى ما يصبون إليه، مشيرا إلى أن العلاقات بين البلدين لها ثوابت وجذور، ترسخت على مدى عقود، كما أن الملك سلمان بن عبدالعزيز وشقيقه الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي حريصان على تعزيز هذه الثوابت وزيادة اللحمة بين الأشقاء في البلدين. التضامن العربي أكد الاقتصادي محمد حسن يوسف أن الزيارة ستسهم في تعزيز العلاقات السعودية المصرية، ولا سيما بعد تشكيل مجلس تنسيقي يضم أكبر دولتين في المنطقة لمكافحة الإرهاب. وقال إن هذا التقارب يأتي في إطار تعزيز التضامن العربي في مواجهة المعتدين الذين ارتفعت أصواتهم في الفترة الأخيرة، مشيرا إلى أن المملكة منذ عهد الملك المؤسس عبدالعزيز آل سعود -رحمه الله- وخلال فترات حكم أبنائه البررة، وصولا إلى الملك سلمان بن عبدالعزيز، برهنت على دورها الأساسي في دعم ومساعدة أشقائها العرب. وأضاف أن المملكة باتت الوطن الكبير للجميع.. وتحولت إلى منارة مشرقة في قلب المنطقة، لم تكتف بالتبرع بمليار دولار لصندوق مكافحة الفقر في العالم الإسلامي، بل أسهمت في رؤوس أموال 18 مؤسسة وهيئة مالية دولية، وتجاوز ما قدمته من مساعدات غير مستردة وقروض ميسرة خلال العقود الثلاثة الماضية 100 مليار دولار، استفادت منها أكثر من 70 دولة نامية، وتنازلت عما يزيد على 6 مليارات دولار من ديونها المستحقة على الدول الفقيرة، كما أسهمت بكامل حصتها في صندوق مبادرة تخفيف الديون لدى صندوق النقد الدولي، لافتا إلى أن الصندوق السعودي للتنمية هو الجهاز الرئيسي للمساعدات السعودية الإنمائية للدول النامية، حيث قدم الصندوق قروضا إنمائية لتمويل 273 مشروعا في 60 دولة.