يشهد المهرجان الوطني للتراث والثقافة "الجنادرية" إقبالاً متزايداً عاماً بعد آخر من المواطنين والمقيمين والجاليات الأجنبية من جميع مناطق المملكة، وهو ما دعا البعض إلى اقتراح فتح أبواب المهرجان أمام الجمهور في مناسبات الأعياد واليوم الوطني والإجازات الرسمية والأسبوعية، إلى جانب إتاحة المجال لجميع المواطنين في جميع مناطق المملكة للاطلاع على الفعاليات وبرامج ومحتويات هذا المهرجان من خلال تنقله ولو بشكل رمزي ليجوب جميع أرجاء الوطن. وحقق المهرجان على مدى الأعوام الماضية كثيرا من الأهداف الرئيسة حيث أسهم في تأكيد الاهتمام بالتراث السعودي، وتذكير الأجيال به، وتوسيع دائرة الاهتمام بالفكر والثقافة، وتوسعت برامج المهرجان عاما بعد عام لتشمل إنشاء قرية متكاملة للتراث تضم مجمعاً يمثل كل منطقة من مناطق المملكة، ويشتمل على بيت وسوق تجاري وطريق ومعدات وصناعات ومقتنيات وبضائع قديمة، إلى جانب عدد من البرامج والمناشط الثقافية والفنية والشعبية، والندوات والمحاضرات والأمسيات الشعرية، الذي شارك فيها عدد من الأدباء والمفكرين والكتاب العرب، الذين دعاهم الحرس الوطني للمشاركة في هذا المهرجان، وكذلك إقامة جناح للصناعات الوطنية ومسابقة للطفل تهتم بالتراث الشعبي السعودي، وسباقات للهجن والفروسية، ومسابقة القرآن الكريم والسنة النبوية، إضافة للمعارض التشكيلية والمشاركات النسائية وتكريم الأدباء والمبدعين، وغيرها من الفعاليات والبرامج، كما أن المهرجان الوطني للتراث والثقافة بالجنادرية لم يعد مهرجاناً محلياً فقط، بل أصبح مهرجاناً عالمياً تشارك فيه العديد من الدول كضيوف شرف في كل عام. القطاع الخاص وعن فكرة فتح المهرجان في الإجازات والمناسبات، قال محمد العبدالله: "أرى أن يبقى مهرجان الجنادرية كما هو عليه حالياً في مدينة الرياض، كمهرجان عالمي ترعاه الدولة - أيدها الله - وتدعمه بشكل كبير، على أن يكون له فرع متنقل بين مناطق المملكة الرئيسة، وأن يتم فتح أبوابه في المناسبات الوطنية والإجازات الرسمية، وذلك بشكل مبسط لا يشمل إقامة جميع البرامج، ليسهل الأمر على القائمين عليه، وليظهر بشكل جيد ومتوافق مع تراثنا الجميل". وأيده الرأي خالد الناصر، مقترحاً أن يتم دعم المهرجان من قبل القطاع الخاص، كالبنوك وغيرها من المؤسسات الأهلية، على أن يكون المهرجان متنقلاً بين مناطق ومحافظات المملكة، وذلك في اليوم الوطني -مثلاً- أو في مناسبات الأعياد والإجازات الدراسية. دمج الفعاليات واقترح عبدالله اليحيى أن تدمج جميع المهرجانات المقامة في مناطق المملكة تحت اسم واحد يحمل اسم المهرجان الوطني للتراث والثقافة، على أن يشتمل على بعض الفعاليات والبرامج، وليس جميعها -كما يقدم الآن في الرياض- وأن يكون ثابتاً في مناطق المملكة الرئيسة لمدة شهرين على الأقل أو في فترات متعددة من العام، حتى يكون معلماً تراثياً فريداً يحكي قصة ماضينا المجيد للأجيال الحالية، مع استمرار مهرجان الجنادرية بوضعه الحالي في مدينة الرياض. مهرجان متنقل ورأى عبدالله الزيد -رئيس الوفد المشارك بجناح القصيمبالجنادرية، ومدير جمعية الثقافة والفنون بالقصيم- أن المهرجان الوطني للتراث والثقافة بالجنادرية يحتاج إلى جهد كبير لكي يتم فتح أبوابه طوال العام، مضيفاً أن الوضع الحالي جيد، مشيراً إلى أنه من المناسب أن تستمر الفعاليات خلال المناسبات الوطنية والأعياد والإجازات الرسمية، على أن يكون متنقلاً بين مناطق المملكة المختلفة، لمدة ثلاثة أو أربعة أيام، وبشكل مبسط، بحيث يقام كل عام في منطقة من مناطق المملكة، حتى يسهل وصول أكبر عدد ممكن من المواطنين. وأشار إلى أن الجنادرية تعد واجهة عالمية للمملكة، موضحاً أن التراث ليس كما يعتقد البعض أنه للتسلية، بل إنه يمثل هوية وطن، مضيفاً: "أعتقد أنه من الأهمية بمكان أن يتم إيجاد لجنة للتراث في كل مناطق ومحافظات المملكة، على أن يتم تخصيص شخص مسؤول عن التراث، وللأسف نسمع أحياناً أن هناك استخفافا بالتراث، أو أن يتم اختزاله في بيوت من الطين، لكن التراث يبقى هوية لنا ونفخر فيه وننطلق من خلاله إلى آفاق أخرى أبعد، والجنادرية واجهة لنا كمواطنين، ويجب أن يحظى التراث باهتمام أكبر". وأكد أن حضور خادم الحرمين -حفظه الله- ورعايته المهرجان يعد دعما كبيرا لهذه الفعاليات، منوها باهتمام أمراء المناطق بمشاركات المناطق في هذا المهرجان، مشيراً إلى أن منطقة القصيم ستشارك هذا العام بعدد من البرامج والفعاليات والفقرات المتميزة، حيث سيشارك بالمهرجان خمس محافظات من محافظاتالقصيم، كما سيتم أيضاً إعادة صحيفة القصيم للواجهة من جديد بعد أن توقفت منذ سنوات، حيث سيوزع منها عدد تذكاري لزوار المهرجان. مهرجان عالمي وقال م. عبدالعزيز الحسن -مدير عام هيئة السياحة والتراث الوطني بمنطقة الرياض: "الجنادرية فعالية أثبتت نفسها اليوم بمستوى عالمي تعدت من خلاله المحلية والخليجية والعربية، وحتى العالم بأسره، وضيوف خادم الحرمين الشريفين وضيوف الجنادرية أصبحوا من الأدباء والمفكرين الذين يتمنون في كل عام أن يكونوا ضمن ضيوف شرف الجنادرية، وما دل على ذلك هذه السنة هو مشاركة ألمانيا دولة من الدول العظمى، ونحن سعداء جداً بهذه المشاركة". وأضاف أن هناك دولا عظمى أخرى شاركت بالمهرجان في دورات مضت، مشيراً إلى أن مشاركتها جاءت لأنهم شعروا أن هذا المهرجان له قيمة عالمية، موضحاً أن أي مهرجان لا يخلو من السلبيات، كما أن فيه من الإيجابيات الكبيرة الشيء الكثير، مبيناً أن استمرار المهرجان الوطني للتراث والثقافة لمدة (30) سنة من إيجابيات هذا المهرجان، حيث استمر من نجاح إلى نجاح طوال هذه السنين، من خلال إدارة ناجحة ممثلة في وزارة الحرس الوطني. موروث محلي وأشار م. الحسن إلى أن أي عمل فيه جمهور وحشود كبيرة لا يخلو من بعض السلبيات، في ظل هذا التعامل مع الجمهور والزائرين، مضيفاً: "نحن نتحدث هنا عن مهرجان يتمنى كثير في الدول الشقيقة والصديقة أن يزوروه، وسنكون سعداء جداً في حال أتيحت لهم الفرصة للمشاركة، لكن موضوع التأشيرات لا يزال فيه ترتيبات وتنظيمات وهو محل نظر الجهات الرسمية"، مبيناً أن من إيجابيات المهرجان أن المواطن السعودي أصبح اليوم يطلع ويشاهد ويتعرف ويعرف موروث بلاده، سواء الموروث المادي أو غير المادي. مطلب ضروري وأكد عبدالعزيز المهوس -منظم مهرجانات، ومدير مهرجان بريدة للتمور- أن المهرجان الوطني للتراث والثقافة بالجنادرية هو مهرجان وطني يرمز لجميع مناطق المملكة، كما أنه من أبرز وأكبر وأهم المهرجانات في العالم، مضيفاً أنه استمر لمدة (30) عاماً، موضحاً أن هذا مدعاة للفخر والاعتزاز من قبل جميع أبناء المملكة، خصوصاً أنه يعبر عن جميع تراث وفنون مناطق وطننا الحبيب، مشيراً إلى أن المهرجان يتطور بشكل كبير في جميع برامجه المختلفة. متنفس الرياض أكد م. عبدالعزيز الحسن -مدير عام هيئة السياحة والتراث الوطني بمنطقة الرياض- أنَّ مهرجان الجنادرية بما يشتمل عليه من موروث محلي وأهازيج ورقصات وفلكلورات شعبية، أصبح متنفسا لسكان مدينة الرياض وما حولها، متمنيا أن يتم افتتاح القرية لفترات معينة في الإجازات والمناسبات، ولا يكتفى بأن تكون الجنادرية فقط لموسم المهرجان، إلى جانب مشاركة هيئة السياحة والتراث الوطني بوضع خطة وتصور لتشغيل الجنادرية، مؤكداً على أنَّ هذه هي أمنية الكثير من سكان مدينة الرياض بشكلٍ خاص وأبناء المملكة بشكلٍ عام. ولفت إلى أنَّ تشغيل المهرجان الوطني للتراث والثقافة يحتاج إلى طاقات بشرية ومالية كبيرة تكلف الدولة الشيء الكثير، مقترحاً أن يتم تشغيله بالتعاون ما بين وزارة الحرس الوطني وهيئة السياحة والتراث والوطني، خصوصاً في حال تمَّ تشغيل المهرجان في فترات معينة من العام كمناسبات الأعياد واليوم الوطني والإجازات الرسمية، بحيث لا يتمّ إرهاق القائمين عليه، مُبيِّناً أنَّ هذا الأمر معمول به في كثير من الدول التي لديها مواقع أثرية أو مهرجانات وطنية. استمرار بعض الفعاليات مطلب اقترح عبدالعزيز المهوس -منظم مهرجانات، ومدير مهرجان بريدة للتمور- أن يستمر المهرجان في فترات العطل الأسبوعية لمدة شهرين أو ثلاثة أشهر، مُضيفاً أنَّ ذلك مطلب ضروري ومهم، خاصةً من قبل أهالي منطقة الرياض، في ظل قلة المناطق السياحية المفتوحة، مُبيِّناً أنَّ الجنادرية منطقة كبيرة جداً ومهمة، مُضيفاً: "أنا كمنظم أعلم أنَّه من الصعب أن تستمر الفعاليات طوال أيام العام أو أن تفتتح لمدة ثلاثة أو أربعة أشهر متواصلة، إذ أنَّ ذلك يمثل إرهاقاً كبيراً للمنظمين والعاملين، إلى جانب التكلفة المادية العالية، بيد أنَّه من الممكن أن يُكتفى بتشغيل المهرجان في العطل الأسبوعية لمدة شهرين في العام على الأقل". وأضاف: "بدأنا في القصيم بتنظيم مهرجان ربيع بريدة، الذي يستمر لمدة شهرين، وذلك في أيام الخميس والجمعة والسبت، فأصبحت تجهيزاته الضخمة وإمكاناته الكبيرة تدفع في الموقع، وبالتالي فإنَّها تمثل خسارة كبيرة عندما يتم التشغيل لمدة أسبوعين فقط أو (10) أيام، فهذا مطلب مهم حتى لو لم تكن كل الفعاليات في الجنادرية، فمثلا لو توقف سباق الهجن وبعض الفعاليات الكبيرة وأبقينا على فعاليات المناطق والجهات الحكومية فإنَّها ستلقى إقبالاً كبيراً من الزوار"، مشيداً بدور أمراء المناطق في إنجاح فعاليات مهرجان الجنادرية. المهرجان يستقطب كثيراً من المقيمين من مختلف الجنسيات عبدالعزيز المهوس م. عبدالعزيز الحسن عبدالعزيز المهوس مشاركة الإمارات في عرض تراثها وفنونها الشعبية ضمن ضيوف المهرجان