في ظل ما يلقاه مهرجان الجنادرية من حضور واهتمام إعلامي وشعبي ونخبوي، يحرص كثيرون على عدم مروره إلا وهم مستفيدون، وسواء كانوا أفراداً أو مؤسسات فإنهم يجدون فيه فرصة للبروز وإظهار المنجزات والمشاريع، وفي هذا العام تحاول أجنحة الوزارات والمناطق استغلال المهرجان لتقديم ما لديها من تفاصيل تهم مختلف الشرائح. وتنظّم وزارة التربية والتعليم مسابقة «جنادرية روبو» بين طلاب المدارس، ضمن فعاليات قسم العلوم الطبيعية بجناح الوزارة المشارك في المهرجان الوطني للتراث والثقافة في دورته ال 27، المقامة حالياً على أرض الجنادرية، ليتنافس 50 طالباً في أنشطة علمية ورياضية مختلفة. وأوضح رئيس لجنة البرامج الداخلية والخارجية مدير النشاط الطلابي في الإدارة العامة للتربية والتعليم في منطقة الرياض الدكتور أنور أبو عباة، أنه عمل تصفيات بين 50 طالباً من مدارس مختلفة في مصارعة السومو، وسباق الرجل الآلي، وأن القسم يضم ركناً لعرض برنامج الروبوت التعليمي، والمشتمل على البحث عن كرة، والتعرف على الأجسام وحملها من مكان لآخر، وعرض الرجل الآلي، مضيفاً أن قسم العلوم يشتمل على برنامج العلوم المسلية وعرض تجارب مختلفة مثيرة للتفكير وللجمهور، ومنها البطاطس المرحة وثقب البالون والفقاعات الصابونية والتجميد السريع، وأن الركن الرابع يضم برنامج الكيمياء المسلية بتجارب مثل الحج والكيمياء، ورق لا يشتعل، أما الركن الخامس فهو خاص بالقبة الفلكية، والقسم الأخير برنامج عيادة الطالب. فيما يستقبل وفد إمارة منطقة الجوف المشارك في المهرجان الوطني للتراث والثقافة 27 عشية اليوم زواره بتقديم هدايا عبارة عن زيت الزيتون الذي تشتهر به المنطقة، ويتم عصره في مقر المهرجان، إلى جانب تمر حلوة الجوف مع القهوة العربية، في حين يستمتع الزوار بما يقدمه بيت الشعر الجوفي من فنون شعبية وموروثات فولكلورية مثل العرضة والسامري والربابة. وأوضح رئيس وفد الجوف في المهرجان حسين الخليفة، أن الجناح يشارك فيه عشرة حرفيين في مجال الحدادة والنسيج ورب الدلال والصقار وصناعة صابون زيت الزيتون وفتل الحبال والجمري، إضافة إلى تقديم منتجات المنطقة الزراعية والمشغولات التقليدية، مشيراً إلى مشاركة حرفيات ضمن جناح المنطقة في صناعة السدو والنسيج والخوص وصابون زيت الزيتون، والمشاركة في السوق الشعبية والعروض المسرحية. من جهته، تفقد وزير الإسكان الدكتور شويش الضويحي أمس جناح وزارة الإسكان وصندوق التنمية العقارية المشارك ضمن فعاليات المهرجان، برفقة المدير العام لصندوق التنمية العقارية محمد العبداني. وكان وزير الإسكان اطلع على معروضاته التي تبرز مشاريع الوزارة التي تجاوزت 37 مشروعاً، وتنفذ في عدد من مناطق في المملكة، إذ يعرض الجناح خطط الوزارة المستقبلية للمشاريع الإسكانية ضمن أمر خادم الحرمين لبناء 500 ألف وحدة سكنية يجري تصميمها حالياً. كما ذكر الوزير أن الوزارة ساعية لتحقيق تطلعات ولاة الأمر وآمال المواطنين في توفير السكن المناسب بمواصفات فنية عالية، وان خططها تسير وفق الآلية المحددة، لافتاً إلى العمل على إعداد الاستراتيجية الوطنية للإسكان التي تعنى بتنظيم قطاع الإسكان. من جانبه، كرم وزير الثقافة والإعلام بالنيابة الدكتور يوسف بن أحمد العثيمين بضيوف خادم الحرمين في المهرجان، عبر حفلة غداء أقامتها وزارة الثقافة والإعلام أمس في مركز الملك فهد الثقافي في مدينة الرياض، بحضور وكلاء الوزارة ومسؤوليها وعدد من الأدباء والكتاب والإعلاميين. وقال: «إن الثقافة تجلت بعدة أشكالها خلال هذه النشاطات كما أرادها خادم الحرمين الشريفين في هذا المهرجان في مختلف الأطياف والتوجيهات بأن يأتوا ويجلسوا على طاولة واحدة ويتحادثوا من منطلق الوسطية التي تدعو لها شريعتنا السمحة، كذلك هي مناسبة من ناحية أهدافها وهو الاطلاع على ما تعيشه المملكة من حراك ثقافي نشط، وهي فرصة لتلاقح الأفكار وفرصة للأدباء السعوديين المثقفين بأن يقدموا ما لديهم»، مشيراً إلى أنه سيتم اليوم افتتاح الفعاليات الثقافية والأدبية التي يرعاها الأمير متعب بن عبدالله. إلى ذلك، وضمن خطط النشاط المدرسي لهذا العام، وتزامناً مع انطلاق المهرجان الوطني للتراث والثقافة 27، أقام عدد من مدارس منطقة حائل (بنات) «مهرجانات مصغرة» للجنادرية شاركت فيها جميع الطالبات والمعلمات وأمهات الطالبات، إذ حضرت المأكولات الشعبية والأدوات القديمة، إلى جانب المشاركة بالحرف اليدوية والملابس الأثرية، بهدف تعريف الطالبات بالماضي وأهمية القطع الأثرية النادرة. وأوضحت مساعدة المدير للعام للتربية والتعليم للشؤون التعليمية في المنطقة ابتسام الحربي، أن مشاركة مدارس الإدارة بنشاط الجنادرية تأتي استكمالاً لمشاركة تعليم حائل في جناح وزارة التربية والتعليم المقام في المعرض الوطني للتراث والثقافة، وتفعيلاً لدور المدارس في مثل هذه الفعاليات والمهرجانات الوطنية، لافتة إلى ضرورة تفعيل البرامج التراثية والثقافية داخل المدارس من الأنشطة المطلوبة والمهمة للمحافظة على التراث والأصالة، لتبقى في أذهان الصغيرات وتعيد ذاكرة الكبيرات. «القصيم» تدعم مشاركتها بتجسيد الشخصيات التاريخية من خلال فتح البيت القصيمي بمشاركة نسائية للمرة الأولى، وتجسيد حي للشخصيات الشهيرة التي مرت بمنطقة القصيم وأثرت في التاريخ، وعبر تسويق العمران المادي والفعاليات التراثية، طورت المنطقة مشاركتها في مهرجان الجنادرية هذا العام، محاولة لاستثمار المهرجان للإطلال على تلك الفعاليات وإبراز تلك الجوانب لتسويق المنطقة سياحياً. وأشار المشرف العام على جناح منطقة القصيم سليمان الفايز الى أن هناك الكثير من الفعاليات والأنشطة التي تتم إقامتها للمرة الأولى، من بينها فتح البيت القصيمي بمشاركة نسائية عبر تجسيد مجموعة من الفعاليات النسائية التراثية، كما تشهد الساحات الخارجية لجناح منطقة القصيم تجسيداً حياً للشخصية الأسطورية عنترة بن شداد في استحضار للمكان الشهير بمنطقة القصيم عبر تجسيد صخرة عنترة الشهيرة بالجواء، من خلال ممثل يقوم بالترحيب بالزوار، وإلقاء بعض القصائد الشهيرة للفارس العربي، لافتاً إلى أن الجناح يشهد إبرازاً للشخصيات المشهورة من أبناء المنطقة الذين تركوا أثرهم السياسي والاقتصادي والثقافي في البلدان التي مروا بها، إضافة إلى تقديم الأكلة القصيمية الأشهر «الكليجا» بطرحها بصورة مختلفة، من خلال إبراز مهرجان الكليجا السنوي في المنطقة. وأضاف أنه سيتم عرض مفردات التراث التي تتميز بها منطقة القصيم لجعل المنطقة في أجندة زوار جناح القصيم في خططهم لإجازاتهم السنوية القصيرة والطويلة عبر عرض المهرجانات ومواقع التراث العمراني، وكذلك عبر وجود الأسر المنتجة للأكلات الشعبية الشهيرة وقال: «سنقدم في الجناح هذا العام تراث المنطقة والمعالم العمرانية بطريقة مختلفة».