(طبيب يداوي الناس وهو عليل)، هذا المثل في تصوري ينطبق على وضع العاملين في الصحافة الورقية من الجنسين وإن كان الصحافيون أكثر حظاً من الصحافيات من حيث تقدير المجتمع ووعيه بمهنتهم وتقدير المؤسسات الصحافية التي يعملون فيها. ففي ندوة الإعلام والحوار الوطني (العلاقة بين المضمون والوسيلة) والتي نظمها مركز الحوار الوطني وانعقدت يوم السبت الماضي وذلك بفندق الماريوت والتي تهدف إلى التعرف على الدور الذي تقوم به مختلف وسائل الإعلام في تكريس قيم الحوار في المجتمع السعودي وتوثيق العلاقة بين وسائل الإعلام ومركز الحوار الوطني ومناقشة أدوار المركز على المستويات المحلية والدولية وتطوير آليات العلاقة بين المضمون والوسيلة... تساءلت وأنا أتابع فعاليات الجلسات ومضامين أوراق العمل المقدمة عن مدى نجاح الرسالة الإعلامية التي ينقلها الإعلام عن نشر ثقافة الحوار وتحفيز المجتمع بمختلف شرائحه للمشاركة الفعالة في مناقشة القضايا الوطنية المختلفة. والإعلام ذاته في بعض قنواته مازال يعاني من قصور في العلاقة بين أفراده في المنظومة الإعلامية الواحدة. فلو نظرنا لواقع الصحافيات في بعض المؤسسات الصحافية لوجدنا أن الحوار مفقود بين الصحافية وبين المجتمع الذي ينظر إلى عملها في هذا المجال بشيء من عدم التقدير وأحياناً الاحترام والتهميش وعدم الوعي برسالة الصحافة بل إن بعض مؤسسات المجتمع الرسمية تقيم الدنيا ولا تقعدها لو كتبت الصحافية بشكل صادق كعدم نجاح فعالية معينة أو نقلت ردود الناس السلبية عن نشاط معين. كما ان الحوار مفقود أيضاً بين الصحافية وبين مرؤوسيها في بعض المؤسسات الصحافية فالعلاقة المهنية تنحصر في «أفعل ولا تفعل»!! ولا مجال للمناقشة أو الرأي. كيف للصحفية أن تسهم في اقرار ثقافة عظيمة كالحوار وهي تفتقد إليه في مؤسستها؟ كيف تتحدث عن أهمية الحقوق وهي مجردة من بعض الحقوق في بعض المطبوعات؟ هناك من يعملن لأكثر من عشر سنوات بنظام المكافأة غير المحددة، ومنهن من تنتقل من مطبوعة لأخرى طلباً لتفعيل أكبر لرسالتها وأماناً وظيفياً يحقق لها الاستقرار والعطاء الأفضل خاصة وانها تعمل في مهنة معروف عنها المتاعب مهما كان المجتمع متحضراً فما بالنا في مجتمع نامٍ!! ما زالت الصحافية بعيدة كل البعد عن المشاركة في التبويب والتخطيط والتطوير للمطبوعة التي تعمل بها ومازال موقعها لا يتعدى رئيسة قسم أو محررة ولا مجال للترقي الوظيفي أسوة بزميلها الصحافي بل إن بعض مديرات التحرير اسمهن مغيب عن الترويسة. لا بد للإعلام من إصلاح أوضاع المرأة فيه عبر قنواته المتعددة خاصة الصحافة حتى تستطيع أن تؤدي رسالتها كما ينبغي تجاه الآخر. [email protected]