معاناة يومية لأهالي قرى بني ذيب ومليحة وبني يسار التابعات لمحافظة محائل عسير مع الطريق الوعر الذي يربطهم بأقرب تجمع سكاني وهو مركز حلي التابع لمحافظة القنفذة بطول ثلاثين كيلو متراً أو مركز سعيدة الصوالحة إضافة لنقص الخدمات الأخرى كالبلدية والصحة فلا نظافة ولا مركز صحي في هذه القرى، أما الكهرباء فقد رأت النور قبل سنوات معدودة. حسرة يومية وألم متكرر لطلاب وطالبات هذه القرى الذين يتكبدون مشاق هذا الطريق لعدم وجود مدرسة ثانوية تجمع طلاب هذه القرى ولا أخرى للبنات، فمع طلوع يوم جديد تبدأ رحلة العذاب لأكثر من 100 طالب وطالبة يدرسون في مدارس سعيدة الصوالحة وأخرى تابعة لمحافظة القنفذة، فالطريق وعر وكثبان الرمال تعترض الطريق ولا سيما ومع ندرة الأمطار والتي كانت تحد من كثرة الرمال مناظر متنوعة تراها وأنت تسير على ذلك الطريق معلمون تركوا ملابسهم داخل السيارة وطفقوا يحفرون ومنظر آخر طالبات مدرسة متوسطة ينزلن من سيارتهن لدفع السيارة لأنه ليس هناك البديل ومنظر ثالث لرجل معه مريضه الملدوغ بعقرب سام لم يجد بديلاً من قطع هذه المسافة فتتعطل سيارته في نصف الطريق الموحش ليجد نفسه في وضع لا يحسد عليه مناظر متكررة قصها أهالي قرى بني ذيب ومليحة وبني يسار. ثلاثون كيلو متراً ترابية وعرة حلم السفلتة لا يزال في علم الغيب «الرياض» توجهت إلى بلدة مليحة وقابلت عدداً من المواطنين والذين أوضحوا المأساة اليومية لهم ولطالباتهم ولطلابهم ولمرضاهم في البداية تحدث شيخ بني ذيب يحيى بن علي الذيبي بقوله: يسكن في قرانا عدد كبير من المواطنين ولدينا مدارس ابتدائية ومتوسطة للبنين والبنات تابعين لمحافظة محائل عسير بطريق صخري يتعدى السبعين كيلو متراً إذ أن أقرب مكان لدينا نستطيع الاستفادة من خدماته هي قرى وادي حلي في محافظة القنفذة بحكم أنها آخر نقطة اتصال مع منطقة عسير فطلابنا وطالباتنا يدرسون الثانوية فيها ومرضانا لا نجد بداً من نقلهم إلى مستشفى القنفذة ومراكزها الصحية إلا أن ما يقف في طريقنا عقبة هو ذلك الطريق الترابي الوعر والذي نتمنى أن يجد رعاية من المسؤولين، وأردف معدي عامر عسيري يعمل في مدارس القنفذة أنه مع العذاب بشكل يومي ولا سيما ومعه طلاب ينقلهم إلى مدارس حلي الثانوية إذ أنه في خطر دائم يقول في أحد الأيام تعطلت سيارتي أثناء رجوعي من العمل في الساعة الثانية في وسط الظهيرة إذ أنني وجدت نفسي في موقف ونحن في نصف الطريق فلا ماء ولا زاد حتى جاء آخرون فأنقذونا من تلك المأساة وتكررت تلك المأساة مع المواطن سالم علي زايد عسيري والذي يعمل بمدرسة غالب بالصوالحة وينقل معه طالبات يقول نستعد من الساعة الرابعة للذهاب إلى مدرسة تتعدى مسافتها الخمسين كيلو متراً في طريق وعر ومعي عشر طالبات في ظل خوف وترقب من قبل أهاليهم إذ أن سفلتة الطريق قد تخفف من المعاناة اليومية، المواطن محمد عامر عسيري يقول إن افتقار قرانا لمركز صحي صعّب علينا المسألة إذ أنني أردت الذهاب بزوجتي إلى المستوصف إلا أنني لم أجد إلا طريقاً وعراً كان سبباً في سوء الحالة لدى أهلي. ومن ناحية أخرى يرى معلمون ومعلمات يعملون في مدارس تلك القرى أن مشكلة الطريق سببت لهم الشيء الكثير، تقول معلمة إنها فقدت جنينها بسب وعورة الطريق الذي طالما أنتظر الأهالي الطريق وطالبوا بتوصيله بطريق العينة التابعة لمركز حلي والمرتبطة بالطريق الساحلي إلا أن حلمهم ما زال قائماً.