مازال أهالي قرى الساحل ينتظرون وصول الخدمات الأساسية لقراهم، حيث تغيب عنهم خدمات المياه والسفلتة والإنارة، فضلا عن غياب تواجد السيارات الأمنية على جانبي الطريق للوقوف على الحوادث المتكررة التي تقع على الطريق، لهذا يضطر العابرون لطريق الساحل وتحديدا بالقرب من مركز حلي، إلى مواصلة سيرهم عند تعرضهم لحادث على الطريق، دون انتظار لوصول المرور أو سيارات الدوريات الأمنية، أو عليهم تحمل مشقة قطع أكثر من 70 كيلو مترا للوصول لمحافظة القنفذة لاستخراج ورقة إصلاح أو تثمين السيارة، وهذا يستغرق وقتا طويلا يضاعف معاناتهم على الطريق. مياه ومطبات البرك المياه والمطبات جزء من معاناة العابرين والساكنين في القرى الممتدة على طريق الساحل، وخصوصا القرى البعيدة عن المحافظات ومازال غياب الخدمات يزيد من معاناتهم، وكلما تبتعد عن الطريق الساحلي باتجاه الغرب أو الشرق تزداد شدة المعاناة. وتشمل معاناة المواطنين في مركز البرك المياه والانقطاع ما ساهم في تكبد البعض لشراء المياه المعدنية للشرب، وقال عدد من الأهالي في البرك إن انقطاع المياه معاناة متكررة، وطالب المواطنون في المركز بإنهاء المعاناة التي أصبحت قائمة منذ شهور دون أن يكون هناك تدخل من قبل مصلحة المياه. من جانبه، أرجع رئيس مركز البرك عبدالرحيم آل عبدة ل«عكاظ» أسباب انقطاع المياه عن أهالي مركز البرك بسبب خلل في التحلية في محطة البرك، والتي تضخ 2000 متر مكعب يوميا، ولكن بسبب قدم الشبكة والمحطة التي اعتمدت في عام 1404ه ومع زيادة الأعداد من السكان في المنطقة أصبحت الكميات غير كافية للمواطنين، ما دفع بنا إلى الرفع بطلب وايتات ليتم دعم التحلية من محطة الشقيق. وأكد آل عبدة أن الشبكة تحتاج لتحديث وصيانة وهذا ما لم يتوفر بالشكل الجيد حيث طالب فرع التحلية الوزارة باعتماد 60 غشاء للشبكة، إلا أن المالية اعتذرت كون هناك خط سيتم إيصاله من الشقيق إلى البرك. ولا تقتصر معاناة سالكي طريق الساحل «جازان الدرب البرك القنفذة» على نقص الخدمات للسكان، ولكنها تتجاوز ذلك لسالكي الطريق؛ فسائقو السيارات في البرك يتكبدون الخسائر بسبب المطبات الصناعية التي نفذتها بلدية البرك دون أن تراعي حجم وارتفاع السيارات، ما ساهم في تعطيل عدد من السيارات وتكبد أصحابها خسائر بسبب الصيانة. عشوائية حلي في مركز حلي تظهر العشوائية عندما تجد سائقي السيارات يسيرون عكس الطريق دون مراعاة لحقوق الآخرين، ما يتسبب في وقوع الحوادث التي ينتظر أطرافها لوقت طويل حتى تباشر دوريات أمن الطرق الحادث ومن ثم الانتقال إلى شرطة مركز حلي، والذي سوف يوجه الأطراف إلى مرور القنفذة لإنهاء هذه السيناريو، الذي قد يمتد إلى ساعات، والسؤال الذي يردده سالكو الطريق، لماذا لا يتم إنهاء إجراءات الحوادث من قبل أمن الطرق بدلا من مضاعفة المعاناة، ومحاسبة المتهورين ومخالفي نظام السير على الطريق. أما في قرى ثلاثاء يبة وسبت الجارة وجمعة ربيعة وخميس حرب والتي تقع على جنبات الطريق، فتزداد سوءا من حيث نقص الخدمات، والتي يأتي في مقدمتها الطرق الوعرة والجبلية التي تشكل خطرا دائما يكتوي بنارها أهالي المنطقة ومعلمات ومعلمو القرى. وطالب محمد العسيري بإيجاد حلول لهذه الطرق التي مازالت تواجههم في كل يوم يذهبون إلى مدارسهم، فالطريق يسلكه آلاف المواطنين وتقطع الطريق الأودية ومجاري السيول التي مازالت تهدد السكان، ناهيك عن عدم توفر الشبكة الهاتفية في تلك القرى وعلى الطرقات، وهذا ما يشكل معاناة للسكان في حالة تعطل السيارات أو طلب المساعدة. ولم يخف محمد أحمد المعاناة التي يواجهها الطالبات والمعلمات مع المدارس المستأجرة في المناطق الجبلية وبعض القرى التي تغيب عنها كافة الوسائل التي مازالت غائبة وبعيدة كل البعد عن المكان المناسب للعملية التعليمية والتي مازالت في مبان بدائية تهدد الطلاب والطالبات، وكم نتمنى أن يكون هناك متابعة من إدارة الطرق والجهات ذات الاختصاص لصيانة الطريق الذي يسلكه الجميع.