تنفست دول العالم الصعداء بعد أن مضت احتفالات رأس السنة الميلادية دون وقوع حوادث إرهابية على أراضيها. وإن كان ملايين الاشخاص في العالم قد استقبلوا العام الجديد وسط اجراءات امنية مشددة. وحضر حشد كبير العد العكسي لانزال الكرة الزجاجية في الثواني الاخيرة من 2015 في ساحة تايمز سكوير التي نفذت فيها الشرطة اكبر عملية امنية في تاريخ نيويورك، في تدبير احترازي بعد اعتداءات باريس وسان برناردينو بولاية كاليفورنيا. وبعد ذلك قدم عدد من الفنانين عروضا غنائية. إحباط هجوم انتحاري في إندونيسيا وإسبانيا تمنع التجمعات الكثيفة ووسط اجواء الفرح التي سادت في المكان، قال سعد القادم من المملكة "انا سعيد جدا. الاحتفال في ساحة تايمز سكوير في نيويورك مشهور في العالم، لذلك قررت ان احضره. اتمنى السلام للجميع في العالم". وكانت السلطات الاميركية اعلنت قبل يومين انها اوقفت شابا اميركيا مسلما يبلغ من العمر 25 عاما ووجهت اليه اتهاما للاشتباه بمحاولته شن هجوم ليلة رأس السنة في نيويورك باسم تنظيم داعش. ونشر اكثر من مئة الف شرطي في فرنسا لضمان امن الاحتفالات، وبينها واحد في جادة الشانزيلزيه الذي يعد اكبر تجمع عام منذ الاعتداءات. وفي كلمته بمناسبة رأس السنة، قال الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند ان فرنسا "لم تنته بعد من الارهاب"، مشيرا الى ان التهديد بهجوم آخر "يبقى في اعلى درجاته". ودشنت سيدني الاحتفالات بنهاية العام 2015 وحلول العام الجديد بعرض ضخم للالعاب النارية فوق الاوبرا وجسر هاربر. واستمر العرض 12 دقيقة واستخدمت فيه سبعة اطنان من المفرقعات وخصصت له سبعة ملايين دولار استرالي (4,6 ملايين يورو). وبقيت جاكرتا في حالة تأهب قصوى بعدما اعلنت الشرطة الاندونيسية عن كشف مخطط لشن هجوم انتحاري ليلة رأس السنة في العاصمة الاندونيسية. في انقرة، قالت الشرطة انها اعتقلت شخصين يشتبه بانتمائهما الى تنظيم داعش وبانهما كانا يخططان لهجمات في وسط العاصمة. في موسكو، اغلقت الشرطة للمرة الاولى الساحة الحمراء، مكان التجمع الرمزي لاحتفالات رأس السنة، بسبب مخاوف من هجمات. وقال رئيس بلدية المدينة سيرغي سوبيانين قبل بدء الاحتفالات "ليس سرا ان موسكو هي واحد من الاهداف المفضلة للارهابيين". في بريطانيا، اعلنت الشرطة ان نحو ثلاثة آلاف عنصر نشروا في وسط لندن في جهد امني وصف "بغير المسبوق" في مواجهة الارهاب المحتمل. ومنعت الالعاب النارية في ايطاليا بسبب ارتفاع نسبة التلوث في الجو وكذلك خوفا من ان يؤدي دوي انفجارها الى حالة ذعر بين السكان. في مدريد، لم يسمح لاكثر من 25 الف شخص بدخول ساحة بويرتا ديل سول حيث تم الاحتفال بقدوم العام الجديد بسبب مخاوف امنية. في الفلبين حيث تسجل خسائر بشرية في احتفالات رأس السنة في كل عام، أسفر رصاص طائش عن سقوط قتيلين ومئات الجرحى. ومن عادة سكان الفلبين استخدام الاسهم النارية والمفرقعات بكثافة، وكذلك اطلاق النار في الهواء. في ريو دي جانيرو، قدر عدد الذين حضروا الاحتفال بالعام الجديد على شاطىء كوباكابانا بمليوني شخص. في القاهرة، نظمت احتفالات كبيرة امام الاهرامات شارك فيها عدد كبير من الفنانين. وسعت فريتاون عاصمة سيراليون، احدى دول غرب افريقيا الاكثر تضررا نتيجة وباء ايبولا، لتستعيد مكانتها كواحدة من افضل المدن في المنطقة للاحتفال. وكانت هذه المدينة قبل 12 شهرا مقفرة تماما بسبب انتشار الفيروس. الا ان المحتفلين انتشروا على شاطئها الليلة الماضية. في ساحل العاج، اعلن الرئيس الحسن وتارا انه سينخفف عقوبات 3100 سجين اوقفوا بعد اعمال العنف التي تلت الانتخابات في 2012-2011، لمناسبة رأس السنة. التمسك بالحياة هزم كل المخاوف (رويترز)