شب حريق هائل في فندق «ذي أدريس» (العنوان) قرب «برج خليفة» الاكبر في العالم، قبيل احتفالات رأس السنة في دبي. وأعلنت حكومة دبي عدم وقوع اصابات في الفندق أو المباني المجاورة واستمرار الاحتفالات في المناطق المجاورة. واندلع الحريق من الطابق رقم 20 في الفندق، وامتدت ألسنة اللهب إلى الأدوار الأخرى بفعل الرياح. وجرت عمليات اخلاء المبنى المحترق بنجاح، وكذلك بعض المباني المحيطة بموقع الحريق. وشاركت طائرات تابعة للدفاع المدني في عمليات الإطفاء، لكن سرعة الرياح تسببت في نشوب النيران في انحاء أخرى من الفندق. وقالت ابتسام الكتبي رئيس «مركز الإمارات للسياسات» في دبي لتلفزيون «العربية» إن الازدحام الهائل من الجنسيات كافة في موقع الحادث، وسرعة الرياح ربما عرقلت بعض عمليات السيطرة على الحريق التي شاركت فيها اربع فرق اطفاء. وأكدت الكتبي أن الحادث «ليس مدبرا»، مشددة على أن الاجراءات الأمنية في دبي تتسم بالدقة واليقظة. وقال المدير العام للدفاع المدني اللواء راشد المطروشي، إن الحريق تحت السيطرة، وهو تركز في الواجهة الخارجية للفندق، ولم يمتد إلى الداخل. وأشار إلى أن الفندق مجهز بأنظمة إطفاء آلية للسيطرة على النيران، مؤكدا أن الحريق لم يتسبب في وقوع أي إصابات. وتجدث شهود عيان قرب «برج خليفة» عن كتل ضخمة من اللهب كانت تشاهد في الفندق. واستبعد مسؤولون في دبي وجود اي شبهة ارهابية وراء الحادث وتحدثوا عن ماس كهربائي أو ما شابه كسبب للحريق. وفي العالم خيمت المخاوف من اعتداءات إرهابية على الاحتفالات التقليدية برأس السنة، اذ فرضت حال الاستنفار العالمية، الحد من حجم الاحتفالات وصولاً الى الغائها أحياناً، وذلك من جاكرتا الى نيويورك، مروراً بموسكو وأنقرة وبروكسيلوباريس حيث ألغي تقليد إطلاق ألعاب نارية، احتراماً لذكرى ضحايا الاعتداءات الإرهابية في المدينة في 13 تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي. والقى ذلك بظلاله على حركة السفر والسياحة في المناسبة، متسبباً بخسائر ضخمة لأصحاب المطاعم والفنادق والخدمات المرتبطة بها. وفي بروكسيل ألغيت احتفالات بالكامل، فيما أعلنت السلطات البلجيكية اعتقال ستة للاشتباه بتخطيطهم لاعتداء إرهابي. وأغلقت السلطات الروسية للمرة الأولى، الساحة الحمراء، مكان التجمع الرمزي لاحتفالات رأس السنة وسط موسكو، بسبب مخاوف من هجمات، ووجه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تمنياته برأس السنة شاكراً الجنود الروس الذين يحاربون «الارهاب الدولي» في سورية. واتخذت سلطات مدينة نيويورك اجراءات استثنائية لحماية حوالى مليون نسمة توافدوا ككل سنة الى ساحة «تايمز سكوير» للاحتفال بالعام الجديد. ووضعت الأجهزة الأمنية في حال تأهب قصوى في دول عدة بينها تركيا حيث أحبطت السلطات هجوماً انتحارياً الأربعاء. ولوحظت تدابير أمنية مشددة في عواصم أوروبية من بينها لندن ومدريد حيث حددت الشرطة ب25 الفاً، عدد الذين سمح لهم بالتوجه الى ساحة بويرتا ديل سول (باب الشمس) للمشاركة في احتفالات. وترافق الانتقال الى 2016 مع إجراءات أمنية مشددة في عواصم آسيوية عدة، خصوصاً في جاكرتا حيث ظل مستوى الإنذار الأمني مرتفعاً جداً، بعدما أحبطت السلطات مخططاً لهجوم انتحاري ليلة رأس السنة. وأفادت تقارير رسمية أن الشرطة الإندونيسية اعتقلت أمس، ثلاثة رجال للاشتباه في صلتهم بتنظيم «داعش»، في إطار عملية في إقليم وسط سولاويزي لملاحقة مشبوه يتصدر لائحة المطلوبين في البلاد. وأصدرت السفارة الأميركية في جاكرتا «رسالة طارئة» للمواطنين الأميركيين، حذرتهم فيها من أخطار أمنية محتملة في شواطئ السياح في جزيرة لومبوك خلال احتفالات رأس السنة. وحرمت العاصمة الفرنسية باريس من الألعاب النارية من «باب اللياقة» على حد قول مصدر قريب من رئيسة بلدية المدينة آب ايدالغو. وأبقي على بعض الاحتفالات في جادة الشانزيلزيه، لكنها جرت بتقشف ووسط اجراءات أمنية مشددة. ونشر حوالى 11 الف عنصر من الشرطة والجيش ورجال أطفاء في باريس ومحيطها، فيما تولى 1600 شرطي حماية جادة الشانزيليزيه حيث حصل أكبر تجمع سمح به في فرنسا منذ فرض حال الطوارئ اثر اعتداءات 13 تشرين الثاني. وأعلن رئيس بلدية بروكسيل ايفان مايور إلغاء الاحتفالات التقليدية بالألعاب النارية وسط المدينة. وبرر ذلك بالقول: «من الأفضل ألا نجازف». ونفذت الشرطة في المدينة عمليات دهم في ستة مواقع وأخرى في الضواحي، أعلنت على أثرها مصادرة أجهزة كومبيوتر وهواتف محمولة ومعدات وأسلحة تستخدم في الألعاب الرياضية تطلق حبيبات بلاستيك مؤذية ولو كانت غير قاتلة. تزامن ذلك مع إعلان الادعاء في بلجيكا أمس، إلقاء القبض على رجل خلال تفتيش منزل في بروكسيل الأربعاء، ليكون عاشر شخص تعتقله السلطات في ما يتصل باعتداءات باريس التي أسفرت عن سقوط 130 قتيلاً. وأشار الادعاء الى أنه وجه للمعتقل الذي عرف باسم «أيوب ب.» (22 سنة) تهمتي القتل في عمل إرهابي والانتماء لمنظمة إرهابية. ويتركز جزء كبير من التحقيقات الخاصة باعتداءات باريس، على بلجيكا حيث كان يعيش انتحاريان من منفذي الاعتداءات وهما إبراهيم عبدالسلام وبلال الحدفي. وألقت حال الاستنفار الأمني بظلالها على حركة السياحة والسفر في هذا الموسم وأيضاً على الحجوزات الفندقية، وكانت باريس الأكثر تأثراً في هذا المجال، إذ انخفضت الحجوزات لاحتفالات رأس السنة بنسبة تراوح بين 30 و40 في المئة، عما كانت عليه في الأعوام السابقة، كما أعلن عاملون في هذا القطاع. وكانت احتفالت السنة الجديدة بدأت في أوكلاند وكان ابرزها في سيدني.