خيمت المخاوف من اعتداءات إرهابية على الاحتفالات التقليدية برأس السنة في انحاء العالم، اذ فرضت حال الاستنفار العالمية، الحد من حجم الاحتفالات وصولاً الى الغائها أحياناً، وذلك من جاكرتا الى نيويورك، مروراً بموسكو وأنقرة وبروكسيلوباريس حيث ألغي تقليد إطلاق ألعاب نارية، احتراماً لذكرى ضحايا الاعتداءات الإرهابية في المدينة في 13 تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي. والقى ذلك بظلاله على حركة السفر والسياحة في المناسبة، متسبباً بخسائر ضخمة لأصحاب المطاعم والفنادق والخدمات المرتبطة بها. وفي بروكسيل ألغيت احتفالات بالكامل، فيما أعلنت السلطات البلجيكية اعتقال ستة للاشتباه بتخطيطهم لاعتداء إرهابي. وأغلقت السلطات الروسية للمرة الأولى، الساحة الحمراء، مكان التجمع الرمزي لاحتفالات رأس السنة وسط موسكو، بسبب مخاوف من هجمات، ووجه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تمنياته برأس السنة شاكراً الجنود الروس الذين يحاربون «الارهاب الدولي» في سورية. واتخذت سلطات مدينة نيويورك اجراءات استثنائية لحماية حوالى مليون نسمة توافدوا ككل سنة الى ساحة «تايمز سكوير» للاحتفال بالعام الجديد. ووضعت الأجهزة الأمنية في حال تأهب قصوى في دول عدة بينها تركيا حيث أحبطت السلطات هجوماً انتحارياً الأربعاء. ولوحظت تدابير أمنية مشددة في عواصم أوروبية من بينها لندن ومدريد حيث حددت الشرطة ب25 الفاً، عدد الذين سمح لهم بالتوجه الى ساحة بويرتا ديل سول (باب الشمس) للمشاركة في احتفالات. وترافق الانتقال الى 2016 مع إجراءات أمنية مشددة في عواصم آسيوية عدة، خصوصاً في جاكرتا حيث ظل مستوى الإنذار الأمني مرتفعاً جداً، بعدما أحبطت السلطات مخططاً لهجوم انتحاري ليلة رأس السنة. وأفادت تقارير رسمية أن الشرطة الإندونيسية اعتقلت أمس، ثلاثة رجال للاشتباه في صلتهم بتنظيم «داعش»، في إطار عملية في إقليم وسط سولاويزي لملاحقة مشبوه يتصدر لائحة المطلوبين في البلاد. وأصدرت السفارة الأميركية في جاكرتا «رسالة طارئة» للمواطنين الأميركيين، حذرتهم فيها من أخطار أمنية محتملة في شواطئ السياح في جزيرة لومبوك خلال احتفالات رأس السنة. وحرمت العاصمة الفرنسية باريس من الألعاب النارية من «باب اللياقة» على حد قول مصدر قريب من رئيسة بلدية المدينة آب ايدالغو. وأبقي على بعض الاحتفالات في جادة الشانزيلزيه، لكنها جرت بتقشف ووسط اجراءات أمنية مشددة. ونشر حوالى 11 الف عنصر من الشرطة والجيش ورجال أطفاء في باريس ومحيطها، فيما تولى 1600 شرطي حماية جادة الشانزيليزيه حيث حصل أكبر تجمع سمح به في فرنسا منذ فرض حال الطوارئ اثر اعتداءات 13 تشرين الثاني. وأعلن رئيس بلدية بروكسيل ايفان مايور إلغاء الاحتفالات التقليدية بالألعاب النارية وسط المدينة. وبرر ذلك بالقول: «من الأفضل ألا نجازف». ونفذت الشرطة في المدينة عمليات دهم في ستة مواقع وأخرى في الضواحي، أعلنت على أثرها مصادرة أجهزة كومبيوتر وهواتف محمولة ومعدات وأسلحة تستخدم في الألعاب الرياضية تطلق حبيبات بلاستيك مؤذية ولو كانت غير قاتلة. تزامن ذلك مع إعلان الادعاء في بلجيكا أمس، إلقاء القبض على رجل خلال تفتيش منزل في بروكسيل الأربعاء، ليكون عاشر شخص تعتقله السلطات في ما يتصل باعتداءات باريس التي أسفرت عن سقوط 130 قتيلاً. وأشار الادعاء الى أنه وجه للمعتقل الذي عرف باسم «أيوب ب.» (22 سنة) تهمتي القتل في عمل إرهابي والانتماء لمنظمة إرهابية. ويتركز جزء كبير من التحقيقات الخاصة باعتداءات باريس، على بلجيكا حيث كان يعيش انتحاريان من منفذي الاعتداءات وهما إبراهيم عبدالسلام وبلال الحدفي. وألقت حال الاستنفار الأمني بظلالها على حركة السياحة والسفر في هذا الموسم وأيضاً على الحجوزات الفندقية، وكانت باريس الأكثر تأثراً في هذا المجال، إذ انخفضت الحجوزات لاحتفالات رأس السنة بنسبة تراوح بين 30 و40 في المئة، عما كانت عليه في الأعوام السابقة، كما أعلن عاملون في هذا القطاع. وتستقبل فرنسا عادة، أكبر عدد من السياح في العالم اذ استضافت باريس بمفردها 32.2 مليون زائر العام الماضي، لكن التهديدات الأمنية التي دفعت السلطات الى تقليص المدة الزمنية لعرض للصوت والضوء أمام قوس النصر عند منتصف الليل وإلغاء عرض للألعاب النارية، اثنت السياح عن المجيء الى باريس للمناسبة. وكانت احتفالت السنة الجديدة بدأت في أوكلاند وكان ابرزها في سيدني كما شهد الالعاب النارية في دبي ما يصل الى مليوني شخص. إلى ذلك، شب حريق هائل بفندق في وسط دبي قبل ساعات من استعراض ضخم بالألعاب النارية في ليلة رأس السنة الجديدة، الذي من المزمع أن يبدأ في برج خليفة - أطول برج في العالم - القريب من الفندق أمس (الخميس). وقالت شرطة دبي على صفحتها الرسمية في «تويتر»: إن حريقاً في الفندق اندلع «ويجري الآن العمل للسيطرة على الحريق من سلطات الدفاع المدني والجهات المختصة». وقال شهود عيان: إن ألسنة ضخمة من اللهب تصاعدت من الفندق الفخم، الذي يقع على الجانب الآخر من ساحة كبيرة من برج خليفة، حيث تجمع المئات لمشاهدة استعراض بالألعاب النارية من المقرر أن يبدأ بعد قليل. وقالت قناة العربية التلفزيونية إنه تم إخلاء المباني المحيطة بموقع الحريق. من جهته، قال المدير العام الدفاع المدني في دبي راشد المطروشي: إنه لا توجد إصابات جراء الحريق الذي اندلع في فندق بوسط دبي، مشيراً إلى أن احتفالات العام الجديد ستقام كما هو مقرر. وأضاف المطروشي في اتصال هاتفي مع قناة تلفزيون العربية «اطمئن الجميع. الحادثة تحت السيطرة ولا توجد إصابات.. هذا (الحريق) لن يؤثر في الاحتفالية برأس السنة». وشب الحريق بالفندق قبل ساعات من استعراض ضخم بالألعاب النارية في ليلة رأس السنة من المقرر أن يبدأ في برج خليفة، أطول برج في العالم.