تعقيباً على مقالة «داون ورجال الأعمال» للسيد عبدالإله الشريف المنشور يوم الخميس 17/11/2005م الموافق 15/10/1426ه في العدد 13660. بداية نشكر السيد عبدالإله الشريف على اهتمامه بما يخدم الوطن ولفت انتباه القراء إلى وجود فئة الاحتياجات الخاصة من ذوي متلازمة داون في المجتمع، إلاّ أننا نود ايضاح بعض الأمور المذكورة في المقال وعلى رأسها ان متلازمة داون حالة ناتجة عن خلل فني «كروموسومي» وليست مرضا، كما أنها ليست حالة وراثية. ان هذا الخلل الكروموسومي يغير مجرى النمو ويترتب عليه قصور القدرة على التعلم، وبروز مشاكل صحية وخصائص جسمية مميزة منها صغر حجم الرأس، خشونة الجلد، كبر حجم اللسان، صغر حجم الأنف والأذنين. هذا بالإضافة إلى ان هنالك عدداً لا بأس به من المؤسسات التي تخدم متلازمة داون نذكر منها فصول الدمج التابعة لوزارة التعليم التي تقدم خدماتها لذوي الاحتياجات الخاصة ومنهم متلازمة داون، وعلينا الا نتجاهل جهود الدكتور ناصر الموسى الأمين العام للأمانة العامة للتعليم الخاص والتي فتحت المجال لاستقبال ذوي متلازمة داون في بعض المدارس التابعة لها، بالإضافة للمراكز الخاصة والتي ظهرت منذ حقبة زمنية غير طويلة. هذا بالإضافة إلى الجمعية الخيرية لمتلازمة داون «دسكا» وهي مؤسسة خيرية غير ربحية والتي أنشئت بتاريخ 18/10/1418ه الموافق 5/2/1999م. وجاء إنشاء الجمعية تجاوباً من صاحب السمو الملكي الأمير طلال بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - لتسد فراغاً عريضاً في مجال رعاية وتنمية وتأهيل متلازمة داون. وهي الجمعية الخيرية الوحيدة التي تعنى بهذه الفئة على المستوى الوطني وان تنوعت الجهات التي تقدم الخدمات المختلفة كما تعمل على تحقيق أهدافها من خلال مجموعة من البرامج والخطط المدروسة والمدعومة بكادر مؤهل وخبرات عريقة في هذا المجال ومن أبرز هذه الخدمات: برنامج فصول التهيئة التعليمية، برنامج تدريب الأمهات، برنامج تدريب الأطفال الرضع، التحويل والدمج، الفحوصات الطبية، المكتبة المتخصصة، برنامج التدريب المنزلي وبرامج تدريبية تعليمية أخرى. وقد تمكنت دسكا ولله الحمد من تقديم رعاية متكاملة للأطفال من ذوي متلازمة داون وذويهم، كما تتضمن خطتها المستقبلية ان تغطي عدة مناطق في بلادنا. ونود ان ننوه عن مشكلة تعاني منها معظم المؤسسات التي تعنى بالتعليم الخاص وذوي الاحتياجات الخاصة الا وهي القصور الشديد في الكوادر الوطنية المدربة والمؤهلة هذه الفئة حتى تتمكن من تحقيق اكتفاء ذاتي. إلاّ ان استمرارية دسكا وغيرها من المؤسسات الخيرية مرهونة باستجابة ذوي الأيادي البيضاء ورجال الأعمال بالدعم المادي والمعنوي إذ أنه لا يخفى ان مثل هذا الدعم يمكنهم من تحقيق أهدافهم الرامية لدمج هذه الفئة مع أقرانهم في المجتمع وجعلها - بإذن الله - فئة منتجة وفاعلة في الوطن الغالي. ٭ مسؤولة العلاقات العامة بالجمعية الخيرية لمتلازمة داون