وأنت تتابع بعض القنوات الرياضية الخليجية او العربية لا يمكن أن ترى فيها طرحا سلبيا بل تكاد لا تعرف ميول المذيع او الضيوف، فالعمل هنا احترافي بالدرجة الاولى ومهني، ويهدف الى الطرح العقلاني المتميز والخبز يعطى لخبازه فمن يحلل مباراة هم في الاصل نجوم كرة معتزلون او مدربون متخصصون والحديث يبدأ وينتهي وهو فني 100% ويثقف المشاهد ويثري المتابعين بتحليل يمنح كل فريق حقه ويوضح نقاط الضعف والقوة في كل فريق ولماذا هذا انتصر وذاك خسر. ضيوف البرامج يتم انتقاؤهم بعناية فائقة وعلينا القاء نظرة على قنوات الجزيرة او دبي او ابوظبي لنعرف الفارق الكبير بين قنواتنا وهذه القنوات، حتى المداخلات والصراخ وكأنك في مدرج ومع الرابطة لا تشاهد في هذه القنوات الا إذا كان ضيوفها من هنا بكل أسف وهؤلاء يقدمون ما لديهم في قالب كوميدي مضحك وهم البضاعة الجاهزة إذا ارادت هذه القنوات إضحاك مشاهديها!! ما حدث من إساءة لاتحاد الكرة على الهواء مباشرة من قبل أحد المحسوبين على الاعلام لم يكن مستغربا، فالكتاب من عنوانه والساحة مملوءة من هذه النوعية واسوأ ما دام الباب مفتوحا لكل من هب ودب، ليصبح ناقدا رياضيا ويحلل ويفهم في كل شيء التحليل الرياضي وقوانين التحكيم والاستثمار وكل شيء، المهم الظهور وتصريف طرحه المتدني واراءه المتعصبة التي تؤثر في النشء وتدعو إلى الاحتقان وترسيخ ثقافة الكراهية بين ابناء المجتمع الواحد بسبب جلد منفوخ الذي زاد الامر سوءا تهافت المشجعين المتعصبين على البرامج وابتعاد اصحاب الرأي المتزن العقلاني، او بعباراة اصح عدم الترحيب بهم لأنهم لا يجيدون الكوميديا وإضحاك المشاهد ويمارسون تعصبا مقيتا في مواقع التواصل الاجتماعي، وللقضاء على التعصب يجب أن تكون المبادرة من الداخل، فالعلة من اصحاب الميول والمصالح داخل القنوات من مشرفين سابقين ومعدين ومخرجين ومذيعين، لأن ابعاد هؤلاء هم اول خطوات الاصلاح ولأن ابتعادهم سيقطع الطريق على اصدقائهم الذين اعتادوا الظهور بواسطتهم!