هل من الضروري جداً أن يكون كل ضيوف برنامج «مساء الرياضية»، الذي يقدم على الهواء مباشرة مساء كل يوم جمعة، ويستمر أكثر من ثلاث ساعات إعلاميين؟ هذا هو السؤال الذي تبادر إلى ذهني، وأنا أتابع بعض حلقات البرنامج، واستمعت إلى آراء بعض المشاهدين الذين أبدوا عدم الرضا مما يثار في أكثر من 180 دقيقة، من صراخ وحوار غير مفيد! وأنا هنا لا أشكك في مقاصد البرنامج وأهدافه، ولكن التجارب أثبتت منذ سنوات أننا شعوب لا نعرف معنى الحوار، ولا يمكن أن نتحاور بأسلوب فيه احترام للرأي والرأي الآخر، فكيف إذا كان الحوار في الرياضة؟ ولذلك لم يضف البرنامج جديداً للمشاهد، وكل ما تغيّر هو شكل الأستوديو الذي بدا جميلاً ومريحاً، وهذا وحده لا يكفي، فلا بد أن يكون الحوار جميلاً وهادفاً، كما تريده القناة والقائمون عليها! وأجزم بأن الأمير تركي بن سلطان، وهو الرجل الإعلامي المتمرس، الذي سعدنا بوجوده على هرم هذه القناة مشرفاً عاماً لها، مع وجود زميلنا الإعلامي الكبير عادل عصام الدين "المدير العام للقناة"، لديهما الرغبة والطموح في إحداث نقلة كبيرة للقناة على مستوى كل برامجها، وهما حريصان على التميّز. ولعلي أقترح على مسؤولي القناة وجود ضيفين رئيسيين في كل حلقة، كأن يكونا رئيس ناد ورئيس إحدى اللجان في اتحاد الكرة وفي حضور أربعة إعلاميين، ويتم الحوار على شرف هذين الضيفين! صحيح أن هناك طرحاً واعياً ومتزناً من بعض الزملاء الإعلاميين - ضيوف البرنامج - أمثال المهندس طارق التويجري صاحب الآراء الجميلة، والزميل خلف ملفي الذي يعجبني فيه وضوحه وصراحته، والزميل العزيز مسلي آل معمر الهادئ المقنع! واللافت والمؤسف هو استغلال البعض للبرنامج وتحويله إلى ما يشبه بعض منتديات الأندية التي يرتادها الصبية والمراهقون من مشجعي الأندية المتعصبين، وهذا أمر لا يليق بقناتنا الرياضية الوحيدة الأكثر مشاهدة بين القنوات الرياضية! ثم أنه ليس من مصلحة القناة الرياضية أن تتحوّل إلى نسخة كربونية من برامج لقنوات فضائية رياضية أخرى، من دون أن تكون لها إضافة تحدد بها شخصيتها، وهذا من السهل جداً تحقيقه! إنني أتمنى أن تتنبه إدارة القناة والقائمون على البرنامج إلى هذه الملاحظات ومحاولة معالجتها، قبل أن تكبر الفجوة وتسهم القناة بهذا البرنامج والبرامج المماثلة في تنمية روح الكراهية والتعصب المقيت في شارعنا الرياضي في وقت لم نعد نحتمل الزيادة! [email protected]