هناك فرق بين "السمنة"، و"زيادة الوزن" و"البدانة".. فالسمنة هي زيادة مفرطة وغير طبيعية في شحوم الجسم والمقصودة غالبا في أحاديث الناس عن هذا الموضوع.. أما زيادة الوزن فهي زيادة بسيطة وغير مفرطة فوق الوزن المثالي (وتعد بداية للسمنة المفرطة).. أما البدانة فزيادة في الوزن لا تتعلق بتراكم الشحوم بالضرورة؛ مثل زيادة وزن الحامل، أو زيادة الكتلة العضلية لدى المصارعين، أو لدى من يتناولون بعض الأدوية والعقاقير كالكورتيزون! ويعد بدينا وصاحب وزن زائد كل شخص يزيد على وزنه الطبيعي ب10 كلغم على الأقل. ويعد مفرطا في السمنة حين يتجاوز 30 كلغم فوق المعدل المفروض. وفي الوضع العادي يحتاج الرجل الى 2300 سعرة حرارية والمرأة الى 2000 سعرة في اليوم (ويستطيع كلاهما العيش بصحة ممتازة ب 1900 سعرة ؛ كما في بنغلادش وسيراليون)! ورغم أن الأميركان يحتلون المركز الأول كأكثر الشعوب سمنة وبدانة إلا أن المشكلة أصبحت عالمية ومشاهدة حتى في الدول الفقيرة.. فمن عجائب هذا العصر أن أفراد الطبقة الفقيرة في مصر وجنوب أفريقيا وأميركا الوسطى يعانون من السمنة بدرجة تفوق أفراد الطبقة الغنية الأكثر وعياً بأهمية الحمية والأكل الصحي! وهناك دراسات كثيرة تؤكد انتشار داء البدانة وارتفاع أعداد البدناء بشكلٍ مقلقٍ في كافة الدول: ففي أمريكا مثلا يصنف 61% من البالغين كبدناء، وفي روسيا وصلت النسبة الى 54% وفي بريطانيا 51% وفي النمسا 50%! أما في المكسيك فيعد 58% من الشعب من البدناء، وفي مصر 35% من مجمل البالغين، وفي كامل اميركا اللاتينية 33%! أما في الدول العربية فتبلغ نسبة السمنة في السعودية 18% لدى الرجال و28% لدى النساء، وفي الإمارات 16% للرجال و38% للنساء، في حين تتصدر الكويت الدول العربية بنسبة 44% للنساء و32% للرجال! وهناك بحث للدكتورة عزت خميس - أستاذ تكنولوجيا الأغذية بأكاديمية البحث العلمي بالقاهرة - يشير الى انتشار البدانة بين سيدات العالم العربي خلال السنوات الأخيرة بنسبة أكبر من الرجال.. ومن خلاله يتضح أن سيدات عمان هن الأكثر سمنة حيث يصل معدل البدانة بينهن إلى 64%، تليهن سيدات مصر بنسبة 49% ثم سيدات الكويت 42%، والبحرين 40%، والإمارات 38%، والسعودية 37%.. في حين تعد سيدات لبنان الأفضل من حيث الرشاقة كون البدانة تتدنى بينهن إلى 27% فقط! وما من شك أن رخص ووفرة الغذاء هذه الأيام هما السبب الأول لزيادة أوزان البشر. فقد انتهى الوقت الذي يمكن فيه لأي مجاعة أن تقتل عشرين مليون إنسان دفعة واحدة (كما حدث في الصين عام 1969) وتحول الوضع بسرعة إلى مجتمعات متخمة مثل أيرلندا وبلغاريا وبلجيكا حيث يستهلك الفرد أكثر من 3750 سعرة حرارية في اليوم! .. وكل هذه الأرقام والنسب تعني انتقال السمنة من عارض شخصي الى وباء عالمي لم تمر به البشرية من قبل.. ورغم اعترافي بصعوبة التخلص من هذا الوباء إلا أن مجرد وعينا بوجوده يشكل خط الدفاع الأول ضد انتشاره في المجتمع... ورغم كثرة الحميات والبرامج التي تعد بالقضاء على البدانة إلا أنني أخبرك مقدما (بفشلها كلها) كون الرشاقة الحقيقية محصلة لعادات سليمة وطعام صحي وطبيعة حياة طويلة ومستمرة وليست ريجيما مؤقتا أو حرمانا مرهقا ثم تعود لوزنك السابق بمجرد انهيار إرادتك! ... وصدقني؛ آخر فقرة من هذا المقال هي أصدق وأفضل ريجيم يمكن أن تحصل عليه في حياتك!