أن تتلون فتتنقّل من غير هوىً، ولاءً لمن تحب فذاك شأنك وحقك المشروع الذي لن يصادرك عليه أحد، غير أن تلوّنك نكايةً بالآخر فذاك ما يبدي زيف مشاعرك وواقعك الواهن الذي أودى بك إلى ملاحقة الآخرين! كم من متلوّن على غير ذات انتماء، وكم من متقلّب على غير ذات قرار، يتلونون وحسبهم أن يتلونوا، فما بين عشية لقاء وآخر يرتدون ذا الشعار، وما يلبثون إلا أن ينزعوه ليرفعوا شعاراً آخر غير مستقرين على قرار، حسبهم أن يتلونوا ليس حباً فيما يرتدون ولا اعتزازاً بما يرفعون، بل أمنية بسقوط من يفوقهم! ويعودون ليتلونوا، وما من متلون إلا خلف تلوّنه حكاية، إذ يشغل نفسه بالآخر حين يحل وحين يغادر إلى أن أضحى التلوّن ديدنه، وتراه غير قادر بالابتعاد عن فعله وتصرفه! يوم أن وهنوا كان بمقدورهم ترتيب أوراقهم ليقووا، ولكن لم يكن باستطاعتهم البروز، ذلك أن شاغلاً دائماً يشغلهم، فمن الممكن أن يقدموا الوسائل والطرائق، ليقطعوا السبيل عليه ومن أجل ألا يعتلي هرم الرياضة كما هو المعهود به دوماً!