في ظل الفراغ الذي تعيشه ساحة الشباب والرياضة في هذه الفترة بعد انتهاء منافسات كأس العالم، إضافة إلى خلو الساحة المحلية من أي منافسات رياضية، فانتشرت المخيمات الصيفية التي تستقطب الشباب، وتهتم بالجانب التوعوي والرياضي في نفس الوقت. دُعيتُ إلى إحدى هذه المخيمات التي بدأت بمحاضرة شدّني عنوانها كثيرًا (إياك والتلون)، ولكن ما شدّني أكثر ذلك الأسلوب الجميل الذي كانت تلقى به المحاضرة من قبل الشيخ، علمتُ بعدها أنه الشيخ الدكتور (علي عبدالخالق القرني). نعم كنتُ بحاجة ماسّة إلى سماع هذه المحاضرة؛ لأنني أعيش في وسط إعلامي يعج بالكثير من المتلونين الذين يتلونون كما تتلون الحرباء، خوفًا من أعدائها إلاّ أن هؤلاء يغيّرون ألوانهم حسب مصالحهم الشخصية. أعلم أن كلامي هذا قاسٍ، وقد يغضب الكثير لكنها الحقيقة المرّة التي يحاول البعض إخفاءها عبر لبس الأقنعة، واستخدام أساليب الغش والخداع، لكنهم مفضوحون أمام الجمهور مهما فعلوا. كانت محاضرة مؤثرة أطلقت بعدها على الشيخ (علي القرني) لقب خطيب الخطباء، وكم كنتُ أود أن أدوّن المحاضرة كاملة، إلاّ أنها لن تتسع في مقال، أو اثنين، لكنها تحدثت عن أنواع التلوّن، ومدى خطورته. وكان كل مقطع منها ينتهي بعبارة مؤثرة تقول: (إياك والتلوّن فإن دين الله واحد). لستُ في مقام وعظ وإرشاد لكنني أتألم من أولئك الذين يبيعون أقلامهم، ويغيّرون قناعتهم، ويلقون بمبادئهم عرض الحائط لمجرد إرضاء هذا أو ذاك. قد يبدو حديثي مبالغًا فيه، لكنه ليس كذلك على الإطلاق. فصفحات الصحف تشهد وتؤكد صحته، فنحن نقرأ لبعض الكتّاب مقالين متناقضين تمامًا في غضون يومين، وهذه مهزلة حقيقية يشهدها إعلامنا بشكل عام، والرياضي بوجه خاص. لن أتحدث أكثر لأنني قد أتجاوز الخطوط الحمراء، وأكشف ما خلف الكواليس؛ لذا سأتبع المثل القائل: (خلّي الطابق مستور)، وسأكتفي بالقول: (إيّاك والتلوّن). [email protected]