هكذا نحن.. حبل زيفنا وخداعنا قصير جدا.. ننكشف على حقيقتنا مع أول اختبار.. وتذوب كل القيم والشعارات التي نرفعها عندما نرى «مصلحة ما» تلوح في الأفق.. ونبدي استعدادنا الفوري للتنازل عن كل القناعات السابقة التي نتشدق بها.. .لاحظوا نحن نتنازل.. ولم نعط أنفسنا مساحة من الوقت للتفكير الإيجابي في كيفية الانسحاب بهدوء من قناعاتنا.. فتغيير القناعات ليس عيبا.. مع تغير الزمان والمكان.. لكن شيئا من هذا لم يحدث.. نحن انكشفنا بسرعة البرق.. ولم نفكر ولو لبرهة.. بما فعله «الحسن كيتا» من تصرفات مشينة أمام الملأ.. تعالوا معي.. لنخلق التبريرات لأنفسنا.. «فهذا حنا اللي فالحين فيه».. حتى نحفظ شيئا من ماء الوجه أمام النشء.. فربما لم يكن «كيتا» مخطئا وهو يشير بتلك الإشارات الخادشة.. ونحن من أساء فهمه.. وجئنا به مرة أخرى لتقديم الاعتذار إليه وتكريمه.. وتقديمه كبطل متوج. وإقامة مؤتمر صحفي له.. لشرح ما كان يقصده بالتحديد! بالله عليكم.. ماذا نقول لأبنائنا وأطفالنا وشبابنا.. ونحن نتشدق أمامهم بالأمس القريب وننادي بالقيم والأخلاق.. واليوم نسقط وتسقط المبادئ؟! يجب أن نعترف صراحة بأننا نتلون بحسب المصالح.. فقط نريد أن ننتزع هذا الاعتراف من أنفسنا.. حتى نكون صادقين أمام الجيل القادم الذي لا نتوقع منه الأفضل.. ما دمنا نحن بهذا الشكل المتلون.. ولعل مجتمعنا الرياضي هو جزء من تركيبة كبيرة قائمة على هذا النسق المتأرجح.. في العقلية العربية.. فزمن المواقف الثابتة انتهى.. وأصبحت تذيبنا الحضارة المدنية ونتآكل فكريا وأخلاقيا.. لا يمكنني حقيقة استيعاب وفهم استقطاب هذا اللاعب مرة أخرى.. والسماح له باللعب أمام ملايين الناس الذين أساء إليهم.. وبودي معرفة شعور العضو الإداري في نادي الشباب الذي يستقبله في المطار ويقف بجانبه وتلتقطه كاميرات الإعلام.. ماذا سيقول لأبنائه عندما يعود إلى البيت.. هل سيقول: «استقبلت كيتا ال.. .. .. .. » مثلا.. أم ماذا؟