فتحت مراكز الاقتراع في بيلاروس ابوابها الاحد في انتخابات رئاسية يامل الرئيس الكسندر لوكاشنكو ان تؤمن له ولاية رئاسية خامسة تمدد سنواته الاحدى والعشرين في قيادة البلاد، في الوقت الذي يستعد فيه الاتحاد الاوروبي لرفع العقوبات المفروضة عليه. وبلغت نسبة المشاركة في الفترة الصباحية 36%، كما ذكرت اللجنة الانتخابية. واعلن التلفزيون الوطني ان بعض مكاتب التصويت قرر توزيع الطعام على الناخبين وتقديم حفلات موسيقية "لاضفاء اجواء عطلة". ويشرف مراقبون دوليون من منظمة الامن والتعاون في اوروبا على الانتخابات، لكن المعارضة قالت ان الرئيس زور البطاقات مسبقا ومنع مسؤوليها من الترشح الى الانتخابات. ويواجه لوكاشينكو (61 عاما) الذي تصفه واشنطن بأنه "آخر ديكتاتور في اوروبا" ثلاثة مرشحين غير معروفين تقريبا، في هذه الانتخابات الرئاسية التي تقاطعها المعارضة ولا تشهد اقبالا من الناخبين. وهو يريد ان يحصل فيها على نسبة مشاركة مقنعة حتى تعترف البلدان الغربية بالانتخابات. واذا كانت النتيجة معروفة الى حد كبير، فان لوكاشينكو ينتظر رد فعل الاتحاد الاوروبي الذي يعتزم رفع العقوبات المفروضة على نظامه منذ العام 2011، احتجاجا على القمع العنيف الذي اعقب اعادة انتخابه في 2010. وقال ديبلوماسي لوكالة فرانس برس ان الاوروبيين يريدون التأكد من انه "لن تحصل اعتقالات جديدة للمعارضين ولا اعمال عنف ولا اضطهاد للصحافة". وكثف لوكاشينكو الذي يتسلم السلطة منذ 1994، مبادرات حسن النية في الاشهر الاخيرة، فأفرج خصوصا هذا الصيف عن آخر السجناء السياسيين في البلاد، ومنهم المعارض الاول ميكولا ستاتكيفيتش الذي اخلي سبيله في اواخر اغسطس بعدما امضى في السجن خمس سنوات. واعربت بروكسل عن تقديرها لهذه "الخطوات" على ان تتخذ في نهاية الشهر الجاري قرارا برفع العقوبات ام لا. لكن لم يسمح لأي من كبار اقطاب المعارضة الديموقراطية بالترشح الى الانتخابات اذ رفضت اللجنة الانتخابية المركزية ترشيحاتهم لاسباب مختلفة. وردا على ذلك دعت المعارضة الى مقاطعة الانتخابات. وفي تصريح لوكالة فرانس برس قال المعارض ميكولا ستاتكيفيتش الذي تصدر السبت تظاهرة شارك فيها 500 شخص في وسط مينسك، ان "المقاطعة موقف ضعيف. انا دائما ضد مقاطعة الانتخابات. لكن اذا لم يكن لدينا مرشح، فلماذا ندلي بأصواتنا؟" ودعا ستاتكيفيتش الى إبقاء العقوبات معربا عن اعتقاده بأن الهدف من الافراج عنه كان لكسب رضا الغرب مع اقتراب الانتخابات. واعتبر "اذا كانوا جميعا مع هذا المجرم، نستطيع عندئذ ان نقول ان الديموقراطية التي يشيد بها الاوروبيون مجرد شعارات". وحذرت سفيتلانا الكسيفيتش حائزة جائزة نوبل للاداب للعام 2015 ايضا الاوروبيين من اي تقارب مع الرئيس الذي اطلق على نفسه لقب "باتكا" اي "الاب الصغير" لبيلاروس. وقالت الكسيفيتش السبت في برلين "كل اربع سنوات، يصل مسؤولون اوروبيون جدد الى الحكم ويعتقدون ان في وسعهم حل مشكلة لوكاشينكو لكنهم لا يعرفون انه رجل غير جدير بالثقة"، واصفة نظامه بأنه "ديكتاتورية ناعمة".