يعتقد كثير ممن يتابع أحداث العالم أن كل مهاجر هو عبء على الدولة التي هرب لها أو هاجر لها، وهذا يجب أن يكون محل نظر للكثير من الدول والأفراد رغم العامل الإنساني في مبدأ الهجرة للمهاجرين وأسبابها ومبرراتها، ونحن نعلم القيمة المضافة للمهاجرين في كثير من الدول وخاصة أوربا والولايات المتحدة الأميركية التي تعتمد اعتمادا كبيرا على المهاجرين خاصة الأوربيين ومن الهند خاصة وغيرها من الدول، والأوربيون أيضا يعتمدون على المهاجرين، فهم طاقة بشرية عاملة لا يستهان بها، فنجد معظم من يعمل بصناعة السيارات الألمانية هم الأتراك وغيرهم، وأيضا في مجال البرمجيات،الكمبيوترات نجد الهنود لهم باع طويل في هذا المجال، عدا من يعمل أعمالا حرة ورجال أعمال. أشاهد الان آشقاء لنا وهم « العراقيون والسوريون واللبنانيون والفلسطينون والآن زاد عليهم الليبيون « هؤلاء مهاجرون « مجبرون « ولا نتحدث عن المهاجر الاختياري الذي يبحث عن فرصة عمل وعيش كريم. نجد هذه الفئات من الدول التي ذكرت كثير منهم متعلمون على مستوى عال جدا فمنهم الطبيب والمهندس وغيره، بل يحصلون على تميز وتقدير علمي كبير من خلال الدول التي يهاجرون لها، واخرها المهندسة المعمارية العراقية زها حديد، وعشرات، بل مئات على طراز المهندسة حديد. ما أود الوصل له أن الهجرة القسرية التي يعاني منها السوري او العراقي اليوم وغيرهم، هي هدر كبير للطاقة البشرية العربية تتلقفها الدول الأخرى بكل رحابة صدر، دعم، تشجيع، تحفيز وخدمات حتى يصلوا لقمم النجاح. حين تستقبل دولة عشرة آلاف مهاجر ويبرز منهم 100 مهاجر بعلمه أو تميزه سيكون إضافة مهمة لهذه الدولة، مع تقديرنا لما تقدمة من دعم بالبداية لهم، وهذا ما يجب أن تتنبه له الدول العربية خاصة الغنية وأقصد بها دول الخليج، بأن تفتح المجال لدخول هؤلاء اللاجئين أولاً من جانب إنساني ثم جانب انهم طاقة عمل منتجة. من المهم العمل بهذا المسار وهو استيعاب القدر الممكن من المهاجرين فكثير من الدول يعمل لديها أجانب يمكن أن يقوم مقامهم مهاجرون عرب حتى يمنح الجنسية حين يكون عاملا منتجا وإيجابيا ويقدم للدولة التي أتى لها، المهاجر غالبا يملك قوة الإرادة، العمل، التميز من لا يستطيع ولا يملك القدرة لا يهاجر غالباً فيبقى ببلاده مغلوباً على أمره، لنحول المهاجرين لعامل وجانب منتج لا سلبي أو عبء كما تفعل أوروبا وغيرها بشرط الدعم والمتابعة والعمل على تحوله لعامل إيجابي، أوربا تعاني من عدم النمو السكاني والهرم، والمهاجرون طاقة جديدة تقدم لها الآن وحين يكون منتجاً سيتحول لجانب مستهلك ومحرك للاقتصاد وهذه أحد الأهداف.