بندر الرشود.. من الشعراء الذين أبدعوا في كتابة الشِّعر لما تتميز به أشعاره من الإحساس الراقي، والمفردة العذبة، والبوح المرهف.. فقد كتب العديد من القصائد الجميلة والرائعة التي تغنّى بها الكثير من الفنانين والمنشدين.. فهو كثير الإحساس، والعطاء، والبوح عن ما يختلج في قلبه من حُب وشجن، وألم وفراق، وذلك بأرق المشاعر، وأروع القوافي. اذكريني يا عيوني وارجعي يعلم الله ما تحمّلت الفراق بالسعاده اتحلى وادّعي والحقيقه كل وقتي في احتراق ما نسيتك اعترف لك ما معي قلب يقوى هجرك اللي ما يطاق إن سليت شوي أو فاق الوعي هي دقايق واتراجع باشتياق إعداد - بكر هذال ومن قصائد الحكمة التي تدل على مقدرته الشِّعرية قصيدة (المرّ يا صاحبي يفرق عن الحالي) والتي أنشدها المنشد فهد مطر بأداء رائع، وإبداع لاقى الاستحسان والقبول من مُحبّي شيلات القصيد: المرّ يا صاحبي يفرق عن الحالي والنّار ما تحرق إلا رجل واطيها الناس ما همها جرحي ولا حالي اليوم كلٍ يبي نفسه يبديها الوقت الأول تغيّر حيل يالغالي ما عاد به ربعٍ تشيلك بياديها ما كل شخصٍ ضحك لي يأخذ أقوالي وما كل هرجه أبسمعها أبحكيها اللي حكابي وصار بصف عذالي أسامحه كيف .. لكني أعديها الصّبر طيّب وعندي هالمثل عالي من راقب الناس مات وليه أسويها الله يرضى عليكم ريّحوا بالي الكلمه اللي تهين النفس مابيها دام المراجل تغيب بوقتنا التالي وش ينبغى في حياةٍ شان تاليها ومن أوراقه الشعرية نختار هذا البوح الذي يلامس المشاعر، فقد عبر شاعرنا عن الشوق والذكريات والوجد لمن فقدهم في حياته من أغلى الناس: يالحمام الراعبي يكفي حزن كلما مرّيتني احزنتني طير دور لك مساحات ومزن الفضا يا سعك وأنت أبلشتني لا يغرّك طولي وثقل ووزن نبرةٍ خلّت خفوقي ينحني الرزن لو ضاق بتشوفه رزن سكر الشباك يا الطير الهني الشعر ما هو فقط قاف ووزن الشعر: فكره عقب ماجيتني من ثمان سنين ضيفت الحزن نام بين العوج عاش بموطني يمّه اذنك ما تصيح ولا ترن السوالف والسنين تعدني من رحلتي والغصن ما يتزن والطيور تمرني وتملني ويعبر الرشود عن ما يُعانيه من الهجران والصد، وقسوة الأيام بهذه الأبيات التي فيها الكثير من مشاعر الحُبّ والودّ، والشوق والحنين: أنا ما أقوى على الهجران ولكنك قوي الباس تواخذني وأنا ما أخطيت وتجبرني على النسيان وتحرمني العيون السود بدون أعذار يالمياس أنا منك أبصرخ صرخة العاجز مع العميان وأعيش الظلم ياعيوني وأكون الصابر الحساس بعد ما شانت أيامي وزاد الهم.. والأحزان وليلي طال يا عمري وبعد الشوق خذاني الياس أنا لازم أطيع الوقت وأرضى بكل شيٍ كان لو ياقف خفوق العمر.. وتاقف بعده الأنفاس وله هذه الأبيات التي يحث فيها على تمسّك الإنسان بكرامته، ومد يد العون والمساعدة للمحتاج: من اعتبرني وقدرني له التقدير غصبٍ عليّ التفت له لي تعزوى بي أصير للي نخاني حرّ مثل الطير يهدّني ويترك الباقي على أسبابي أنا كذا اعترف من يومني أصغير أجامل أكثر من اللازم على حسابي أقدم الخير وألقى في الطريق الخير وأتجمل معه والخالق أدرى بي ولا القزم يبتدي ويموت وهو قصير يعني أحذفه من الفهرس من كتابي وختاماً نقف مع هذا الرجاء والدعاء الذي يطلب فيه الشاعر من -المولى عزوجل- أن يحقق له كل ما فيه الخير والصلاح: يا رب لا تجعل يديني قصيره وارفع مقامي وأغنني وعزّ شاني يا رب اكتب لي بما فيه خيره وأصلح عطاي ونيتي في زماني