قدر مستثمر وخبير سعودي في اقتصاديات المياه الصحية بالسوق المحلي عن زيادة في الاستهلاك للمياه المعبأة في موسم صيف ومواسم الحج والعمرة هذا العام بنسبة تصل إلى10% وبمعدل نمو الاستهلاك المحلي في حدود 4 إلى 5% سنوياً، مقدراً حجم الاستثمارات الوطنية في هذا القطاع حوالي ثمانية مليارات ريال لأكثر من 450 مصنعا وطنيا بالسوق. وقال راشد بن زومه أحد كبار المستثمرين في قطاع المياه المعبأة أن المملكة تعد أكبر مستهلك لمياه التحلية في العالم ويشهد فصل الصيف ومواسم الحج والعمرة حركة نشطة في مبيعات الشركات العاملة بالسوق المحلي نتيجة للأجواء الحارة التي تعيشها مناطق ومدن المملكة، مشيرا إلى أن وفرة المعروض من المياه المعبأة تشعل المنافسة التي تصب في صالح المستهلك في نهاية الأمر، لأن المصانع سوف تعمل على تخفيض أسعارها لكسب أكبر عدد من المستهلكين، ولفت إلى الزيادة الكبيرة في الطاقة الإنتاجية والتي تتجاوز 6.5 مليارات لتر سنويا، فيما يتجاوز حجم استثمارات هذه الصناعة 8 مليارات ريال. وأرجع ابن زومة زيادة الاستهلاك إلى النمو الكبير في عدد السكان وزيادة الوعي بأهمية أن تكون المياه سليمة ونقية ومعقمة مضيفا أنه وفقاً لتقديرات هيئة الغذاء والدواء لا تقل المصانع السعودية عن 450 مصنعا، وأتوقع أن العدد الحقيقي أكبر من ذلك لأنه يشمل جميع المصانع لكل العبوات من عبوة 0.250 ملي لتر إلى حجم 18 لترا، وتغطي المصانع الاستهلاك المحلي بل هناك للأسف طاقة غير مستغلة لهذه المصانع العاملة بالسوق. وتوقع بن زومة أن تشهد السوق توسعات جديدة في الفترة المقبلة، وقال: هذه سنة الحياة في كل المجالات، وبالرغم من أن المصانع الوطنية لا تنتج بكامل طاقتها حيث ان الطاقة المستغلة لكل المصانع لا تتجاوز 65% من طاقة المصانع، هذا ما يجعل إنشاء مصانع جديدة مجازفة، نظراً لوجود طاقة غير مستغلة وهو ما أدى إلى وجود منافسة شرسة وقوية في السوق المحلي. وعن التحديات التي تواجه القطاع.. قال ابن زومة: مستقبل الاستثمار في هذا المجال مثله مثل أي مجال آخر يحتمل النجاح ويحتمل الفشل لا سمح الله، حيث إنه كما تعلم العالم يتغير بشكل سريع جداً في كل مناحي الحياة ومنها تقنية المياه، فإذا لم تكن الشركة واعية ومدركة لهذه المتغيرات فسيكون مصيرها لا قدر الله الاضمحلال والاختفاء، وكذلك مثل ما يحدث في التكنولوجيا يحدث كذلك مع المستهلكين، حيث ان المستهلك مع زيادة المنافسة أصبح له متطلبات ورغبات لابد من تحقيقها، أي أن المستقبل في هذا المجال يتوقف على عاملين رئيسين وهما:- عامل داخلي، ألا وهو الشركة وادارتها والعاملين بها وكذلك الآلات والمعدات، وعامل خارجي ألا وهو المنافسون والمستهلكون والتطور في التكنولوجيا لكي يكون المستقبل واعد يجب على الإدارة أن تكون منتبهة وواعية لكل هذه المتغيرات طبعاً بعد توفيق الله عز وجل أولا وأخيرا.