نشأت فكرة نقل السوبر السعودي خارج الأراضي السعودية، ربما في دولة خليجية قلنا الفكرة شبه مقبولة، ثم تحديد العاصمة البريطانية لندن يا إلهي اتحاد كرة القدم طموحه كبير جداً!!، المذهل أنه تأكد المكان إنجلتراولندن تحديدا وملعب كوينزبارك في 12 أغسطس وكل ذلك في غضون أقل من شهر على الرغم أن المفاوضات مع مدرب المنتخب الأول تمتد لأكثر من شهور بل ربما وصلت لعام كامل، ما علينا الأهم تأكدنا بأن لدى اتحادنا المنتخب قدرة كامنة تظهر في أوقات الأزمات الخاصة بهم!. كل ما حدث فيما قلت أعلاه شأن رياضي قابل لجميع الاحتمالات والتأويلات أبطلتها موافقة الفريقين على تنفيذها، هنا نقف احتراماً لظروفهما المادية، ثم ان الشركة الراعية للمباراة وهي من سيدفع لا أعتقد بأننا سنعرف منهم مدى نجاح الفكرة من عدمها بعد نهاية المباراة بغض النظر عمن فاز أو خسر لاعتبارات عدة منها على الأقل الخوف من منافس في الاعوام المقبلة إذا كان الكسب المادي فائقا. كل ما يهمنا الآن ويجب أن نضع له الف حساب هو ما يخصنا كمجتمع سعودي مسلم سيعكس أبناؤنا لاعبو الفريقين صورتنا بما سيتحلون به وعلى كل مسؤول في الرئاسة العامة لرعاية الشباب ابتداء من رأس الهرم الرئيس العام لرعاية الشباب الأمير عبدالله بن مساعد وكل مسؤول في الاتحاد السعودي لكرة القدم له علاقة بنقل السوبر السعودي بين الهلال والنصر إلى العاصمة الانجليزية لندن أن يعي ويعرف ويستشعر أهمية خطوة بهذا الحجم وبهذه السرعة في التنفيذ وأن يتدارك ما يمكن اللحاق به فالمباراة لا تهم شخصا او ناديا أو اتحاد قدم فقط المباراة أصبحت مسؤولية اجتماعية تعكس صورة وتعطي انطباعا عن بلد كامل بجميع فئاته. هل يمثل السوبر اللندني كل مشجع لناديه الهلال والنصر؟ هل يمثل السوبر اللندني كل رياضي فقط؟ هل يمثل السوبر اللندني الشركة الراعية فقط؟ هذه الأسئلة يجب على المسؤولين عن نقل السوبر إلى لندن وضعها في الحسبان لكل الخطوات والمتطلبات التي سيترتب عليها الانتقال والسكن والحضور الجماهيري وأداء اللاعبين طوال وقت المباراة. لقد خرجت المباراة من إطار المنافسة والبحث عن انتصار لأحد الفريقين إلى ما هو أهم وهي رسالة يحملها اللاعبون ومهام خاصة يمثلون بها صورة حقيقية عن أخلاق المسلم العربي السعودي الذي يتصف بأخلاق الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم في قول الله تعالى عنه ((وإنك لعلى خلق عظيم)). لا شك أن السوبر يحتاج إلى عمل كبير وجبار خلال الأيام المقبلة من الرئاسة العامة لرعاية الشباب ومسؤولي الاتحاد السعودي لكرة القدم باجتماعات مع إدارة الناديين ومع لاعبي الفريقين وحثهم على الظهور بشكل مشرف (ولا مانع من عقد محاضرة دينية مع اللاعبين من قبل واعظ ديني) وأن لا يترك كل شيء للشركة الراعية فقط فهناك أمور عدة تعكس الصورة سلبية تلقائياً عن من هم وراء الهلال والنصر وصور التمثيل على الحكام بشكل مخجل والبصق والاعتراض بشكل غير مقبول وقصات الشعر الغريبة من قزع وغيرها وعدم التحلي بالروح الرياضية أثناء الإصابات. تبادل التحية والابتسامة الدائمة والمظهر الخارجي المعتدل واحترام قرارات الحكم والتفرغ للعب فقط من الإيجابيات التي يجب أن يتحلى بها لاعبو الفريقين وما سيترك انطباعا جيدا عن شعب المملكة العربية السعودية، وهذا هو أكبر انتصار سنحققه من السوبر اللندني في حال اقامته في لندن.