سيدون تاريخ كرة القدم السعودية صفحة مهمة في سجلاته، إذ سيتوقف القارئ بنهم شديد أمام يوم 12 أغسطس المقبل كونه يمثل حدثا استثنائيا للكرة السعودية إذ سيشهد مباراة كأس السوبر التي ستجمع الهلال والنصر في العاصمة البريطانية لندن مدينة الضباب في ملعب كوينز بارك.وانشغلت الجماهير السعودية قاطبة خلال الأيام الماضية بالحديث حول هذا الحدث الرياضي التاريخي، فيما بين مؤيد ومعارض اشتعلت صفحات مواقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" و"يويتر"، كلها كانت تدور حول عدة تساؤلات، هل هذه المباراة بداية لنقلة عالمية جديدة للكرة السعودية بعد الاختفاء عن الساحة العالمية إثر عدم التأهل لاخر نسختين بكأس العالم بعد إنجاز غير مسبوق ببلوغ المحفل الكروي العالمي 4 مرات متتالية منذ الصعود الأول في عام 1994؟.وفي الوقت الذي أبدى فيه عدد كبير من الجماهير سعادتهم بخوض قطبي الكرة السعودية مباراة في مدينة الضباب، ما يعني اهتماما إعلاميا وتسويقيا عالميا غير مسبوق يتخطى بدون شك النطاق المحلي والإقليمي ما يشكل دفعة قوية للكرة السعودية، أعرب آخرون عن مخاوفهم من فشل التجربة التي بحسب آراء بعضهم لم تدرس بعناية وجاء القرار بشأنها متسرعا بالرغم من أن الشركة الراعية للتسويق والاستثمار الرياضي ستتحمل تكاليف نقل وإقامة كأس السوبر السعودي، كما سيتم منح اتحاد الكرة السعودي مبلغاً مالياً مقابل رعاية الشركة للمباراة. المعارضون لإقامة السوبر السعودي خارج الوطن، اعتبروه إهدرا لحق المواطن البسيط في رؤية مباراة مهمة تحظى باهتمام جماهيري كبير خصوصا أنها تجمع النصر والهلال، كما أنها تأتي هذه المرة على لقب بطولة ما سيزيدها متعة وإثارة، وشددوا على أنه ليس مقبولا أن تقتصر مشاهدة المباراة على الأثرياء فقط الذين بمقدروهم السفر إلى لندن لمشاهدة المباراة ضمن رحلة للتنزه والترفيه. وسيكون أعلى سعر للتذكرة بحوالي 5 آلاف جنيه إسترليني وتبدأ بأقل فئة سعرا خلف المرميين ب45 جنيه إسترلينى، وتصل أسعار الغرف الخاصة في الملعب المعروفة ب"البوكس" بخمسة آلاف استرليني، ولن تباع في أية منافذ إلا في السعودية ولندن. ويؤيد هذا الطرح الدكتور حافظ المدلج عضو اللجنة التنفيذية ورئيس لجنة التسويق في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم السابق، الذي يرى أن لعب السوبر السعودي في لندن استخفاف بمشاعر المشجع غير القادر، مشيراً إلى أن اللقاء بذلك تحوّل لحفلة خاصة نجومها الهلال والنصر. وكتب المدلج عبر حسابه الشخصي على "تويتر": "السوبر السعودي في لندن سلب لحقوق الجماهير توقعت أن يرفضه فيصل بن تركي ونواف بن سعد؛ دفاعاً عن جماهير العالمي والزعيم، ولكنهما لم يفعلا". ولم يفوت عدد من العاملين بقطاعات مهمة الحديث عن المباراة، إذ يرى مراقبون أن السياحة الرياضية رافد مهم من روافد السياحة وشهدت السنوات الاخيرة الكثير من حالات السفر والترحال من أجل المباريات الحاسمة والنهائيات وتحديدا في أوروبا لذا جاءت فكرة تنظيم المباراة في مدينة تزدحم بالسائحين خصوصا الخليجيين في فصل الصيف بمثابة انتعاشة كبرى للسياحة الإنجليزية ستجني عوائد من خلالها مهمة، وطالبوا بتنظيم فعاليات ومباريات مشابهة في المملكة لكسب مزيد من الترويج السياحي.وعلى هامش الاهتمام بالمباراة نشبت موضوعات أخرى حظيت باهتمام كبير من الجماهير السعودية منها ما طرح بأن سيدات سعوديات من مشجعات كرة القدم سيحضرن المباراة، وعلى رغم عدم تأكيد هذه الأنباء إلا أن البعض اعتبر مجرد الحديث فيه "تحول اجتماعي غير مسبوق".يذكر أن قرار نقل مباراة كأس السوبر السعودي التي ستجمع بين الغريمين النصر والهلال إلى العاصمة البريطانية لندن، لا يعد الأول من نوعه، بل هو تقليد يحدث في بعض البلدان الأوروبية التي توافق على نقل هذه المباراة التي يفتتح بها الموسم الرياضي، إلى أي بلد تتوفر فيه عوائد مادية للفريقين طرفي المباراة ولاتحاد اللعبة ذاته. ولكن هل ستكون لندن بداية ام نهاية؟ البعض يعتقد انها نزهة والبعض الاخر يعتقد أنها بمثابة حرمان للفقراء الذين لا يستطيعون حتى السفر في سياحة محلية فما بالك بعاصمة الضباب والبعض الثالث ما بين مصدق ومكذب للحالة الطارئة التي انتهجها اتحاد الكرة. المهم ان يكون عائد المباراة ماديا جيدا للفريقين ولاتحاد الكرة، وان لا تكون لندن رحلة سياحية لاعضاء اتحاد الكرة ومن لف حولهم وبالتالي تتكبد الخزينة خسائر بدل ان تكون ارباحا. التجربة خير برهان لنقطع جدلية النجاح او الفشل.