غادرتنا أيام عيد الفطر... فكل عام وأنتم كما تحبون... كل عام وأنتم أفضل من العام الذي قبله... من لا يتطور كل عام، إنسان محروم من متعة التعلم، ولذة التطور... من لا يفكر كل عام فيما اكتسب من معرفة وخلق ومهارات، ثم يهيئ نفسه لمزيد من ذلك، مخلوق لا يعاقر متعة هذه الحياة... من لا يستمتع بالأشياء الصغيرة ويفرح بها، إنسان لن يستمتع بالأشياء الكبيرة، مع تأكيد أن الصغير والكبير نسبي، إن بالنظر إلى الأشخاص واختلاف ذلك من شخص إلى آخر، أو الوقت واختلافه من زمن إلى آخر بالنسبة لذات الشخص أحياناً. أجمل شعور يمكننا أن نستمتع به في العيد، بل في كل وقت... هو المحبة... هذه التي أمرنا الله أن نعبده بها، وبثها في أصفيائه من رسله وأنبيائه وصفوة خلقه... أشرعوا أيها الأحبة أبوابكم للمحبة، وافتحوا نوافذكم للمزيد منها... فكروا على سبيل المثال في أن يرسل كل منا في المناسبات الخاصة والعامة، رسالة ولو كانت قصيرة إلى من يحب من أب أو أم أو زوج أو زوجة أو ابن أو بنت أو صديق أو صديقة، ليعبر المرسل فيها عن محبته... ليس ضرورياً أن تكون كاتباً بليغاً، ولا أديباً مفوهاً، ولا كاتباً يملك زمام الحكمة... يكفي أن تكون صادقاً، فالصدق في الغالب أكثر تأثيراً من الصنعة... جربوا أن تعبروا عن محبتكم بالكتابة، وانظروا كيف ينمو الحب في دواخلكم... أشيعوا المحبة، وسترون كيف تزداد الحياة جمالاً وألقاً وحسناً. ما العيب أن يقول أحد منا عبر رسالة ولو كانت قصيرة، لمن يحب إنه يحبه؟! اكتبوا قصة عشتم أحداثها مع من تحبون وأثرت فيكم، أو تحدثوا عن أسباب محبتكم لهم... ولا تنتظروا رداً، ولا معاملة بالمثل... فقط... استمتعوا بهذه التجربة، وأنتم تسكبون حبر المحبة على الورق، ثم تشيعونه وتنشرونه على من تحبون. جربوا فكرة جديدة، فربما أضافت إلى جمال العيد جمالاً، فجل الأفكار الجميلة تبدأ بتجربة ربما يصفها البعض بأنها تافهة، والبعض الآخر بأنها مجنونة. وأعدكم أن أمارس معكم هذه التجربة بعد إتمام هذه المقالة. دامت أفراحكم، وتواصلت محبتكم... وكل عام وأنتم أكثر جمالاً...