لا يزال مقترح إلغاء بطولة كأس الأمير فيصل يشهد ترددا من أصحاب القرار في اتحاد الكرة، في ظل غياب الاهتمام الجماهيري والإعلامي عن البطولة، وابتعاد الرعاة والداعمين للبطولة التي شهدت تغييرات عدة منذ انطلاقها في العام 1976م تحت اسم بطولة الاتحاد السعودي إلى كأس الأمير فيصل بن فهد، ولم تثبت على نظام واحد ولا توقيت موحد، وأصبحت في الأعوام الاخيرة بطولة اولمبية، بعد ان كانت بطولة تنشيطية تبدأ قبل انطلاق الدوري، وهدفت البطولة بشكلها الجديد الى دعم المنتخب الاولمبي بالعناصر الشابة، ومنح الفرصة للمدرب الوطني، إلا ان غياب الأجانب عنها وتخصيصها للفئة الاولمبية ساهم في انحسار الاهتمام الاعلامي والجماهيري عنها، ما تطلب إعادة النظر في نظامها، والفرق المشاركة فيها، فضلا عن الغياب شبه التام للمدرب الوطني، عن قيادة الأندية في هذه البطولة. ويرى بعض المهتمين ضرورة دراسة مقترح إلغاء البطولة بطريقتها الجارية، وتحويلها إلى دوري (14 عاما) وهي فئة عمرية مهمة في عالم الكرة لدى كثير من دول العالم المتقدمة، تشابه عمليا الأكاديميات والمدارس الكروية التي تنشئها بعض الأندية، لتكوين جيل كروي مؤسس منذ الصغر، إلا أن تنظيم اتحاد الكرة لدوري رسمي بهذه الطريقة سيسهم في احتواء هذه الفئة السنية، التي تسبق دوري الناشئين ثم دوري الشباب. المسابقة بشكلها الجديد (14 عاما) ستكون رافدا مهما لبناء أجيال كروية، تخدم الأندية والمنتخبات السعودية طويلا ويتم تأسيسها منذ سن باكرة، وهي السن المناسبة لإعداد لاعبين مؤهلين من الجوانب التكتيكية والتكنيكية، وقبل ذلك تأصيل العادات الصحية والانضباطية السليمة التي ترسخ في نفوس الصغار، وتجهزهم مواهب تجد كل الرعاية والاهتمام في أجواء تنافسية رسمية، تؤسس لثقافة كروية تستمر مع اللاعب مستقبلا وهو ما يعمل عليه كثير من الدول المتقدمة كرويا في العالم، وتنعكس آثاره الإيجابية على المنتخبات قبل الأندية. دوري (14 عاما) مطلب استراتيجي مهم للكرة السعودية، حان وقت تنفيذه على أرض الواقع، والاستفادة من الآراء وتجارب خبراء الكرة والأكاديميين الرياضيين في هذا الصدد، وتقويم التجربة في موسمهما الأول لتذليل الصعوبات وتعزير الإيجابيات المنتظرة.