مدرب الفئات السنية (مواليد 99م) عمر باخشوين غير سعيد بطريقة إدارة القاعدة والإهمال الذي تعرضت له مما تسبب في نهاية الأمر في تراجع الكرة السعودية إلى الوراء حيث يطالب بإيجاد البيئة المناسبة لخلق جيل واعد من اللاعبين الموهوبين، ويعتقد جازما أن خطوة الاتحاد السعودي لكرة القدم باستحداث منتخبات للفئات السنية قد تأخرت كثيرا، على اعتبار أنه ليس مهما أن نصل بكرتنا على وجه السرعة، بل بالتخطيط والعمل الجاد لبناء منتخبات أقوى في المستقبل. باخشوين طالب اتحاد الكرة وبالتعاون مع الأندية بإقامة دوري ومسابقات عن طريق المهرجانات التي تخصص للفئات السنية بحسب كل منطقة، حتى يواكبوا التطور الهائل في العمل بالفئات السنية، باعتبار أن هناك دولا آسيوية أخرى سبقتنا في هذا المجال مثل الكويت، والإمارات، وقطر، والبحرين، والهند، وإندونيسيا، وفيتنام، حيث يسيرون ببطء، دون أن يواكبوا الحداثة في التدريب. وفي هذا الحوار الجريء والشيق يكشف أيضا ل «عكاظ» أنه اعتذر عن تدريب فريق القادسية لارتباطه بعقد مع المنتخب، واصفا تجربة المدرب السعودي علي كميخ مع الفيصلي الأردني بالمميزة، كما تطرق إلى الكثير، والكثير... فإلى التفاصيل.. ربما يجهل الكثيرون التشكيلات الجديدة لمنتخبات الفئات السنية.. كيف تم تصنيفها؟ وما هي أبرز البطولات التي تشارك فيها؟ هناك فئة كبيرة من الرياضيين لديهم نوع من عدم فهم أوضاع المنتخبات السعودية ووضع الفئات السنية بالنسبة للاتحاد الآسيوي. يجب أن يكون هناك ربط كبير بين الأعمار التي يطلبها الاتحاد الآسيوي للمشاركة في البطولات وما بين الأعمار في البطولات المحلية. وضع إعداد لاعب كرة القدم المحترف بالنسبة لدينا لابد أن يبدأ من الصغر، فالعمر الذهبي يبدأ من 7 سنوات إلى 12 سنة، بحيث يكتسب اللاعب كل ما يعطيه المدرب، حتى نجهزه ذهنيا لكيفية الحصول على أساسيات كرة القدم. لا شك، أن الاتحاد السعودي لكرة القدم قام بعمل جبار لتنظيم أعمار الفئات السنية، وقد سبق الأندية في ذلك، وأعتقد، أن العملية مشتركة بين الأندية والمنتخبات، إذ يفترض أن تعمل الأندية على تطوير اللاعب من خلال الاهتمام بالفئات السنية من 7 - 12 سنة، ويتخلل ذلك إقامة مهرجانات من قبل الاتحاد السعودي، بحيث يعطي الأندية حرية المشاركة فيها من عدمه. أتمنى بالفعل أن تقام المهرجانات بحيث تكون موزعة على كل المناطق (كل منطقة على حدة) بمعدل ثلاثة مهرجانات في السنة الواحدة وبفارق زمني يفصل بينهم بحدود الشهرين، فهذه المهرجانات تساعد الأندية على استقطاب هؤلاء اللاعبين، وكذلك المدربين للعمل في الأكاديميات، فكل الأندية تملك الأكاديميات لكنها تفتقر إلى التنظيم ما عدا أربعة أندية فقط. هل تؤيد إقامة دوري لهذه الفئات العمرية؟ نعم. يفترض أن يضع الاتحاد السعودي دوري لمواليد 7-8 سنوات، ودوري لمواليد من 8-9 سنوات، ودوري لمواليد 10-11 سنة، ودوري لمواليد 11-13 سنة، فهذه التوزيعات لو عملت وأقيمت من أجلهم مهرجانات مناسبة، تجد أن كل الأندية ستلتزم بهذه الأعمار، وبالتالي يساعد المدربين على تجهيز فريق معين للمشاركة فيه، والشيء الأهم أن تتخلل المهرجانات فقرات للمرح أيضا حتى تحبب لللاعب الصغير ممارسة كرة القدم، ثم بعد ذلك يصل اللاعب إلى درجة الناشئين والتدرج فيما بعد من أجل المنافسة، فهذه لو تم العمل بها ستجد المملكة تنافس بشكل أكبر على كافة البطولات، ولله الحمد لدينا مواهب كروية لاتوجد في بلدان أخرى، ولكن عيبنا أننا لانهتم بهم ولانصقلهم مبكرا، ثم نجد أنفسنا في المؤخرة، ونشارك بالبطولات إما طلوعا أو نزولا، بمعنى آخر (إحنا وحظنا) فإما أن نأتي بفريق موهوب منافس، أو أن يكون سيئا. الاتحاد الآسيوي عمل بطولات لسن 12 – 13 – 14 سنة وأقيمت تصفيات في المملكة لفئة 12 سنة قبل ستة أشهر في الدمام وسيلعبون النهائيات بعد خمسة أشهر. أعتقد أن كرة القدم (ثقافة) لابد أن يعرفها جميع المسؤولين في اتحاد الكرة أو في الأندية، وثق تماما أتوقع لو بنينا تلك المواهب بشكل صحيح سيكون لدينا منتخبان سنحتار في اختيار التشكيل الأمثل من بينهما. دوري ضعيف هل تواجهون صعوبة في اختيار المواهب الكروية؟ بعض الأندية تدرب الأعمار الصغيرة من اللاعبين، ولو قسنا على المنتخب الذي أشرف عليه 14 – 15 سنة يقام لهم دوري مناطق على مستوى المملكة، وأعتبره ضعيفا جدا ولا يواكب تطور لاعبي كرة القدم. مثلا في الشرقية يوجد لدينا أربعة إلى خمسة أندية وفي الغربية يوجد أربعة أندية كلهم انسحبوا ما عدا الأهلي والاتحاد، فكيف سيلعبون مع بعضهما؟ هل سيخوضون مباراتين فقط؟ فبالتالي أعطوا وجهة نظر بأن يلعبوا مباراتين والثالثة تكون فاصلة، فاللاعبون طيلة الموسم يلعبون مباراة أو مباراتين، فالفائدة بلا شك ضعيفة جدا، وأعود وأكرر أنه يفترض أن تقام لهم مهرجانات، أو دوري كامل على مستوى المنطقة الغربية (جدة – مكة – الطائف) فالهدف ليس الحصول على البطولة، بل أن يتدرب اللاعب ويخوض في نهاية كل أسبوع مباراة واحدة على الأقل. باعتقادك، هل ترى أن تشكيل منتخبات الفئات السنية أتى بعد إخفاقات متكررة لمنتخبي الناشئين والشباب؟ هناك بلدان أخرى عملت على تجهيز منتخبات الفئة السنية قبلنا، وأذكر قبل 15 سنة عملت دول مجاورة مثل الكويت وقطر والإمارات والبحرين على تدريب فئة 7 – 8 – 9 سنوات بجهد جبار من خلال إقامة المهرجانات والبطولات والمسابقات، وإلى الآن لديهم بطولات للفئات الأخرى، صحيح أن التنقل لديهم سهل، ولكن بإمكاننا أن نقيمها من خلال توزيع المناطق، فعندما أقاموها سبقونا في ذلك، لكننا لم ننزل عنهم وأصبحنا نصعد بشكل بطيء، حتى الأردن، وسوريا، والهند، وإندونيسيا، وفيتنام، أصبحوا منافسين لنا، فهم لحقونا، لكننا لم نواكب الحداثة في التدريب، ولدي تفاؤل بالنجاح لو نعمل، ونحن بالفعل بدأنا في ذلك ولكن بطريقة غير كاملة. اتجهوا للشراء ماذا عن الأندية؟ بعض الأندية عملت شيئا مميزا للفئات السنية، وهناك أخرى للأسف عملهم ضعيف. في الدرجة الأولى توجد أندية تحصلت على نتاج جيد من اللاعبين الموهوبين، لذلك تجد أن غالبية المواهب في السنوات الأخيرة بدأت تخرج من أندية صغيرة، فمثلا الأندية الكبيرة والمقتدرة ماليا مثل الهلال والنصر والأهلي والاتحاد وربما يأتي الشباب فيما بعد، صاروا يشترون المواهب من الأندية التي تليهم مثل الاتفاق والقادسية والوحدة، والشواهد على ذلك كثيرة.. الموهبة موجودة في كل مكان، ولكن العمل عليها ضعيف، لأن الأندية تعمل على استحياء. ومن وجهة نظري، أن العمل لابد أن يكون مشتركا بين الأندية واتحاد الكرة، بحيث يفرض عليهم دوري براعم، ومهرجانات سنوية منظمة ومقننة، صدقني، أن كل الأندية ستبدي رغبة وحماسا في العمل على هذه الفئات. أين أنتم من المواهب الكروية في المدارس الحكومية والخاصة؟ المواهب موجودة في كل مكان، وللأمانة نحن نخصص أوقاتا للذهاب إلى المدارس ومتابعة الدوريات التي تقيمها، لكن لو عدت للأعمار التي أشرف عليها 14 – 15 سنة، فإنهم تأخروا في أيام التدريب، وربما مضى عليهم العمر الذهبي للتدريب واكتساب المهارة. ضرورة تفعيل المهرجانات ألا تواجهون حرجا كبيرا في إقناع أولياء الأمور لاستقطاب أبنائهم الموهوبين كرويا وتسجيلهم في الأندية؟ هذه مشكلة فعلا، ومن حق الآباء أن يختاروا ما يناسب أبناءهم، ولكن في الوقت الحالي، لا أعتقد أن تجد لاعبا موهوبا لايستطيع التوفيق بين الدراسة والنادي، فالفئات السنية لايتدربون بشكل يومي في النادي، إنما يخصص لهم ثلاثة إلى أربعة أيام في الأسبوع فقط بمعدل ساعة في كل تدريب، وبالتالي يستطيع أن ينظم وقته. هل ترى أن بطولات الاتحاد الآسيوي كافية أم تحتاج للمزيد؟ يجب أن لانضغط على الاتحاد الآسيوي ونحمله فوق طاقته، ويفترض أن تبدأ المسابقات من الاتحادات المحلية، ولن تكون المهرجانات مكلفة جدا لو أقيمت في ظرف خمسة أيام، وأعتقد، أن الشركات الرياضية الخاصة لو فتح المجال أمامها فستجدها تتهافت لرعاية كل مهرجان، وتقدم الشيء الكثير ماديا، وأعتقد، أنهم يبحثون عن مثل هذه المهرجانات، لأنها تقام كل خمسة أيام بمعدل ثلاثة مهرجانات في السنة، ولو تم تفعيل التسويق لها بطريقة احترافية سيجدون لها رعاة سواء من داخل أو خارج المملكة، بحيث يكون المهرجان تسويقيا بالنسبة للشركات، وتطويريا بالنسبة لنا كإدارة منتخبات. نموذج كريستيانو رونالدو اللاعب «الموهوب» هل هو بالفعل المفتاح الحقيقي لتحقيق بطولات وشهرة واسعة؟ عندما أقمنا معسكرا في مقر نادي سبورتينغ لشبونة البرتغالي، وبينما كنا نتدرب في صالة الحديد، انبهرت من وجود ملصقات لنجم الكرة البرتغالية وفريق ريال مدريد الإسباني كرستيانو رونالدو، فتحدثت مع مدربي النادي، وأكدوا لي أن رونالدو بدأ حياته الكروية في هذا النادي منذ أن كان عمره ست سنوات، ثم تدرب على الحديد وعمره 12 سنة، فتخيل الموهبة والقوة التي يمتلكها الآن، فهم يعملون على إكساب اللاعب المهارات وأساسيات كرة القدم في سن مبكرة وما أن يصل إلى سن 12 يبدأون في تدريبه على الحديد بطريقة مقننة ومدروسة، فاللاعب الصغير لو دربته على الحديد في سن مبكرة قد يحصل له تشوه، فلو طبقنا هذا الشيء ولن أكون مبالغا في الوصف لأصبحنا أفضل ممن حولنا بكثير، ونستطيع أن نصل إلى مواكبة الدول الأخرى المنافسة مثل، اليابان، وكوريا الجنوبية، ويفترض من اتحاد الكرة أن يكون لديه سبعة ملاعب مخصصة للمنتخب الأول، وللفئات السنية بالعشب الطبيعي والصناعي، وفي النادي لايقل عن ستة ملاعب وليس بالضرورة أن تكون مجهزة بمدرجات، فالأساس عندنا ضعيف، ولو أسسنا بشكل صحيح سنعمل باحترافية عالية، ويفترض أن نوجد مدربين متخصصين وبشهادات عليا في التدريب ليواكبوا حضارة التدريب وكل ما هو جديد في عالم الكرة، ونقيم لهم ورش عمل. كرتنا هل هي مقبلة على جيل واعد في الناشئين والشباب والأولمبي؟ جميل أن يتأهل منتخب الناشئين والشباب إلى كأس العالم، ولكن ليس مهما أن تصل، فالأهم أن تعمل بجد وإخلاص، فمنتخب اليابان لم يصل كأس العالم مرتين أو ثلاث، لكنهم يعملون وفق برنامج مقنن ليصلوا بلاعبيهم المميزين إلى المنتخب الأول، كذلك منتخب كوريا الجنوبية.. فكرة القدم ليس وصولك إلى بطولة ما، بل باستمرارك في العمل، فكثير من دول العالم لاتصل إلى كأس العالم، ولكن كرتها ممتازة، فهذا الفرق بيننا وبينهم، لأننا لانعمل بشكل جدي من الأساس، نحن قلبنا الهرم بدأنا الاحتراف من فوق بشكل جميل، و «همشناه» من تحت. اعتذرت ولم أرفض تلقيت عرضا للإشراف على فريق القادسية هذا الموسم، لكنك رفضت.. ما السبب؟ العروض تنهال على أي مدرب، ولابد من دراستها من جميع النواحي، وبحكم التزامي بعقد مع المنتخب، وصلني عرض القادسية قبل انطلاقة منافسات الموسم الحالي ولم أرفض، بل اعتذرت لهم لأنني جهزت منتخب مواليد 99م للمشاركة في بطولة الألعاب الآسيوية بالصين، ورفعنا الأسماء فكان من الصعب أن أتركه.. أفتخر بالعرض القدساوي، وأشكر الإدارة على ثقتهم في، فالفريق يضم أسماء شابة، وواعدة، وهو منبع نجوم للكرة السعودية، وأعتقد، أنهم وفقوا كثيرا في اختيار البديل من خلال التعاقد مع المدرب التونسي عبدالرزاق الشابي، وأتوقع لهم المنافسة على الصعود إلى دوري جميل في الموسم المقبل. تجربة كميخ بالتأكيد تابعت تجربة المدرب السعودي علي كميخ مع الفيصلي الأردني قبل أن تتم إقالته فكيف تقيمها؟ تجربة مميزة جدا، وربما لاحظت لغطا عند بعض الإعلاميين حول صفة المدرب علي كميخ بأنه مدرب (وطني)، وبرأيي أن المدرب يبقى (مدرب كرة قدم)، ففيهم المميز، والمتطور، وصاحب الخبرة، والمبتدئ. كميخ قدم عطاء جيدا مع الفيصلي لكنه لم يوفق معه في الحصول على كأس الاتحاد الآسيوي بسبب النتائج، ولكن ما يهمني تطور أداء الفريق عما كان عليه في السابق. على مدرب كرة القدم أن يتوقع بأنه سيدرب فريقا في أي لحظة، وسيقال من منصبه في أي لحظة.