أثارت تصريحات الرئيس الإيراني أحمدي نجاد ضجة كبيرة في الأوساط السياسية والإعلامية الدولية وخاصة في أوروبا التي اعتبرتها تهديداً صريحاً للدولة العبرية مع التركيز على جملة «يجب محو إسرائيل من خارطة العالم»، وتناولت التعليقات الروسية هذا الموضوع باهتمام واضح حيث أشار بعضها إلى أن الخطر الحقيقي يكمن في شكوك الغرب حول إنتاج إيران للأسلحة النووية وهذا ما يجعل تصريحات الرئيس الإيراني قابلة للتنفيذ ونوهت تعليقات أخرى بأن تصريحات الرئيس الإيراني لم تضع الرئيس الإيراني في موقف حرج وحسب بل وكذلك تلك الدول التي تنادي بحوار سلمي مع طهران. ومن جانبه عبر وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف عن قناعته بأن الجهات المنادية بتحويل الملف الإيراني إلى مجلس الأمن حصلوا عبر هذه التصريحات على مبررات إضافية.. وترى تعليقات روسية بأن روسيا باتت في وضع صعب سيما وأنها تقف ضد تحويل الملف الإيراني إلى مجلس الأمن الأمر الذي يرجح أنه نوقش إبان قمة منظمة شانغهاي في موسكو التي شاركت فيها إيران بصفة مراقب. وطرحت بعض وسائل الإعلام الروسية مجموعة من التساؤلات حول أسباب توقيت مثل هذه التصريحات ومدى فائدتها لطهران فأشار البعض إلى أن الولاياتالمتحدةالأمريكية لا تستطيع الآن الالتفات إلى مشكلة جديدة في الشرق الأوسط خاصة وأن مشاكلها الداخلية تكفي حيث تفيد بعض المعطيات الأمريكية بأن هذا الأسبوع كان الأكثر صعوبة في تاريخ الفترة الرئاسية لجورج بوش مع تصاعد التذمر حول ارتفاع عدد ضحايا العمليات في العراق إلى أكثر من ألفي جندي بالإضافة إلى بعض المشاكل في الأوساط السلطوية والقضائية الأمريكية وخاصة الفضائح حول نائب الرئيس الأمريكي تشيني.. ولكن رد فعل الاتحاد الأوروبي الذي عقد اجتماعه في بريطانيا كان عنيفاً - حسبما أكدت القناة التلفزيونية الروسية - حيث عبر رئيس الوزراء البريطاني طوني بلير عن موقف حاسم مؤكداً أن على إيران أن تستوعب أن إمكانية التعامل مع الغرب بشكل جيد يتطلب: أولاً أن تترك طهران العراق ليتطور بشكل مستقل ودون تدخل.. ثانياً أن تتوقف إيران عن دعم المنظمات الإرهابية أينما كانت.. ثالثاً يجب أن توفي طهران بالتزاماتها أمام المجتمع الدولي فيما يخص الطاقة الذرية ومنع انتشار أسلحة الدمار الشامل، وحذر بلير من أن إيران ستعاني من مصاعب كبيرة في حال عدم التزامها بهذا كله. وعلى الصعيد نفسه أكد السياسي الروسي المحنك يفغيني بريماكوف في لقاء مع القناة التلفزيونية (روسيا) على ضرورة ابتعاد زعماء الدول عن خلط الدعاية السياسية بالسياسة معبراً عن قناعته بأن سياسة إيران غير موجهة لمحو إسرائيل من الخارطة الدولية وأن طهران تدرك أن ذلك أمر مستحيل فضد تحرك كهذا سيقف المجتمع الدولي بكامله.. وأضاف أن مطالبة إسرائيل بإلغاء عضوية إيران من الأممالمتحدة ليس أمراً عادلاً وتحرك غير صحيح مؤكداً على ضرورة العمل مع إيران وإن كانت قد سمحت بنشر مثل هذه التصريحات علماً أن تصريحات كهذه تؤخذ على طهران وليس معها وخاصة في المرحلة الصعبة التي تعاني منها بخصوص ملفها النووي. ٭ من ناحية ثانية، بعث وزير خارجية إسرائيل سيلفان شالوم رسالة إلى نظيره التركي عبدالله غول أبلغه خلالها استياء وقلق إسرائيل من تصريحات الرئيس الإيراني أحمدي نجاد حول إزالة إسرائيل من الوجود. ونقل شالوم لغول في الرسالة قلق إسرائيل من البرنامج النووي الإيراني وموقف إيران العازم على الاستمرار في البرنامج النووي الذي يشكل مخاطر كبيرة على دول المنطقة وفي مقدمتها إسرائيل (على حد قول شالوم). وأضاف شالوم في رسالته ان إسرائيل تطلب من أنقرة التضامن معها بهذا الشأن. وذكرت صحيفة (ميليت) التركية أمس ان المسؤولين الإسرائيليين يتوقعون من أنقرة إصدار بيان شجب واضح ضد إيران مشابه للبيانات الصادرة من العديد من دول العالم لأن تصريحات رئيس الوزراء أردوغان وبيان وزارة الخارجية لم يتضمنا اعتراضاً وشجباً واضحين لحديث الرئيس الإيراني حول محو إسرائيل من الخريطة. ٭ في روما، يشارك زعماء إيطاليا من مختلف الاطياف السياسية مساء يوم الخميس المقبل في مسيرة تحت أضواء المشاعل أمام مقر السفارة الايرانية احتجاجاً على دعوة الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد «لمحو إسرائيل من الخريطة». وتتولى تنظيم المسيرة صحيفة (إيل فوجليو) التي تربطها صلات وثيقة برئيس الوزراء الايطالي سيلفيو بيرلسكوني. ومن بين الشخصيات التي تعتزم المشاركة في المسيرة وزير الخارجية جيانفرانكو فيني وزعيما المعارضة بيرو فاسينو وفرانسيسكو روتيلي. وذكر كثير من الزعماء اليساريين المتطرفين أمس الثلاثاء أنهم لن يشاركوا في المسيرة لانها لا تشير بصورة واضحة إلى حق الفلسطينيين في إقامة دولة مستقلة. ومن المقرر أن ينظم حزب الخضر الايطالي اليوم «الاربعاء» مسيرة منفصلة معارضة لايران.