حينما أرى تجمعاً أمام المحلات داخل المجمعات التجارية أو المتاجر الكبرى أعلم تماماً أنها الآن ستغلق، إذ تجد ذلك المكان، قبيل الأذان بربع ساعة أو ما يزيد، وقد اكتظ من النساء لا تعلم هن البائعات أم المشتريات، وقد تساءلت كثيراً، ما الحكمة من إغلاق المحلات وقت الصلاة طالما أصبحت البائعات "نساء"؟! قد يكون ذلك النقاش أُثير مسبقاً ولكن هذا لم يعد مجدياً الآن، ففي السابق كان الأمر متعلقاً بالبائع وذلك من منطلق "صلاة الجماعة" وهذا الأمر شرعاً لا جدل فيه، ولا يختلف عليه اثنان والأدلة فيه واضحة. أما في وقتنا الراهن فتقريباً 85٪ من المحلات التجارية تديرها النساء في اغلب المجمعات التجارية أو المتاجر.. وباقي المحلات يديرها الرجال لذلك ما ذنب أولئك النسوة يهدرن من وقتهن ما يقارب الربع ساعة ضائعة قبل كل صلاة، ولا ننسى مشروع "المترو" في الرياض وما جلب معه من ازدحام بالطرقات، فقد أصبح من المفترض على الواحد منا عند خروجه إلى أي مكان أن يضع في أجندته وقتاً إضافياً، علاوة على تلك المشاريع الصغيرة من حفريات وإصلاحات وغيرها. وحين تقرر تلك الأم أن تخرج لاستكمال باقي مستلزماتها تقضي معظم وقتها بالسيارة بسبب ازدحام الطرقات والباقي انتظاراً خارج المحلات أثناء وقت الصلاة، فأغلب المتاجر أو المحلات تستعد للإغلاق قبل وقت الصلاة بربع ساعة، أنا في السابق لم أكن مؤيدةً لقضية إغلاق المحلات أثناء وقت الصلاة ولكن الظروف تغيرت الآن، وأصبحت الأمور أكثر صعوبة، وبالضبط بعد تأنيث المحلات، أضف إلى ذلك مسألة الوقت وأهميته فأغلب التحسينات في عالم الإدارة الحديثة هي تلك التي تقلل مقدار الوقت اللازم لانجاز العمل، وأكثر ما يعطل مشاريعنا وقراراتنا التسويف.. فهو ليس سارقاً للوقت فحسب إنما سارق للحياة نفسها، فقد نستطيع ادخار المال لكن لا يمكننا ادخار الوقت، وبناءً على ذلك فالحياة مع العولمة وأزمة المشاريع أصبحت تميل إلى العملية والصخب أكثر ومع اجتياح الأسواق الالكترونية وتوفيرها لجميع المستلزمات بمختلف أنواعها أصبح اللجوء لها أوفر وقتاً وأيسر من الدخول في معمعة الازدحام والانتظار وهدر الوقت بما سيؤثر سلباً على اقتصاد السوق التقليدي مما دعا أصحاب تلك الأسواق وأقصد هنا (الالكترونية) إلى التلاعب بالأسعار والغش التجاري مستغلين وضعهم دون حسيب ولا رقيب. وإذا كان الأمر كما سبق، لماذا لا تجرى خطة تجريبية لرصد المعوقات أمام ذلك المقترح وترك المحلات مفتوحة والنساء بها يتبضعن بكل مرونة وتكون هناك "موظفة أمن" وكاميرات مراقبة لأمان أكثر، فالتجربة خير برهان، أنا لا أقصد بذلك تأخيرها للصلاة فمن أدركته الصلاة فل يصلي، والمرأة ليست ملزمة بصلاة الجماعة ولا بمكان بعينه وديننا دين يسر لقوله صلى الله عليه وسلم (وَجُعِلَتْ لِي الْأَرْضُ مَسْجِدًا وَطَهُورًا).