قد تعتبر بلادنا من الدول القلائل ان لم تكن الوحيدة من الدول الاسلامية التي تحرص على توقف المحلات التجارية لآداء الصلاة مما يعطي الفرصة للبائع والمشتري لأداء فريضته بيسر وهذا مصدر فخر لنا كمسلمين. غير اننا بتنا نرى البعض من العاملين في تلك المحلات التجارية يبالغ كثيرا في اغلاق تلك المتاجر وفي اوقات تسبق الآذان بأكثر من ثلث ساعة وربما يصل الامر الى نصف ساعة كما رأينا نحن وفي اماكن معينة.. وقد لا يقتصر الامر على توقف البيع بل واجبار الزبائن على الخروج من تلك المحلات بطرق غير مهذبة كإغلاق الانوار تارة او الصراخ تارة اخرى للزبون وكأن الزبون قد اتى للتسول ومد يد الحاجة لهم وهذا ما يحز في نفس من يأتي للتسوق برفقة عائلته حين يرى ذلك التعامل الذي يخلو من الرقي وذلك التصرف اللامسئول. الغريب ان هؤلاء العاملين وان كانوا مسلمين يتجولون في تلك الفترة خارج المحلات التجارية وفي وقت الصلاة للنزهة فقط واخذ قسط من الراحة ولا مانع من نفث الدخان بكثافة في وجه من قاموا بطردهم من المحل بطريقة تخلو من اللياقة. واذا علمنا ان الوقت ما بين صلاة المغرب والعشاء هو قصير جدا.. ومع اقتناص وقت الصلاة المبالغ فيه من هؤلاء ارى الا يذهب احد في ذلك التوقيت للتسوق خشية الرجوع بخفي حنين لان العائلة ستضطر الى الجلوس خارج المحلات تندب حظها الى ان يتعطف هؤلاء العمال بفتح المحلات وفي الاوقات التي تحلو لهم..! واذا ما علمنا ان بعض المحلات الخاصة بالأثاث مثلا او الادوات المتعلقة بالمنزل لا تخصص اماكن للنساء للصلاة وعلى غرار المجمعات الاخرى لرأينا كم تعاني المرأة حين يذهب زوجها للصلاة في المسجد لتقف هي في انتظاره عرضة للانظار وفي حر الصيف اللاهب لذلك نتساءل نحن ما ضير ان يقوم هؤلاء بقفل المحلات اثناء سماع الأذان.. ونحن لا نرى في هذا الامر أي تعد بل اننا نسعى في هذه الحالة الى الحد من الازدحام والذي قد نراه لرغبة المتسوقين الى الحضور في اوقات.. لا يضطرون فيها الى الانتظار الطويل... وغالبا ما يكون ذلك بعد صلاة العشاء مما قد يسبب ارباكا في الشوارع التي تعج بالسيارات وازدحاما في المحلات..! هذا بالاضافة الى صون كرامة المرأة التي قد لا تجد اماكن للصلاة.. ويعفيها من مشقة الانتظار خارج تلك المحلات. وبتوقف المحلات اثناء اقامة الأذان فقط دون اقتناص وقت قبله وبعده نرى اننا حققنا الهدف المرجو وهو المحافظة على شعائرنا الدينية وعاداتنا كمسلمين وفي نفس الوقت حفظنا للمواطن حقوقه وكرامته ومنعنا هؤلاء العمال من التجاوزات الخاطئة ولكن اين الرقيب؟