على الرغم من الظلم التحكيمي الفاضح الذي تعرض له الهلال، واستفاد منه النصر في قمة الكرة السعودية الأحد الماضي الا أن ذلك لايمكن أن يقلل من أحقية النصر ببطولة الدوري، والمحافظة على لقبه للعام الثاني على التوالي؛ فالأخطاء التحكيمية جزء من اللعب، ودائماً مايستفيد منها البطل ففي جميع المناسبات العالمية والبطولات الأوروبية شاهدنا أخطاء تحكيمية يستفيد منها الفائز والبطل، وماشاهدناه في ليلة الأحد التاريخية بأحداثها التحكيمية الفادحة يؤكد أن الحكم السعودي أفضل بكثير من الأجنبي، ولكن النقطة الايجابية التي تصب في مصحلة صاحب الدولار أو اليورو هي ان الجميع لايعرف اسمه ولا لقبه ولا معلوماته الشخصية، وهنا يكون وقع الأخطاء التحكيمية أقل أثراً من أخطاء الحكم السعودي الذي ترافقه هذه الأخطاء أزمنة عدة. كانت جميع المؤشرات تشير إلى ان مهمة النصر في المحافظة على لقبه هذا الموسم صعبة جداً؛ فالطريق يمر عبر بوابة المنافس التقليدي الهلال الذي يلعب من دون أي ضغوطات بعد ابتعاده عن بطولة الدوري، وصعوده لدور ال16 آسيوياً على عكس النصر الذي يخوض أصعب، وأخطر مباراة في تاريخه؛ فالخسارة أوالتعادل ربما تجرده من لقبه الا أن ماشاهدناه في القمة الكبيرة أكد لنا الدور الإداري الملحوظ الذي قامت بع إدارة الرئيس الذهبي الأمير فيصل بن تركي التي نجحت في انتشال الفريق من أزمة مواجهة لخويا القطري خلال فترة وجيزة جداً فكانت النجاح والتتويج في ليلية تاريخية لن ينساها الجميع؛ فالفريق الذي يعاني من الضغط قبل المواجهة تحول نجومه وخصوصاً حسين عبدالغني لتهدئة صغار الهلال عندما اختفى الدوري الإداري «الأزرق» وبات يتفرج على مهازل سالم الدوسري وناصر الشمراني من دون ان يحرك ساكناً. فاز النصر في القمة وتوج بالذهب قبل الختام بجولة لأنه الأفضل، والأجدر طوال الموسم والأكثر استقرار إداريا وفنياً وعناصرياً، ولديه رئيس يحل المشكلة قبل أن تكبر بتواجده المستمر والفعال داخل النادي، وقربه من اللاعبين والجهازين الفني والاداري وتواجد المهاجم الهداف النجم الكبير محمد السهلاوي المنضبط داخل الملعب وخارجه الذي كان العلامة الفارقة في خارطة النصر هذا الموسم بأهدافه الحاسمة في المواجهات الصعبة، وأمام الفرق الكبيرة. انكشف حال الهلال وخسر القمة لأنه فريق بلا إدارة ويضم في صفوفه أنصاف اللاعبين، وأعضاء شرفه يتابعون من بعيد يحضرون عند الفوز ويختفون عن الهزيمة، والفريق يلعب للعام الرابع على التوالي من دون مهاجم فناصر الشمراني الذي أشغل الناس بتصاريحه وتصرفاته داخل الملعب وخارجه لم يقدم للفريق مايشفع له بارتداء الفانيلة «الزرقاء» فللعام الثاني على التوالي يختفي أمام الكبار ويسدد أهدافه في شباك فرق المنتصف، ويبدو أن الهلال لن يذهب في آسيا بعيداً بهذا الفريق. مبروك للنصر البطولة المستحقة التي على الرغم من استفادته من أخطاء التحكيم، ويبدو ان الامجاد النصراوية ستتواصل، وحظ اوفر للأهلي الذي قدم مستويات رائعة يستحق من خلالها التتويج بذهب الدوري، ولكن «اللي مايأكل بيده مايشبع» اماالهلال فكان الله في عونه؛ فالرئيس ابتعد وسط الموسم وترك الفريق يدار بشخص واحد بدلا من مجلس ادارة متكامل وهو لايدري من يرضي وسط تدخلات شرفية سلبية إذ لم يعد في الهلال كبير بعد وفاة الرمزين الأمير هذلول والشيخ عبدالرحمن بن سعيد رحمهما الله وباختصار الهلال لن يحقق إي بطولة بادارته الحالية ومدربه الحالي ولاعبيه الحاليين فقط يكمل الموسم وبعدها على الغيورين التدخل العاجل بتشكيل ادارة جديدة يرأسها شخص خبير وقوي ومدرب ايضا قوي شخصية يفكر في سالم ورفاقه الف مرة قبل ارتكاب اي خطأ وعبث بتاريخ «الزعيم».