جاءت بداية مواجهة الهلال والنصر أمس كما متوقعاً فقد هاجم الهلال ودافع النصر، وهذه في الغالب طريقة الفريقين في مواجهاتهما، وبدا أن الهلال في طريقه لتحقيق الفوز، لكن ثالوث العارضة ثم القائم ثم الحكم كان لهم رأي آخر في الشوط الأول في ثلاث كرات متتالية، وفي الشوط الثاني نجح النصر في كسب المباراة من علامة الجزاء !! ما يحدث للهلال أمر طبيعي فالفريق يعاني من فراغ إداري وشرفي والحضور في يوم التدريبات الأخير قبل الديربي أمر لا قيمة له، بل ربما يشكل ضغطاً نفسياً على اللاعبين، وواقع الهلال اليوم يقول ان مستقبله لن يكون بالشكل الذي يريده مؤيدوه، فالفريق يسير في خط بياني منحدر، وخسارة البارحة ربما كانت المسمار الأول في طريق خسارته للقب الدوري السعودي للعام الرابع على التوالي، فهلال اليوم ليس هلال الأمس وهذا واقع يجب أن يعترف به صناع القرار الأزرق، أما محاولة الالتفاف على الواقع ومحاولة صناعة فريق من ورق لمنافسة وقتية فلن يفيد إطلاقاً ولن يعيد الفريق لجادة البطولات التي بدأ يفارق طريقها على غير العادة.. ولو أن هلالياً قام بعملية بسيطة لحسبة البطولات التي خسرها فريقه مقابل تلك التي حققها خلال السنوات الأربع الأخيرة لشاب رأسه من هول النتيجة التي لا تعكس ماضي الهلال ولا تاريخه !! البارحة خسر الهلال.. والحقيقة أن الفريق لم يقدم بعد الدقيقة ال 20 من الشوط الأول شيئاً يفوق ما قدمه منافسه، فقد تبارز لاعبو الفريق الأزرق في قتل متعة فريقهم من خلال اللعب الفردي ومحاولة الاستعراض على حساب مصالح الفريق، ومارس سالم الدوسري أسلوباً مستفزاً لا يمارسه حتى لاعبو الحواري في الاحتفاظ بالكرة دون مبرر، ومحاولة تجاوز أي لاعب يواجهه قبل أن يمرر الكرة في المكان الخطأ.. وطوال ذلك كان مدربه ريجي يكتفي بالفرجة على سلبيته التي تكررت طوال مواجهات الفريق هذا الموسم دون أن يتدخل من أجل مصلحة فريقه، وفي الوقت نفسه غاب نواف العابد عن أجواء المباراة تماماً ولم يستطع الشلهوب فعل أكثر من ما فعله فبقي الشمراني وحيداً دون أي إمداد وظل يحاول بأسلوب فردي لم يفلح إلا في مناسبة واحدة ابتسم فيها القائم الأيسر للنصر !! في الشوط الثاني لم يتغير شيء ولم يفلح ريجيكامب في صناعة تحول حقيقي لفريقه، ولم يذهب إلى إجراء تبديل يمنحه الأفضلية، وعندما تقدم النصر كانت تدخلات مدرب الهلال من أجل التدخل فقط ولم تشي بأنها جاءت وفق منهجية فنية واضحة، بدليل أنها لم تصنع فارقاً لم تعدل واقعاً، فالقادمون الجدد نيفيز والسالم ليسوا بأفضل حالاً من المغادرين فنيفيز كان مسانداً لسالم في اللعب الفردي السلبي، وبدا أنه ليس في كامل عافيته الطبية ولا جهوزيته الفنية لمباراة البارحة، ومشاركته تحسب بالتأكيد على الجهاز الفني، والسالم لا يمكن أن يحقق شيئاً وهو اللاعب شبه المنقطع عن المواجهات الرسمية، وجاء التبديل الثالث ليؤكد أن جميع تبديلات ممرن الهلال هي من أجل التبديل فقط.. ففريق يبحث عن التعادل يقوم باستبدال هدافه ويزج بلاعب لم يقدم شيئاً منذ ثلاثة مواسم !! الخسارة الأخيرة جاءت لتقول للهلاليين إن هذا فريقكم وهذا واقعه، وهو أمر نكرره ونحذر منه منذ فترة طويلة لكن صناع القرار كانوا يعالجونه بالمسكنات الوقتية، والجماهير تنتظر النتائج وما من فائدة فموسم تلو موسم تلو موسم، والفريق يسير بشكل سيئ، ولا أحد يدري أين ستكون النهاية !! هنا ليس من فائدة الهلال أن يقال: إن هناك ضربة جزاء لم تحتسب وان كرتين قد ذهبتا في القائم والعرضة، من مصلحة الهلال أن يعترف القائمون عليه أن المسكنات والوعود لن تفيد، وأن العمل والعمل والعمل فقط هو من سيعيد الهلال.. الذي يوشك أن يخسر لقباً جديداً في رحلة الغياب التي لم يتعودها المدرج الأزرق. في النهاية يجب أن نشيد هنا بلاعبي الهلال - دون إغفال الأخطاء والفردية - فقد حاولوا وجاهدوا رغم الغياب الإداري الواضح، ورغم ما يواجهونه من أخطاء وضغوط مختلفة داخل الملعب وخارجه.