تظل الصفحات المشرقة في تاريخ القرن الثالث عشر الهجري في وسط الجزيرة العربية حبلى بعدد كبير من الأسماء اللامعة، التي حدثنا عنها المؤرخون ونقب عن أخبارها الرواة والباحثون، إذ لم تقف تراجم رجالات ذلك القرن وأعيانهم على العلماء والأئمة والأمراء وقادة الجيوش، بل تجاوزتها إلى توثيق سير الشعراء والبلغاء والرحالة والأدباء، كل في فنه ومجاله وعصره وزمانه. ويظلّ الأمير تركي بن عبدالله الهزاني - أمير بلدة الحريق - من بين أعيان وأعلام نجد في القرن الثالث عشر الهجري، وقد ورث إمرة بلدته التي بناها جده الأمير رشيد بن مسعود الهزاني في العام (1040ه)، بعد أن اختط بيته وبئره ومزرعته وسط أرض فسيحة تحيط بها الأشجار والخضرة من كل جانب، ما دعاه إلى إحراق بعض هذه الأشجار لبناء منزله، لذا حملت البلدة اسم "الحريق" منذ ذلك العصر، على أنَّ للحريق عدة أسماء عُرفت بين الناس قديماً وحديثاً، ومن هذه الأسماء "الوسيطا"؛ لكونها تتوسط الوادي، و"الفُرع" كنايةً عن تفرُّع شعابها ووديانها. تولى إمارة الحريق 66 عاماً وسطر مواقف مشرفة ضد عساكر «الترك» فترة الدولة السعودية الثانية أمير الحريق ولد الأمير تركي بن عبدالله بن رشيد بن حمد بن رشيد بن مسعود الهزاني، في بلدة "الحريق" سنة (1173) للهجرة - كما أورد ذلك صاحب امتاع السامر- ونشأ في بيت إمارةٍ، فتعلم القرآن الكريم مبكراً، ثمَّ درس أصول الدين واللغة العربية، وعُرف بين أقرانه وأهل زمانه بأنَّه كان فارساً كريماً خليق بالإمارة والسيادة، حتى قالت فيه الشعراء فأكثرت، ومدحته فأطنبت وأسهبت، يقول فيه "أحمد أبو عنقا": وين سور الدار وين احزامها وين ريف الضيف من جوع حداه وين عمي تركي ذرب اليمين وين من للضد يبحث عن كداه وتولّى الأمير تركي إمارة بلدته "الحريق" خلفاً لعمه زيد بن رشيد، وبلغت فترة إمارته (66) عاماً، وقد عاش الشاعر "محسن الهزاني" وقت إمارة تركي بن عبدالله الهزاني (45) عاماً، وحينها بلغت "الحريق" في ذلك العصر أوج اتساعها ونشاطها العمراني والتجاري، وازداد عدد ساكنيها وقاصديها، وقد استشهد العلامة عبدالله بن خميس - رحمه الله - بما قاله فيها الشاعر سليمان بن عفالق: بوادي نعام جعل يعتاد ريعه حقوق الحيا من كل غراً ورايحه ويُذكر أنَّ للأمير تركي الهزاني مواقف حاسمة أيام الدولة السعودية الثانية في عهد الإمام تركي بن عبدالله آل سعود وابنه الإمام فيصل بن تركي - رحمهم الله- فقد كان له ولأبناء بلدته وما حولها موقفٌ مشرّفٌ في عهد الإمام فيصل بن تركي ضدّ عساكر "الترك" وأتباعهم وهزيمتهم الهزيمة العظيمة التي وقعت قرب بلدة "الحلوة" سنة (1253ه). حركة علمية عاشت بلدة "الحريق" في عهد إمرة تركي بن عبدالله الهزاني تقدّماً علميّاً شهدت من خلاله حركة معرفية ونشاطا تعليميا حظي بمتابعة وإشراف عدد من علماء وقضاة ذلك العصر، وحينها أنشأ الأمير تركي بن عبدالله الهزاني المجمع الفقهي بجوار جامع "الحريق" الكبير لتعليم القرآن الكريم وأصول الدين، وكان يقوم بالتدريس فيه عدد من العلماء والقضاة، كالشيخ سعيد بن حجي، الذي توفي سنة (1229ه)، ثمَّ الشيخ رشيد السردي، الذي اشتهر بغزارة علمه في الحديث والفقه وكان عالماً ومحارباً، وقد وفد بصحبة الأمير تركي بن عبدالله الهزاني للمشاركة مع القوات السعودية في الدفاع عن "الدرعية" أثناء حصار "إبراهيم باشا" لها، وهو ممَّن قُتل فيها سنة (1223ه)، وفق ما ذكره "ابن بشر". كما كانت "الزراعة" من أهم مقومات الحياة الاقتصادية لدى سكان بلدة "الحريق"، لا سيَّما زراعة النخيل، وقد اشتهرت "الحريق" و"نعام" بكثرة نخيلها وتمورها، ويستشهد العلامة "ابن خميس" بقول أحد الشعراء وهو يصف "الحريق" و"نعام" وبعض بلدات "نجد" و"اليمامة" وينعتها بخصوبة الأرض وكثرة النخيل وزراعة التمور: يعوضك في هجر إلى قل تمره وادي بريك وملهم ونعام وكانت "الحريق" إحدى محطات القوافل في ممر الحجيج القادمين من "الأحساء" و"الخرج" وما حولها، لذا كانت مركزاً تجارياً يقصدها القاصي والداني، لا سيَّما في فترة المواسم، ما جعل منها مركز قوة اقتصادية وتجارية تمتلك أهم مقومات الحياة الاقتصادية - آنذاك - ولا شك أنَّها في عهد الأمير "تركي" كانت من أشهر حواضر نجد، وكانت الحياة فيها تعكس رغد العيش وطيب المقام. معارك الدرعية مع قدوم محمد بن رشيد الهزاني - وهو عم تركي بن عبدالله الهزاني - إلى الإمام عبدالعزيز بن محمد آل سعود والشيخ محمد بن عبدالوهاب، دخلت "الحريق" ضمن حكم الإمام محمد بن سعود، وذكر "ابن بشر" في تاريخه: أنَّه في سنة (1188ه) قدم الدرعية محمد بن رشيد الهزاني صاحب حريق نعام وأعلن انقياده وإيمانه بالدعوة، وبعد تولي تركي بن عبدالله الهزاني إمارة الحريق سنة (1195ه) واصل المسير مع حكام الدولة السعودية الأولى، حيث شارك مع الإمام عبدالعزيز بن محمد في كثير من غزواته وتوحيد البلاد ثمَّ مع الإمام سعود، إلى أن جاء عهد الإمام عبدالله بن سعود، فقد كان لتركي الهزاني مشاركاتٌ فاعلة ضدّ عساكر "الترك" حينما قدم "إبراهيم باشا" بجيوشه إلى البلاد. وذكر "ابن البشر" أنَّه في سنة (1232ه) أرسل الإمام عبدالله بن مسعود مرابطة مع تركي الهزاني صاحب حريق نعام وحسن بن مزروع لمشاركة أهل "الرسّ" حين حصار "إبراهيم باشا" لها، ووصف "ابن بشر" دفاع أهل "الرس" و"الحامية" التي أرسلها الإمام عبدالله لهم بأنَّها دافعت دفاعاً مستميتاً، وقال: "وقاتلوا قتال من حمى الأهل والعيال وصبروا صبراً ليس له مثيل" حتى نزل "الباشا" على شروطهم وتمَّ الصلح معهم بعد ثلاثة شهور (17) يوماً من الحصار، وحين اقترب "الباشا" من "الدرعية" عاصمة الدولة - آنذاك - كان "الهزاني" في طليعة أمراء الأقاليم، الذين قصدوا "الدرعية" للدفاع عنها، وقد ذكر "ابن بشر" أنَّه في عام (1233ه) كان تركي بن عبدالله الهزاني صاحب حريق نعام، ومعه عدة رجال من أهل "الحريق" ضمن القوات السعودية المرابطة حول "الدرعية" حين حصار "إبراهيم باشا" لها، وذكر أنَّه قد قُتل في تلك المعارك عدد من أهل "الحريق"، وممَّن قُتل بالقرابين والبنادق قاضي الحريق والحوطة "رشيد السردي". استعادة الرياض كانت علاقة تركي بن عبدالله الهزاني بالإمام تركي بن عبدالله علاقة قوية ومتينة منذ أيام الدفاع عن "الدرعية"، وعندما بدأ الإمام تركي بن عبدالله الاستعداد لتأسيس الدولة السعودية الثانية، وحينما كان في "عليه" قويت هذه العلاقة بينهما، فقد كان تركي الهزاني يُكنُّ للإمام تركي بن عبدالله آل سعود - يرحمه الله - المودة وصدق العهد، وعندما بدأ الإمام تركي بن عبدالله يستعيد حكم أجداده ويؤسس لقيام الدولة السعودية الثانية كان الأمير تركي الهزاني حاضراً مع الإمام "تركي" في كثير من غزواته لتوحيد البلاد ونشر الأمن والاستقرار في ربوعها، وفي عام (1249ه) أمر الإمام "تركي" رعاياه بالمغزى مع ابنه "فيصل" إلى شرقيّ البلاد لتوطيد الحكم، فركب "فيصل" من الرياض ومعه أهل النواحي وقصد "القطيف"، وكان معه تركي الهزاني. وذكر "ابن بشر" أنَّه لمَّا بلغ الإمام "فيصل" نبأ مقتل والده الأمير تركي بن عبدالله رحل من "القطيف" قاصداً "الأحساء"، وكان الأمير فيه من جهة أبيه عمر بن عفيصان، وجمع "فيصل" من كان معه من رؤساء البلدان، وهم عبدالله بن علي بن رشيد رئيس "جبل شمر"، وعبدالعزيز بن محمد بن حسن رئيس "بريدة"، وتركي بن عبدالله الهزاني رئيس "الحريق"، وحمد بن يحيى بن غيهب أمير بلدان "سدير"، ومعهم عمر بن عفيصان فأخبرهم بالأمر، وبيَّن لهم "فيصل" ما ينوي عمله للثأر لأبيه، فلما سمعوا كلامه -أولئك الجماعة- قاموا كلهم وبايعوه على السمع والطاعة فكانت -بإذن الله- كلمة مجتمعة على المسير والحرب معاً، فأمر بالتزود للمسير بالزهاب والزهبة والسلاح، ثمَّ سار "فيصل" بجيوشه إلى الرياض وحاصر القصر الذي كان يحتمي فيه "مشاري"، وانتهت بمقتل "مشاري"، الذي لم يدم حكمه أكثر من (40) يوماً، واستعاد "فيصل" ملك أبيه، ليتولى الإمامة بعد والده وذلك في العاشر من شهر صفر سنة (1250ه). عساكر الترك توجه خالد بن سعود وإسماعيل بك وعساكر "الترك" إلى الرياض في سنة (1253ه)، وقدم عليهم بعض رؤساء البلدان وتابعوهم وأرسلوا إلى تركي الهزاني ورؤساء أهل "الحوطة" يطلبون منهم المتابعة والقدوم إليهم، فأبوا عليهم وكتبوا إلى "خالد" معلنين رفضهم لحكم "الترك" واستعدادهم لمحاربتهم، فغضب "إسماعيل" وأتباعه وقالوا: لا نرضى إلاَّ بقتل أهل هذه الناحية، فاستنفر "خالد" أهل بعض النواحي وسار هو و"إسماعيل" ومن تبعهم من الترك والعرب، وذلك في أول ربيع الآخر وقصدوا "الحلوة"، ويُقال إنَّهم سبعة آلاف مقاتل من العسكر والعرب، فلمَّا أقبلت تلك العساكر اجتمع أهل تلك الناحية وتعاهدوا على حرب الدولة وأتباعهم، وقد قام تركي الهزاني بحفر خندق من الجهة الغربية للحريق من الجبل الشمالي إلى الجبل الجنوبي، إلى جانب بناء سور موازٍ له جعل في هذا السور "مرابيع" للحراس، تحسُّباً لقدوم عساكر "الترك" من جهة "الحريق"، ولا يزال أجزاء من السور والمرابيع باقية حتى الآن، حيث تُعدُّ من الآثار. وكان عدد سكان "الحريق" في ذلك الوقت (12) ألف نسمة، منهم ثلاثة آلاف مقاتل، والبقية شيوخ وأطفال ونساء - كما أورد ذلك الدكتور المؤرخ منير العجلاني- وحينها استعد أهل الحوطة والحريق والحلوة ونعام لمواجهة خصمهم، وعمد الأمير تركي الهزاني - الذي استعد لهذه الحرب أيُّما استعداد- إلى إبقاء (1500) مقاتل مع ابنه "سعد" في "الحريق"، وسار أهل "الحريق" مع أميرهم تركي الهزاني، وأهل "نعام" مع أميرهم زيد بن هلال، وأهل "الحوطة" مع إبراهيم بن عبدالله بن إبراهيم وفواز بن محمد رئيس آل مرشد، وأهل "الحلوة" مع أميرهم عمر بن خريف، فلما نزلت عساكر "الترك" وأتباعهم بلدة "الحلوة"، وقف لهم أهل هذه البلده فجالدوهم وقاتلوهم ومنعوهم وقتلوا منهم عدد من العسكر والجند وقتل من أهل الحلوة (12) رجلاً. وبعد ذلك أقبل تركي الهزاني بجمع عظيم وقصد ميمنة العساكر وفيه الخيالة والفرسان، كما أقبل إبراهيم بن عبدالله بجموع أهل "الحوطة" وقصد مسيرتهم، قال "ابن بشر": فحصل قتال شديد يشيب من هوله الوليد، فوقعت الهزيمة العظيمة التي ما وقع لها نظير في القرون السالفة ولا في الخلوف الخالفة على عساكر "الترك" وأعوانهم وهلكت تلك الجنود ما بين قتل وظمأ، وتفرقت الخيالة في الشعاب فهلكوا فيها ليس لهم دليل، وقد نجا "خالد" بنفسه ومن معه من أهل "نجد" لما رأوا الهزيمة انهزموا وحدهم وتركوا عسكرهم وجندهم، وتركوا جميع محلتهم وأمتعتهم فغنم أهل "الحوطة" وأهل "الحريق" ما معهم من الأموال والسلاح والخيام، وذلك منتصف ربيع الآخر، وعاد "خالد" مهزوماً ومعه "إسماعيل" إلى "الدلم"، ثمَّ قصدوا الرياض ودخلوها. إشادة الشعراء سجل المؤرخون في "نجد" و"مصر" تفاصيل هذه المعركة الحاسمة، التي سمَّاها "ابن بشر" ملحمة نجد الكبرى - كما نقلها الرواة وخلَّدها لنا الشعراء - لا سيّما شعراء القرن الثالث عشر الهجري، بدايةً بالإمام فيصل بن تركي، الذي فرح بنتائجها وسعد بانتصار قومه على خصومة، وقال قصيدته الرائية الشهيرة: الحمد لله جت على حسن الأوفاق وتبدلت حال العسر بالتياسير وكان للأمير الشاعر عبيد بن رشيد إشادة بهذا الموقف البطولي، كما ذكر ذلك العلامة ابن خميس حين قال "عبيد" في إحدى قصائده: اللي عطى حق الديار الهزازين وحنا إلى عدة علوم القبايل أمَّا الشاعر سعيد بن قرينيس، الذي انتقل من "الحريق" إلى "الكويت" وعاش هناك، فعندما سمع بهزيمة عساكر "الترك" في "الحلوة" أرسل هذه القصيدة إلى تركي بن عبدالله الهزاني يقول فيها: سوى إن كلت أو ما كلت عندي واحد والكبد تجمع زادها بمروره لا شاكي جوع ولا شاكي ضما ولكن لي ديرة محصورة قم يا نديمي فوق هباع ورباع ناب الفقار وهامته مزبورة قتال شديد بعد أن وصل الإمام "فيصل" خبر هزيمة العسكر في "الحلوة" وقتلهم وهو في "الأحساء"، قدم بعدده وعدته ورجاله وأعوانه لمحاربتهم، فلمَّا وصل "الخرج" قدم إليه تركي بن عبدالله الهزاني ومن معه من أهل "الحريق"، كما قدم إليه أهل "الحوطة" -وهم أصحاب منعة ولهم يد طولى في المعارك-، كما قدم أهل "الخرج" وأهل تلك النواحي ونفروا مع الإمام "فيصل"، الذي سار إلى الرياض صوب عساكر "الترك"، فحصل قتال شديد بين الفئتين، كسبه الإمام "تركي" ومن معه وواصلوا المسير في ساقة جيش العسكر الذين دخلوا "منفوحة" فحاصرهم الإمام "فيصل" فيها، ثمَّ نزل وجنوده عند الرياض وحاصرها، ثمَّ انسحب الإمام "فيصل" إلى "الدلم" بسبب قدوم تعزيزات لقوات عساكر "الترك". وفي سنة (1259ه) عاد الإمام "فيصل" من "مصر" ومعه أخوه "جلوي" وابن عمه "عبدالله بن إبراهيم" وابنه "عبدالله"، وأرسل الإمام "فيصل" رجالاً بمراسلات إلى أمراء النواحي، وعندما وصلت مراسلات "فيصل" إلى تركي بن عبدالله الهزاني أمير "الحريق" استبشر بقدوم الإمام "فيصل" فأمر ابنه سعد بن تركي الهزاني أن يركب ومعه عدد من الرجال لاستقبال الإمام "فيصل" ومبايعته والمسير معه فوفد على الإمام "فيصل" مع كثير من أمراء البلدان ورؤساء العربان، ودخلوا معه الرياض ليستعيد الإمام "فيصل" الحكم للفترة الثانية. إمارة آل تركي استمرت إمرة بلدة "الحريق" في ذرية الأمير تركي، حيث تولاَّها من بعده ابنه سعد بن تركي، ثمَّ ابنه ناصر بن سعد، ثمَّ عمَّه عبدالله بن تركي، ثمَّ انتقلت إمرة البلدة من آل تركي إلى آل عبدالله "الدحاملة"، فتولَّى الأمر عبدالله بن رشيد الهزاني، ومن ثمَّ ابنه "محماس"، الذي شارك مع الملك عبدالعزيز في بعض معاركة، ثمَّ عادت الإمارة إلى "آل تركي"، فتولاَّها الأمير تركي بن رشيد حفيد تركي بن عبدالله، وتركي بن رشيد كان على تواصل مع الملك "عبدالعزيز" -رحمهم الله- منذ أن كان الملك في "الكويت" حتى استعاد مدينة الرياض، كما شارك مع الملك "عبدالعزيز" - رحمه الله- في كثير من مغازيه بعد دخوله الرياض، وهو صاحب القصر المعروف بقصر "العويضية" في "الحريق"، وقد أمضى في إمارة الحريق قرابة (40) عاماً، حيث استلم الإمرة ابنه "عبدالله" عام (1367ه)، وكانت وفاة والده تركي بن رشيد عام (1373ه). وفاته يذكر المؤرخون أنَّ وفاة الأمير تركي بن عبدالله الهزاني كانت في العام (1261ه)، وكان له من الأبناء أربعة، هم: سعد، وعبدالله، وراشد، ورشيد، أمَّا بناته فهنَّ: الجوهرة، ومنيرة، ونورة، وموضي، والجوهرة هي زوجة الأمير محمد بن فيصل بن تركي بن عبدالله، وكان عمر الأمير تركي حين وفاته (88) سنة، قضى منها (66) عاماً أميراً لبلدته وجماعته. بلدة الحريق عام 1394ه خطاب الملك عبدالعزيز مُنصِّباً فيه عبدالله بن تركي أميراً على الحريق خلفاً لوالده تركي بن رشيد شارك تركي الهزاني في كثير من غزوات التوحيد أهالي الحريق شاركوا مع الهزاني في هزيمة عساكر الترك ببلدة الحلوة