أدى ارتفاع النفط إلى مستويات قياسية خلال الثمانية أشهر الماضية والتي بلغت أكثر من 70 دولاراً للبرميل إلى تحقيق أرباح كبيرة للشركات النفطية اجتازت نسبتها 90٪ مقارنة مع العام الماضي مما دفعها إلى المسارعة في تغيير خططها الاستثمارية ومضاعفة الإنفاق على مرحلة المنبع ( الاستكشاف والحفر والإنتاج) وكذلك البحث في توسيع الاستثمارات في المصب (التكرير والتوزيع) والتي تتطلب جهوداً كبيرة إذ إنها تحتاج إلى بناء مرافق نفطية تصل استثماراتها إلى مليارات الدولارات وتتطلب وقتا أطول من مرحلة المنبع. ومن خلال استعراض أرباح الشركات النفطية التي أعلنت عنها في مواقعها على شبكة الانترنت يتضح أن أرباحها تراوحت ما بين 45 - 92٪ بحسب حجم الإنفاق الذي يحتاجه استخراج البرميل الواحد من النفط مضافا إليه أجرة النقل والضرائب التي تفرضها بصورة جائرة الدول الغربية تحت ذريعة المحافظة على البيئة وهو ما يقلل من الهامش الربحي لكثير من شركات النفط العالمية. وكانت الشركات العالمية التي تمتلك منشآت نفطية في خليج المكسيك أكثر الشركات التي حققت أقل ربح بين نظيراتها في أنحاء العالم وذلك نتيجة إلى تضرر مرافقها البترولية في تلك المنطقة جراء الأعاصير التي ضربت المنطقة وكلفتها مبالغ طائلة لإعادة إصلاح هذه المرافق كما أنها فقدت كميات كبيرة من إنتاجها في الوقت الذي تتنامى فيه أسعار النفط إلى مستويات عالية، أما أكثر الشركات ربحية فهي تلك التي تقع في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا والتي انتهزت هذه الفرصة لضخ المزيد من إنتاجها إلى أسواق متلهفة إلى هذا المنتج الحيوي في التنمية الصناعية والاقتصادية. واستمرت أسعار النفط أمس في مسارها التصاعدي تعززها أنباء ارتفاع نمو الطلب العالمي على الطاقة أكبر مما كان متوقعا، وقوى من ارتفاع الأسعار إلى مستويات تخطت 63 دولاراً للبرميل أي بارتفاع مقداره 1,8 دولار «تقرير إدارة معلومات الطاقة الأمريكية الذي صدر أمس» وأشارت فيه إلى تراجع مخزونات التقطير بمقدار 900 ألف برميل إلى 55 مليون برميل بسبب السحب الكبير من هذه المخزونات تحسبا لشتاء بارد يطل برأسه على دول شمال الكرة الأرضية مما رفع سعر وقود التدفئة بمقدار 5 سنتات إلى 1,95 دولار للجالون كما زاد سعر الجازولين إلى 1,63 دولار للجالون. ولم تتأثر أسعار البترول الخام بزيادة المخزونات من النفط الخام التي قدرت بحوالي 4,4 ملايين برميل لتصل إلى 316,4 مليون برميل، كما ارتفعت واردات الخام بمقدار 750 ألف برميل إلى 10 ملايين برميل يوميا.ومضت أسعار ناميكس قدما في الارتفاع حيث وصلت إلى 63,2 دولاراً للبرميل كما ارتفع سعر الخام الخفيف في سوق لندن للتعاملات الالكترونية إلى 60,58 دولاراً أي بارتفاع قدره 1,8 دولار للبرميل وزاد سعر مزيج برنت بحوالي 3 دولارات إلى 60,32 دولاراً للبرميل كما ارتفع خام وست تكساس إلى 62,80 دولاراً. وقفزت أسعار الغاز الطبيعي بمقدار 2 دولار إلى 14,30 دولاراً لكل مليون وحدة حرارية بريطانية نتيجة إلى شح في الإمدادات وإقبال من قبل التجار الذي يرون أن أسعاره ربما تتخطي 20 دولاراً خلال فترة ذروة الاستهلاك القادمة. وجاءت زيادة أسعار المعادن النفيسة قليلة بسبب تحسن سعر صرف الدولار حيث لم يسجل الذهب سوى زيادة مقدارها 50 سنتا ليبلغ 475 دولاراً بينما ارتفع البلاتين إلى 945 دولاراً وصعد سعر الفضة إلى 7,9 دولارات للأوقية.