في محافظة بقيق لا حديث سوى عن كلية البنات بدءا من البيوت وانتهاء بالشوارع ومرورا بمجالس الشيوخ والأعيان فالجميع يتداولونه في الصلاة باعتبار الكلية أولوية قصوى خاصة لدى المسنين الذين طالما أرهقهم الطريق من بقيق إلى الدمام والاحساء والذي يمتد لمسافة 150 كلم ذهابا وايابا برفقة بناتهم الطالبات حيث تبدأ انطلاقتهم في الرابعة صباحا فيدركهم الفجر وهم في منتصف الطريق فيما يتحدث آخرون عما يعانيه الأهالي نتيجة البعد عنهم. أما الطالبات فمعاناتهن لا تنتهي مع مخاوف الطريق لكنهن بين خياريين أحلاهما مرفإما البقاء في البيوت أو التعرض لمخاطر الرحلة التي تبدأ قبل الفجر لتنتهي في السادسة مساء بشكل يومي إضافة إلى متاعبهن وبعضهن مع أصحاب النقل الخاص، وقلة المكافآت. الشيخ منوفي حمود الشامان أكد انه أحد المتضررين من هذه المعاناة اليومية وقال إن طالبات بقيق والقرى التابعة لها مخيرات بين إضاعة 12 عاماً من الدراسة وبين البقاء في المنزل. أما فريح مفرح وهو من كبار السن المتقاعدين فقد أشار إلى انهم مضطرون للسكن في الدمام أو الأحساء أو قطع المشوار اليومي الذي يصل إلى 150 كلم ذهاباً وإياباً ويأملون افتتاح كلية في محافظتهم تغنيهم السفر اليومي ومخاطره طوال 4 سنوات هي مدة دراسة بناتهم. مخاطر كثيرة يرى كل من محمد عبدالله السبيعي وحزاب محمد العباس ان المخاطر التي يتعرضون لها هم وبناتهم واخواتهم جراء طريق مفرد لا توصف خاصة أن الرحلة تبدأ قبل الفجر وكثيرا ما يواجهون سائقين وقد غلبهم النوم مما يدفعهم أحيانا لمنع بناتهم من الدراسة جراء الحوادث المروعة التي شهدوها على الطريق إضافة إلى أعطال السيارات جراء الطريق. وأكد عبدالرحيم المالكي ان بناتهم اغلبهن تراجع طموحهن عن الدراسة جراء الارهاق والإحباط الذي يعتريهن بعد العودة حيث يعانين من تواصل التعب طوال الأسبوع والذي تسبب في إخفاق كثيرات في الدراسة حيث جلسن في البيوت. ويضيف محمد فهيد الشمري بأن المعاناة الأكبر تأتي من الطالبات اللاتي لا يستطعن دفع أجرة النقل إضافة إلى إيجار السكن ولديهن الطموح لمواصلة التعليم ولكن أمام تلك الظروف ليس لهن سوى البقاء في بيوتهن مشيرين إلى 50٪ من خريجات الثانوية في بقيق يقبعن في المنازل لعدم وجود محرم. واستطردوا قائلين أما الطالبات اللاتي يدرسن في المرحلة الثانوية فهن اشد خوفا من قريناتهن اللاتي انقطعن عن الدراسة في الكلية حيث بدأ طريق المستقبل موصدا أمامهن بعد الكلية ومخاطر الوصول إليها مشيرين إلى انه في كل سنة تخرج الثانويات ما بين 200-300 طالبة. ويناشد كل من سعود عبدالله الاسلمي ومحمد علي الاسلمي المسؤولان في الوزارة افتتاح كلية للبنات في بقيق مشيرين إلى أن مكتب الإشراف في بقيق انه لا يمكن افتتاح كليات جديدة رغم حاجة المدينة الماسة إلى كلية للتربية أو كلية متوسطة تكون حلقة وصل بين الجهة الشمالية الغربية والجنوبية الغربية.