تعاني بقيق في المنطقة الشرقية من نقص في عدد من المرافق الحكومية التي يحتاجها سكان المحافظة الواقعة غرب الدمام ب80 كلم، ويبلغ عدد سكانها 70 ألف نسمة يعيشون في 51 مركزا وهجرة وقرية، تفتقر المحافظة لفرع الأحوال المدنية، مكتب الجوازات، قاض في المحكمة، كليات للبنات، مستشفى متكامل والأندية الرياضية، إضافة إلى نقص كبير في الحدائق والمرافق العامة، و95 في المائة من حدائقها العامة مدمرة وتفتقر للصيانة، 1000 طالبة في المحافظة يقطعن مسافة 180 كلم ذهابا وإيابا في مشوارهن التعليمي لعدم وجود كليات في بقيق، المحكمة العامة بدون قاض ما أدى لتراكم معاملات القضايا. وفيما أكد الأهالي أن مستشفى بقيق العام بسعته الحالية وإمكانياته المتواضعة غير قادر على تقديم الخدمات الصحية المطلوبة للمراجعين، خصوصا مع زيادة عدد سكان المحافظة، كشف ل«عكاظ» مساعد مدير عام الشؤون الصحية للشؤون الهندسية المهندس زياد السويدان، أن إدارة الشؤون الصحية في المنطقة الشرقية، اعتمدت بناء مقر جديد لمستشفى بقيق العام بقيمة 150 مليون ريال، إضافة إلى رفع طاقته التشغيلية إلى 100 سرير بدلا من 30 سريرا، لافتا إلى أن مشروع مبنى مستشفى بقيق العام الجديد بسعة 100 سرير وبمساحة 6855 م2 وبتكلفة 150 مليون ريال، ويتكون من دورين الأرضي ويشمل الأقسام العلاجية من عيادات خارجية، العلاج الفيزيائي، الغسيل الكلوي، الطوارئ، الأقسام التشغيلية من مختبر، أشعة، أقسام الخدمات من صيدلية، تعقيم، مغسلة، المطبخ، المستودع، وأقسام الإدارة وتتضمن إدارة المستشفى والإدارات التابعة لها والمكتبة الطبية وقسم السجلات الطبية بجميع مرافقها، فيما يتكون الدور الأول من أقسام التنويم للرجال والنساء والأطفال بجميع مرافقها، قسم العمليات، الولادة والعناية المركزة بجميع مرافقها. يرى أهالي المحافظة أن توفير مكتب للضمان الاجتماعي وآخر للأحوال المدنية، يسهل عليهم كثيرا ويريحهم من عناء التنقل إلى مواقع أخرى لصرف مخصصات الضمان الاجتماعي وإنجاز معاملات الأحوال المدنية، مؤكدين أن مدينتهم تستحق افتتاح هذين المكتبين لأهميتها وتزايد عدد سكانها وتمددها العمراني، مطالبين بإطلاق مخططات جديدة. واعتبر المواطن محمد الشيبان أحد سكان بقيق، افتتاح مكتب الضمان الاجتماعي من الركائز الأساسية في المجتمع، لدراسة أوضاع وحالات العوائل الفقيرة، الأيتام، العجزة، الأرامل، ذوي الاحتياجات الخاصة وعوائل بعض السجناء الذين يمضون فترة طويلة في السجن، وقال «من هذا المنطلق المحافظة في أمس الحاجة لمكتب الضمان الاجتماعي، لتوفير مخصصات الضمان ودراسة حالات أعداد كبيرة من كبار السن والمقعدين والأيتام المستفيدين من الضمان الاجتماعي وتخفيف الأعباء على المواطنين الذين يعانون من مشاق السفر إلى مكاتب الضمان في الدماموالأحساء على بعد أكثر من 80 كلم، ما يجعلهن عرضة لمخاطر الطريق والحوادث المروية التي يشتهر بها طريق الدمام بقيق الأحساء السريع». من جانبه بين المواطن صالح المري، أن من أهم المطالب الأخرى التي تحتاج لها المحافظة مكتب الأحوال المدنية لخدمة الأهالي وتوفير وقتهم بدلا من هدره في عبور طريق طويل ليصلوا إلى الدماموالأحساء لتسجيل المواليد أو إنهاء معاملات مستعجلة وملحة يتطلب إنهاؤها في اليوم نفسه، مضيفا «من هذا المنطلق نتوجه للمسؤولين في المديرية العامة للأحوال المدنية، النظر في هذا المطلب بكل اهتمام مع دراسته بصفة عاجلة لفتح مكتب للأحوال المدنية في المحافظة والتي يشكل موظفو شركة أرامكو السعودية 80 في المائة من سكانها». مكتب للجوازات يتفق أهالي بقيق على أن قصتهم مع مكتب الجوازات من القصص الطويلة المملة، فبعد أن استبشروا بموافقة الإدارة العامة للجوازات بافتتاح فرع لها في بقيق، وأنها ترغب في إيجاد مقر له، تبرع عدد من رجال الأعمال بمبلغ 100 ألف ريال لبناء المقر على حسابهم الخاص على أرض خاصة بالمحافظة، وتجهيزه بجميع المستلزمات، وبعد الانتهاء من تدشينه، بينت إدارة الجوازات أنها تعمل على تجهيزه بالضباط والأفراد، وربطه بالشبكة المحلية للجوازات، وبعد سنتين من الانتظار احتاجت المحافظة لموقع أرض لإنشاء مقر جديد لها فما كان أمامها إلا هدم مقر الجوازات، لتختفي بذلك فرحة الأهالي مثل اختفاء المبنى. ويبقى مكتب الجوازات في بقيق مطلبا رئيسا لوجود أكثر من 100 مؤسسة محلية وعالمية، تحتوي أكثر من 11 ألف عامل أجنبي يحتاجون إلى استخراج أو تجديد إقاماتهم، إضافة إلى المواطنين الذين يحتاجون إلى استخراج جوازات سفر أو تجديدها، يضاف إلى ذلك أن افتتاح مكتب للجوازات في المحافظة سيخفض الضغط على جوازات الدماموالأحساء، كما أن المكتب يسهم في تعقب العمالة المتخلفة التي تقيم بطريقة غير نظامية في المحافظة، ومراقبة العمالة السائبة. معاناة الطالبات يودع أهالي بقيق يوميا أكثر من 1000 طالبة يدرسن في جامعات وكليات الدماموالأحساء، وأياديهم على قلوبهم خوفا من المصير المجهول الذي ينتظرهن في رحلة سفر يومية طولها 90 كلم، تبدأ عند الساعة الخامسة والنصف صباحا وتنتهي الساعة الرابعة عصرا في رحلة تستغرق أكثر من عشر ساعات يوميا يقطعن خلالها أكثر من 180 كلم ذهابا وإيابا طوال العام الدراسي، ما يجعلهن عرضة لمخاطر الطريق والحوادث المروية التي يشتهر بها طريق الدمام بقيق الأحساء السريع. وبرغم هذه الأعداد الهائلة من الطالبات لا توجد وسيلة نقل رسمية حكومية لتوصيلهن إلى هذه الجامعات أو الكليات، ما دفعهن للاتفاق مع الشركات الخاصة لنقلهن، وما كان منها إلا أن تستغل الموقف وتطلب 400 ريال شهريا من كل طالبة تدرس في الدمام أو الأحساء، دون أن يضع أصحاب هذه الشركات في اعتبارهم أن غالبية أهالي الطالبات من الفقراء وذوي الدخل المحدود، كما أن أغلبية سائقي هذه الشركات من الأجانب، وهذا مخالف لتعليمات الجهات المختصة. وبين عدد من أولياء الأمور أن أعداد الطالبات المتخرجات من الثانوية والقابعات في بيوت أهاليهن تبلغ أضعاف الدارسات في الدمام و الأحساء، وذلك لعدم وجود كليات تقبلهن برغم أن معدلاتهن تتراوح ما بين 70 و90 في المائة. الحدائق العامة يخرج أهالي المحافظة نهاية كل أسبوع «الخميس والجمعة» إلى كل من الدمام، الخبر، الأحساء، والجبيل، وذلك للاستمتاع بالمهرجانات والأماكن السياحية مثل المدن الترفيهية والمنتزهات العامة والأسواق والمجمعات التجارية، ويعزى هذا الخروج إلى قلة الحدائق العامة وافتقار المحافظة للمدن الترفيهية والمهرجانات التي تعتبر المتنفس الوحيد للعوائل خصوصا الأطفال. وأكد المواطن مبارك الهاجري، أن معاناة الأهالي في هذا الجانب ليست وليدة اللحظة، وإنما هي مشكلة عانى منها الأهالي طيلة السنين الماضية، إذ أن جميع الحدائق الموجودة في المحافظة تبدو شبه مدمرة وتالفة بسبب الإهمال وقلة الصيانة ومضايقة العزاب، ما باعد بين هواة الترفيه وهذه الحدائق، وقال «إن العشوائية والخراب الذي تشهده الحدائق العامة في المحافظة من تكسير الألعاب المخصصة للأطفال وأعمدة الإنارة والمظلات المخصصة للعوائل وكراسي الجلوس ودورات المياه، بالإضافة إلى تحويلها إلى ملاعب لكرة قدم، كل ذلك جعلها أماكن مهجورة، وغير مرغوب فيها من قبل العائلات، حيث أنها تفتقد لأصول السلامة بسبب تآكل الألعاب بفعل الصدأ أو تكسيرها من قبل مراهقين، كما أنه لا توجد فيها مرافق عامة مثل دورات المياه والبوفيهات والإنارة. وكشفت جولة «عكاظ» في حدائق المحافظة أن 95 في المائة من الحدائق الموجودة في بقيق والبالغ عددها سبع حدائق عامة، تشكو من دمار كامل في جميع مرافقها العامة، بالإضافة إلى قلة الصيانة، جعلها مهجورة من قبل الزوار وغير مناسبة للترفيه عن الأطفال. الأندية الرياضية قبل حوالى 20 سنة اختفى نادي الشعاع الرياضي في بقيق في ظروف غامضة، ولم يبق من ذكرياته شئيا، بعد أن تحول لمستودع للبلدية، بعد أن كان جيل الشباب آنذاك يقضون فيه أوقات فراغهم، فيما ظل شباب المحافظة حاليا ممنوعين من ممارسة هوايتهم كرة القدم ، ويطردونهم من الحدائق العامة وداخل الأحياء السكنية، ما دفعهم لتحديد أماكن للتجمهر والتفحيط. ويرفع أهالي بقيق أصواتهم، مناشدين مسؤولي الرئاسة العامة لرعاية الشباب، إعادة افتتاح نادي الشعاع من جديد والنظر إلى معاناة أبنائهم مع الفراغ ومعالجته، قبل أن يكونوا فريسة سهلة لتجار المخدرات أو ضعفاء النفوس. عدم وجود قاض تسبب عدم وجود قاض دائم في المحافظة بعد نقل الشيخ خالد الرشودي من محكمة بقيق، في توقف العمل في المحكمة، وتأخر إنهاء معاملات المراجعين وحل قضاياهم، وبين عدد من المواطنين أنهم اضطروا إلى قطع أكثر من 180 كلم ذهابا وإيابا إلى كل من الدماموالأحساء لإنهاء معاملاتهم المستعجلة والتي لا تتحمل التأخير، كما أن بعض الدوائر الحكومية تنقل مراجعيها إلى كل من الدماموالأحساء لإنجاز معاملاتهم، وحمل الأهالي المسؤولية لفرع وزارة العدل في الشرقية، لإهماله محكمة بقيق دون أن يكلف قاضيا آخر لإنجاز معاملات المواطنين. الخدمات الطبية ومن معاناة الأهالي أيضا أن مستشفى بقيق العام سعته 30 سريرا، ولم يعد قادرا على تقديم الخدمات الطبية للمراجعين في ظل الكثافة السكانية التي تشهدها المحافظة وزيادة نسبة الحوادث المرورية على الطرق السريعة، يعاني المستشفى من نقص في بعض الأقسام الطبية مثل العناية المركزة، الأشعة المقطعية، الولادة وقلة الأسرة داخل قسم التنويم، مما يضطره لتحويل جميع الحالات الخطرة إلى المستشفيات الكبرى في الدماموالأحساء، ما زاد في معاناة الأهالي وزاد من معدل مطالباتهم بسرعة توسعة المستشفى من 30 إلى 100 سرير، خصوصا وأن سجلاته الطبية تشير إلى أن عدد مراجعيه بلغ 86799 خلال العام الماضي، وبلغ عدد مراجعي المراكز الصحية «11 مركزا» موزعة بين الهجر التابعة لبقيق 122505 مراجعين. غياب البنوك النسائية واستغرب أهالي المحافظة عدم اهتمام البنوك الخمسة، بافتتاح فرع نسائي متخصص لخدمة العمليات البنكية للنساء، رغم وجود أكثر من عشر آلاف معلمة وموظفة وطالبة جامعية لديهن حسابات خاصة في البنوك المختلفة خارج المحافظة. وقالت إحدى المعلمات: «نساء بقيق لا يتمكن من سحب نقودهن أو إجراء عمليات بنكية تخصهن، بسبب عدم وجود قسم نسائي، إضافة للتزاحم الشديد داخل الفروع من قبل الرجال، وطالبت بافتتاح الفرع النسائي وتوفير أجهزة صراف آلي خاصة بالنساء فقط، لما تمثله هذه الأجهزة من فوائد مثل سحب الرواتب وتسديد الفواتير التي امتنعت معظم البنوك سدادها عن طريقها». وطالب الأهالي مؤسسة النقد العربي السعودي «ساما» بالتدخل لدفع البنوك السعودية لفتح فروع نسائية في المحافظة، مع ضرورة توزيعها جغرافيا بصورة جيدة تراعي الكثافة السكانية في الأحياء بما يضمن تسهيل إنجاز المعاملات المصرفية للنساء.