يلومني إخوان وأصدقاء أعزاء على البعد في سوانح عن الحديث عن الماضي.. فيقولون لم غيرت طريقتك التي تعودناها منك (من أيام غرابيل) فقلت لهم إن التغيير والتغير سنة كونية.. وزاوية غرابيل (بدايتها 1412) كانت بجانب الزميل الهليل تأخذ منه بعض ظرفه وقفشاته.. أما السوانح ففي عيادة الرياض ويحيط بها أطباء أفاضل يقدمون فيها يومياً مادة علمية دسمة تفيد القراء والقارئات.. وعندما ودعت غرابيل وبدأت سوانح قبل عقد من الزمان.. بدأتها محاولاً جَهدي أن تكون الزاوية (سناك) يوم الأربعاء.. وأن أجمع بين المعلومة المفيدة ورسم ابتسامة على شفتي قارئ في زمن قل فيه التبسم وعلا التجهم وجوه الكثير من الناس.. وبما يسمح به الطلحة من دعابة أو طرفة.. وبعد هذا الهذر كما يقول الكاتب الكبير جهاد الخازن أنقل لكم أبياتا من الشعر تناسب المقام للشاعر سعد الخريجي (عشق الأطلال) إرضاءً لكل قارئ يريد مني العودة للكتابة عن الماضي وصدى سنينه الحاكي.. وادعو معي أن يجيز مدير سوانح (عبدالله الطلحة) زاوية اليوم.. كما كان يفعل مدير غرابيل سعد الحميدين الله يذكره بالخير.. يقول الخريجي: ياناس ذاك البيت لا تهدمونه خلوه يبقى للمحبين تذكار خلوه حب سنين خلفه ودونه في داخله قصة مواليف واسرار من يعشق الاطلال دمعه يخونه لا صارت أقدامه على سكة الدار عش الحمام اللي بعالي ركونه رمز الوفا رمز المحبة والاصرار راعي الهوى لا حب تبكي عيونه لا هاجت الذكرى على ماضي (ن) صار والنون المقوسة إضافة من عندي كي يكون وقع عجز بيت القصيدة الأخير على من يقرأه أبلغ.. ويشعر (كما أشعر أنا ) بمزيد من الحنين والشجن وهو يتذكر الماضي.. وقد كنت إلى عهد قريب أزور منزلنا الطيني في العسيلة.. وكان سبالة على ما أذكر.. وما أكثر (السبايل) التي لا يوجد لها حجة استحكام أو صك.. وتوقفت عن زيارة (ذاك البيت) قبل بضع سنين لأنه أصبح كومة من تراب بسبب الأمطار الغزيرة التي اقتلعته من (سيسانه) فأصبح أثراً بعد عين.. وفي زيارتي الأخيرة قمت بقياس أرضه.. فوجدتها ثمانية أمتار في عشرة.. أي ثمانون متراً.. تؤوي حمولة تتكون من ثلاثة أجيال.. تقارب العشرين نفساً.. يتقدمها شيخ كبير.. وأصغرها طفل رضيع.. بينهما رجال وأطفال ونساء.. وإلى سوانح قادمة بإذن الله. *مستشار سابق في الخدمات الطبية.. وزارة الداخلية