يتطلع الكثير من المرضى في مجتمعنا ممن هم بحاجة ليد العون، إما لشدة حالاتهم المرضية أو نظراً لقصر ذات اليد. وعلى الدوام، إلى من يساعدهم في التصدي لمعاناتهم، وتحسين أوضاعهم المعيشية بما من شأنه تسريع عملية تماثلهم للشفاء أوعلى الأقل تمكينهم من التعامل مع المرض والإعاقة. وبفضل الله، تعكف المؤسسة الخيرية الوطنية للرعاية الصحية المنزلية – المنطقة الغربية بدعم وتوجيه من صاحبة السمو الملكي الاميرة عادلة بنت عبدالله بن عبدالعزيز ال سعود رئيسة المؤسسة على تقديم الخدمات الطبية والدعم الاجتماعي المرضى المحتاجين في منازلهم وبين أفراد عائلاتهم، ضمن سعيها المستمر لتحسين حياتهم وعائلاتهم، والتخفيف من معاناتهم وتقديم خدمات الرعاية الصحية المنزلية لهم. حسين الناشري من جدة، هو أحد المستفيدين من خدمات المؤسسة، بعد تعرضه لحادث مروري عام 2006 أدى إلى إصابة في الحبل الشوكي وشلل رخوي مستعرض بالأطراف السفلية وكسر بالفقرة القطنية الأولى. حسين23 عاماً، تقدم إلى المؤسسة من قبل مستشفى الملك عبد العزيز ومركز الأورام، منذ إصابته بالإعاقة، والتي يسرت له سبل العلاج في قسم التأهيل بالمستشفى على حساب الضمان الاجتماعي، خصوصاً وأنه من أسرة محدودة الدخل، ولا يستطيع ذووه تلبية احتياجاته الطبية المتعددة والباهظة التكاليف، وقدمت المؤسسة للناشري سريراً طبياً مزوداً بمرتبة هوائية لتمنحه أقصى درجات الراحة الممكنة، بالإضافة إلى عوامة هوائية وكرسي حمام، وكذلك كرسي متحرك لمنحهة حرية التنقل. وتشير سمر بخاري الاخصائية الاجتماعية بالمؤسسة الخيرية الوطنية للرعاية الصحية المنزلية – المنطقة الغربية “تعد حوادث السيارات أحد المسببات الرئيسية للإعاقات المزمنة، وقد كان حسين ضحية إحدى حوداث المرور بمدينة جدة التي يعيش فيها، وقدر له أن يعيش حبيس إعاقته، لكنك عندما تنظر إليه ترى في عينيه عزماً متقداً، وتشعر برغبته الكبيرة في المضي بحياته، وتحقيق النجاح مهما كلف الأمر، ولذلك كان من واجبنا أن نقف إلى جانب عائلته وندعمهم بكل ما نستطيع”. من جهة أخرى، تولي المؤسسة الخيرية الوطنية للرعاية الصحية المنزلية – المنطقة الغربية الرعاية والاهتمام لحالات إنسانية أكثر حرجاً من حالة الناشري. الطفل خالد حمزة عبد الرحيم كالو ذو الخمسة أعوام، عرف مرارة الحياة منذ أطل برأسه على الدنيا، عانت أمه من تعسر فى ولادته، وتم إدخاله غرفة العناية المركزة فور خروجه لمدة شهر كامل، وتركها وهو يعاني من خلل فى الدماغ يجعله غير قادر على تذوق طعم المتعة في الحياة، لكن معاناة خالد لا تقف عند هذا الحد، فقد ابتلى الله أباه حمزة بفشل كلوي وجلطة أدت إلى شلل رباعي أقعدته عن العمل، وليس للعائلة معينٌ إلا الله. وعندما تقدمت عائلة كالو للمؤسسة سرعان ما تم قبولهم، والتزمت بصرف العلاجات التي يحتاجها الأب والابن معاً، بالإضافة إلى دعمهم بالتبرعات الواردة للمؤسسة مثل الدعم الغذائي لمرضى المؤسسة في شهر رمضان المبارك، والمساعدات المقدمة لمتضرري السيول، وتقوم باصطحابهم في الرحلات التي تنظمها للترويح عنهم وإعطائهم الأمل بغد مشرقٍ بإذن الله.