في أحد الأفلام المصرية استوقفتني عبارة جميلة قالها أحد الممثلين وهو يوضح لصاحبه ان الحرامي في السابق اختلف عن الحرامي الحالي وقال بما معناه: (الحرامي القديم كان يسطوا ويسرق في وقت متأخر بالليل أما الآن فهو يسرق في وضح النهار دون اكتراث، أيضا لم يعد الحرامي مثل السابق يتسلق الأسوار ومواصير المناور بل أصبح يصعد بالمصعد الكهربائي ويدخل من خلال الأبواب). وأنا اضيف انه لم يعد كما في السابق تقتصر مهنة حرامي على الفقير والوضيع الذي لا يجد قوته، بل أصبح بعض الأغنياء والشرفاء هم من يتسيَد هذه الموهبة، أيضا لم يعد يسرق ذلك العاصِ والمقصر ومن لا يخشى الله، بل أصبح بعض مدعي المبادئ والتدين ومن يرائي بالخوف من الله هم محترفين تلك المهنة واتقنوها أيما اتقان، ولا أنسي انه لم يعد اللص كما في السابق متخفيا خلف قناع ولا يظهر للناس ولا أحد يعرف من هوا بل أصبح واسع الوجه يظهر مبتسما في كل محفل واجتماع ويتباهى ويبرر أفعاله ويضيف عليها من زخرف القول وكأن البشر لا تفهم ولا تعي. فعلا مفهوم ومعنى الحرامي تغير عن السابق واختلفت معايير تلك الصناعة والمهنة وأصبح هناك (حرامية جدد) والتي أخشى انها تجمَلت هذه المفردة وأضيف عليها من التحسين لتصبح (فهلوي) و(ذيب) بدلا من حرامي.