أنا من الآخر: حرامي. لا تقلقوا؛ فأنا حرامي من الطراز القديم، (حرامي ليلي) يعني. زمان كانت لنا معاشر الحرامية واللصوص وقطاعين الطرق شنة ورنة. كان الواحد منا إذا مر بأحد الشوارع يعرف على بُعد 2 كيلو. كانت أسماؤنا تدل على شرورنا فتدخل رهبتنا إلى القلوب بمجرد ذكر الاسم: يا سقا الله أيام أصدقاء المهنة (أبو رجل مسلوخة) و(طرطيعة السريع) و(سلسلة الرهيب). الآن لم تعد تعرف الحرامي من غيره، دخل عباس في دباس، وطلعوا حرامية آموديل. أصبح كل من هب ودب (حرامي)، وهؤلاء الصعاليك الحرامية الجدد لم يعودوا يلتزمون بأي من قواعد المهنة وسلوكياتها، يسرق بالليل والنهار. يأخذ من مال الغني والفقير، لا يترفع عن سرقة أي شيء. هل تريدون أن أثبت لكم أنهم أصبحوا أكثر من الهمّ على القلب. توقفوا في أي شارع مزدحم واصرخوا بأعلى أصواتكم: (حراااامي)، صدقوني سيهرب عدد خرافي. حرامي قديم