بالرغم من أنها يومان فقط إلا أن لإجازة نهاية الاسبوع طابعا مختلفا عن بقية الايام نعود فيها الى ذواتنا الحقيقية التي سرقتها منا الحياة وخطف بهجتها عداد الزمن ليضعها في قالب روتيني لا يمزج بين العمل وبين هواياتنا المتعددة، فكيف اذا كان هذان اليومان بحضرة الحدث الثقافي السنوي (معرض الرياض الدولي للكتاب) سعادة عارمة ومشاعر لا توصف وانت تجد مكانا يكتظ بالكتب كل كتاب يناديك لتكون مالكه وباعة الكتب يبادلونك الابتسامة ويرشقونك بنظرات الحكماء كما لو كانوا من المبعوثين من زمن كان الكتاب هو النافذة الوحيدة المفتوحة على العالم زوار من مختلف الاعمار والجنسيات، مشاهد انسانية متكررة يكون الكتاب هو سيدها حيث اب ينصح ابنته باقتناء كتاب وصديق يفاجئ صديقه بهدية عبارة عن كتاب، ولقاءات مؤجلة اجتمعت تحت سقف الكتاب، وكاتب يوقع بفخر على إنجازه الذي سار اليه طويلا حتى وصل الى المنصة ترى الكاتب وتقتني الكتاب لتكتمل في ذهنك الصور الكاملة عن ذلك الكتاب، في معرض الكتاب كل من حولك هم اصدقاؤك حتى وانت تسير وحيدا كل كتاب يقع في يدك يخاطبك بما فيه خاصة تلك التي لن تجدها الا في المعرض حيث لا رقابة عشوائية تحد من انتشار الكتاب وتوزيعه لا تتوقف الحياة لأداء الصلاة.. الكل يصلي ويمضي لشأنه، في معرض الكتاب يجتمع الناس على اختلاف مستوياتهم المادية والاجتماعية تتساوى العقول والأغنى هو من يقتني اكبر عدد ممكن من الكتب التي هي عبارة عن تجارب استثنائية في حياة اصحابها يتيح لك المعرض فرصة الالتقاء بهم مباشرة، ولا نغفل الدور الذي تؤديه الجهات المشاركة على هامش المعرض كهيئة حقوق الانسان وجمعية اواصر ومشروع اصدقاء القراءة وغيرها ممن يساهمون في تغدية الفرد فكريا وثقافيا كل ما في المعرض بما فيه المعرض ذاته ظاهرة استثنائية لا تتكرر الا مرة واحدة في كل عام تترك في داخلنا اثرا وتشغل في قلوبنا شوقا له حتى يأتينا في العام الاخر . عشرة ايام بمنزلة الالاف تتيح لنا التعرف على المخزون التقافي العربي من خلال مشاركة معظم دور النشر من مختلف البلدان العربية والتي لها حضور طاغ في الاوساط الثقافية في جميع مجالات المعرفة كالدين والسياسة والفكر والادب كما ان للترجمة دورا ملحوظا في إثراء هوية المعرض لهذا العام.