قضى عامين في رحلة عمل في كوريا، مع زملائه المهندسين العاملين في سابك، والذين انتُدبوا إلى هناك للمشاركة في تصميم أحد مصانع شركة سابك مع شركة سامسونغ، وقد كان دور المهندس فهد الحمزي -الذي يحمل شهادة بكالوريوس الهندسة الكهربائية والآلات الدقيقة من جامعة الملك فهد للبترول والمعادن- الإشراف على التصاميم الكهربائية من ناحية المقاييس والجودة، إلى جانب زملائه وهم 20 مهندساً. كان لهذه الرحلة دور كبير في صقل خبراته، والاختلاط بالشركات العالمية التي جعلته يقرر رحلة ريادة الأعمال، وترك الوظيفة في عام 2007. بعد عودته والانتهاء من مهام تشييد المصنع، جذبته الكثير من الأفكار في كوريا، وكيف يتم توظيفها في مجالات عدة. لهذا عمل على تأسيس شركة "هاي سكاي" للدعاية والإعلان، لكن بمفهوم جديد ومختلف. وحين بحث عن الأفكار الجديدة وغير التقليدية مما لا تتوافر في الأسواق العربية، كان منها بالونات تحمل شاشات تلفزيونية طائرة. كما عمل أيضاً على تسويق منتج الدعايات التفاعلية في المملكة، وكان أشهر عملائه شركات: أرامكو وسابك والاتصالات السعودية وموبايلي. بالإضافة إلى الكثير من الأفكار التسويقية المبدعة. ويبدو أن سر نجاحه يدور حول قوله الآتي: "بيع فكرة ولا تبيع منتج"، وعلى أساس هذا كانت بداية شركة "هاي سكاي"، التي حقق إلى جانبها منجزات أخرى يفخر بها، كتأسيس مصنع للأكياس القماشية الصديقة للبيئة، وهو المصنع الأول من نوعه هناك، ومدعوم وممول من شركة أرامكو، عبر برنامج "واعد" لدعم رواد الأعمال. الفرصة التي اقتنصها كما يقول رائد الأعمال، كانت عندما طلبت منه شركة موبايلي توفير مليوني كيس صديق للبيئة في وقت قياسي، فلم يجدها في الأسواق السعودية ولا في الإمارات وقطر. ثم تمكن من تأمين هذه الكمية بعد مراسلة الشركات الصينية والكورية خلال أشهر. ومن هنا شرع في دراسة الجدوى لإنشاء مصنع للأكياس القماشية الصديقة للبيئة، وهي من المنتجات المهمة والمستهلكة يومياً بكميات هائلة في الأسواق. وقد أنشئ منذ عام بتمويل من البرنامج، ويوفر اليوم 25 فرصة عمل للشباب السعودي، يتوقع أن تصل إلى 50 وظيفة مع كل خط إنتاج جديد. كما أن المصنع يوفر أيضاً فرص التدريب للشباب والشابات، فرائد الأعمال يريد أن يقدم هدية جميلة لمجتمعه الذي يحبه، بتوفير صناعة جديدة وقيمة مضافة. وكان اقتناع الجهة الداعمة بهذا المشروع أمراً متوقعاً، فالقائمون عليه يبحثون دائماً عن التميز، وهو ما يتوافر في هذا المشروع تماماً؛ فهو الأول من نوعه في المنطقة، ويصنع منتجاً صديقاً للبيئة أيضاً. وهو البديل المستقبلي للأكياس البلاستيكية والورق، لاسيما أن كثيراً من الدول خلال السنوات الأخيرة، تتجه نحو منع استخدام الأكياس المضرة للبيئة. لكن يبقى أمام هذا الشباب كثير من الآمال لتحقيقها، في ظل الصعوبات والتحديات التي تواجه طريقه في مجال العمالة، وهي المشكلة التي يجمع على خطورتها رواد الأعمال جميعهم. فضلاً عن أن هناك تحدياً آخر متمثلاً في توفير المواد الخام التي يستوردها من تركيا والهند. لكنه راضٍ ومسرور لأنه يقدم خدمة اجتماعية وبيئية لوطنه من خلال هذا المنتج، ويطمح إلى أن يتمكن من تأمين مئات الوظائف لأبناء مجتمعه في المستقبل القريب. كما يدعو الجميع إلى زيارة مصنعه في الدمام، وتشجيع هذا العمل الصديق للبيئة. وقد صنفت مجلة (فوربس الشرق الأوسط)، هذا الشاب كأحد رواد الأعمال الأكثر إبداعاً في المملكة، وهو بالفعل كذلك. فإلى جانب منجزه السابق ذكره، يرأس مجلس إدارة شركة "جيه سي إيكاردت السعودية الألمانية"، وهي إحدى مشاريعه الخاصة أيضاً. وتعد من محطات النجاح في توفير شركة محلية بخبرات عالمية، في مجال الصيانة والخدمات الصناعية. إن تسليط الضوء على المشروعات الناجحة لرواد الأعمال الأكثر إبداعاً في المملكة، يعد شيئاً ملهماً لجيل الشباب الذى يراوده حلم دخول عالم المال والأعمال، فتجربة فهد الحمزي، وغيره من الناجحين، تعد بمثابة منارة تضيء مستقبل هؤلاء الشباب، وتزيد من عزيمتهم وتمسكهم بالأمل، كذلك تمثل دعوة أمام الجهات الحكومية بأن المستقبل للمشروعات الصغيرة والمتوسطة، وان عليهم الانتباه لكم التحديات والعقبات التي تعترض طريق أصحاب تلك المشروعات المضيئة، وتمد لهم يد العون كي تستمر مسيرة التنمية الشاملة على أرض المملكة.