نقل عن معالي الدكتور صالح بن عبدالله بن حميد رئيس مجلس الشورى - وفق ما أوردته جريدة الشرق الأوسط بتاريخ 11/10/2005م - في معرض رده على مطالبة بعض أعضاء المجلس بتخفيض الوقت المخصص لمداخلة كل عضو في المجلس (وذلك أثناء مناقشة المجلس سبل تطوير آليات عمله) ما نصه «أن عدداً ليس بالقليل من أعضاء المجلس خلال الدورات الماضية لم ينطقوا ببنت شفة منذ دخولهم للمجلس وحتى انتهاء عضويتهم انتهى. وإن تأكد ما ورد في الخبر فشكراً لمعالي رئيس مجلس الشورى على هذه الصراحة والوضوح، والمكاشفة والشفافية، والشجاعة في الطرح، وليس مثل ذلك بغريب على معاليه أن يصدع بهكذا حق فقد أؤتمن على ماهو أكبر من مثل هذه المسائل بكثير وأبلى بلاءً حسنا وكان نعم القوي الأمين، هذا من جانب، ومن جانب آخر فإننا نتحسر على عضو تبوأ مثل هذا الموقع الريادي المرموق فخذل من أولاه الثقة من ولاة الأمر بعد أن منح فرصة ذهبية للإسهام في بناء وطنه ومجتمعه بالفكر والرأي، والنصح والمشورة من موقع صنع القرار في مطبخ القرارات الكبرى، ذلكم الموقع الفريد المتميز في مجلس الشورى السعودي الذي تشرئب إليه أعناق كثير من المواطنين المؤهلين، وتتطلع لتبوئه كثير من النفوس الطموحة بعد نهاية كل دورة، وينتقى أعضاؤه بعناية فائقة، ووفق ضوابط ومعايير محكمة لتحقيق هدف الدولة من إنشاء هذا المجلس الذي تعول عليه القيادة والمواطنون معاً الشيء الكثير - بعد توفيق الله - من حيث اقتراح ومناقشة وتطوير عدد من السياسات والأنظمة واللوائح والقوانين، والخطط والبرامج والمشاريع وموازناتها، وسن التشريعات اللازمة، ومراقبة وتقويم أداء الأجهزة الحكومية، وطرح الأفكار الإبداعية والرؤى الجديدة، وتقديم التوصيات ذات النظرة المستقبلية، وغيرها من المهمات الكبرى التي لا يتسع مجال الحديث عنها لسردها هنا. ومع حرص القيادة وسعيها الحثيث والدؤوب على تجويد عمل المجلس وتطوير أدائه من خلال توسيع دائرة المشاريع فيه بالزيادة المضطردة لعدد أعضائه ولجانه الفرعية، ودعمه المستمر بمنحه مزيداً من الصلاحيات، ومؤازرته مادياً ومعنوياً، وتيسير كل السبل التي تعينه على أداء مهماته الموكولة إليه في أكمل وجه، فإنه لا بد للمواطن في مثل هذا الموقف الذي يدعو لبعض الحيرة والاستغراب أن يطرح تساؤلاته العفوية والتلقائية عن سبب خذلان عدد ليس بالقليل من أعضاء المجلس خلال الدورات الماضية بإحجامهم عن المداخلات، ولزوم الصمت المطبق مدة (4) سنوات - أو ربما أكثر في حال التجديد لأي منهم - دون أن يتفوهوا ببنت شفة فخرجوا من المجلس مثلما دخلوه؟ كما يطرح تساؤلاته عن أسلوب ومنهجية تقويم أداء وفاعلية كل عضو في المجلس بنهاية كل عام؟ وكذا الأسس والمعايير التي بموجبها يتم التجديد له لأربع سنوات أخرى لاحقة؟ عن سبب ذلك فأجرى دراسة - ومن يدري فربما يكون المجلس قد فعلها دون إعلان- لتقصي الأسباب، واقتراح المعالجات والحلول المناسبة، لا أن يستمر هذا الوضع في عدد من الدورات خلال مدة عقد من الزمان تمثل عمر المجلس منذ تجديد تشكيله عام 1416 فهل لنا - نحن المواطنين- أن نستفسر بل ونبحث مع إخوتنا في المجلس- بدافع الغيرة، والانتماء والحس الوطني للجميع، والهم المشترك مع معالي رئيس المجلس والسادة أعضاء المجلس، وكجزء من المساهمة في البحث عن الحلول الممكنة -حول الأسباب والدوافع الكامنة وراء هذا الصمت غير المتوقع والذي استغرق سنوات عديدة خاصة ونحن متأكدون من تبني مجلسنا الموقر لسياسة الباب المفتوح، وترحيبه البالغ بكل اقتراح هادف. وتوصية نافعة ، أونقد موضوعي بناء يسعى لتحقيق مصلحة عامة؟ فنطرح أسئلة من بينها: هل هذه الأسباب «وما دام الحديث يتمحور حول تطوير آليات عمل المجلس، وبعد استئذان معالي الرئيس والسادة أعضاء الملجس» هي أسباب فنية ربما تتعلق بكثرة الموضوعات المطروحة على جدول الأعمال وعدم كفاية الوقت المخصص للمناقشة؟ أم ترجع لأسباب تتعلق ببيئة العمل وأنظمة المجلس وقوانينه ولوائحه الداخلية؟ أم تعود لعلة في الشخص نفسه إما بسبب عدم إلمامه بتفاصيل الموضوع مدار البحث لكونه خارج تخصصه؟ أو لم يتح له وقت كاف لدراسته؟ أو أن يكون لزوم الصمت بسبب تردده وتخوفه من نتيجة الطرح بعدم القبول والاستحسان فيصاب بالإحباط؟ أو أنه يخشى أن يفسر البعض رأيه بما لا يحتمل؟ أو أنه يخشى أن يقود الاختلاف في الرأي إلى خلاف مع البعض؟ هي مجرد افتراضات وتساؤلات لن تغيب بالتأكيد عن المجلس لكن ما نود التأكيد عليه هي الحاجة الملحة لمزيد من المراجعة المستمرة وتطوير معايير اختيار السادة أعضاء المجلس من قبل المجلس نفسه ، وبما يواكب طموحات القيادة والمجتمع؟ إن ما أثير حول تفاعل بعض أعضاء المجلس مع مايطرح عليهم من أمور مسألة في غاية الأهمية لأنها تتعلق بالشأن العام، ولا بد من الوقوف عن كثب على حقيقة تلك الأسباب التي أدت إلى لزوم الصمت لدى البعض كي يتم تفادي هذه المشكلات والحد منها، ومنع تكرار ظهورها في دورات قادمة بمشيئة الله تعالى. لأن وجود هذه الشريحة من الناس قد يعطل مسيرة عمل المجلس، ويحد من فرص دخول المبدعين. ويؤثر على جودة الأداء وسرعة الإنجاز، والله من وراء القصد. * وكيل وزارة التربية والتعليم المساعد للتخطيط والتطوير الاداري