بالتأكيد نؤمن بأن لكل رياضي ميولاً وليس لدينا مشكلة أن يزيد هذا الميول إلى درجة التعصب المقبول والذي يتمسك فيه صاحبه بتمجيد مستحق لفريقه أو بقضية رياضية يأخذها بمنظور شامل أو مبدأ يرتكز على أسس، ولكننا لا نوافق على أن يصل إلى درجة التعصب السلبي والذي ينظر من زاوية واحدة ويثير ويؤجج الساحة الرياضية، فلا يزال البعض لا يستطيع أن يميز بين التنافس والعداوة وبين الميول والتعصب وكيف يعبر عن فرحة الفوز وتقبل الخسارة من دون أن يجرح الآخرين ومتى يبتسم أو يقدم التهنئة؟ لذلك فإن ممارسة ومتابعة الرياضة والتشجيع ضمن مجموعة مختلفة في الميول لا يعني أننا لا نستطيع أن نصل إلى أهدافنا ونحقق طموحاتنا وننشر ثقافتنا ونرتقي بعلاقاتنا، فخسارتنا للمباراة لا تعني خسارتنا لأصدقائنا والرياضة دائما تجمع ولا تفرق، وعلى العقلاء احتواء الكثير من القضايا والمشاكل والأفكار التي لو تثار بعشوائية وفوضى لفقدنا العديد من مبادئنا ولدخلنا نفقاً مظلماً ربما يؤثر في نفوس الكثير ويخلق أجواء غير ملائمة لن يستطيع شبابنا التعايش معها دون حساسيات هي بالتأكيد لن تفيد ولن تنفع. المحزن هنا والمشاهد أننا وصلنا اليوم إلى أن غالبية من نتوسم فيهم النضج ونعتقد فيهم الفكر الرياضي الذي يحارب التعصب من كبار الوسط الرياضي ورجال الإعلام هم من يؤجج الأمور ويصنع الفتن ويخرج عن النص، والغريب هنا أنه لا يوجد عليهم رقيب وليس لهم رادع، وفي المقابل افتقدنا أيضاً للاعب القدوة صاحب الخلق الذي يتفق الجميع على محبته مما أثر على العلاقات بين جماهير الأندية وانعكس سلبا وأثر على طريقة تفكيرهم وتعاملهم مع قضايا الوسط الرياضي، لذلك لا بد أن نفرق بين صاحب الميول وصاحب التعصب إذ تستطيع أن تحكم على ذلك من خلال نقاشه وانفعاله وطريقة تعاطيه ومتابعته للأحداث الرياضية وتفسيرها ومدى تأثير ذلك على نفسيته بشكل عام. نتمنى أن نصل برياضتنا إلى مستوى أكثر رقي يجتمع فيها العقل والمنطق من خلال العلاقة الجميلة ذات المبادئ والقيم في مجتمعنا الرياضي داخل الملعب خارجه الأمر الذي سينعكس على جمال رياضتنا وقوتها فالمرحلة المقبلة لا تحتمل المزيد من المهاترات السلبية التي أبتليت بها رياضتنا.