جهيمان.. أسامة بن لادن.. الظواهري.. البغدادي.. القاعدة.. داعش.. الحوثيون.. الإخوان المسلمون.. حزب الله.. إلخ، أسماء ومسميات لأشخاص ومنظمات صنعت على مدى سنوات وفق توجهات توحدت في الهدف وفي المنشأ وفي المصدر وفي التمويل.. وفي الفكر.. وفي أسلوب العمل وفي الشعارات وفي الأفعال.. ومها تنوعت الشخصيات والمسميات لكن تظل جميعها تعمل لهدف واحد!! في بداية عام1410ه اكتشفنا في هذا الوطن أننا في بداية مواجهة خطط "خبيثة" طويلة الأمد جميع غاياتها وأطماعها موجهة نحو هذا الوطن وعقيدته وقيادته ومجتمعه وأمنه واستقراره، خطط تظهر حقيقتها يوماً بعد آخر وبررت معالمها في كل الاتجاهات وبكل الطرق والأساليب !! وأثبتت لنا أننا أمام عداء وحقد دفين على عقيدة هذا المجتمع وعلى الهوية الإسلامية والدينية التي ينعم بها هذا الوطن وقيادته وشعبه وكل المقيمين على أرضه. ولكن أمام تلك المخططات والأحداث ظل هذا الوطن -بحفظ الله وبتوفيقه- وطنناً شامخاً يزداد قوة ويزداد تآلفاً وألفة ومحبة ووحدة سياسية واجتماعية، وهذه خصائص يتميز بهذا الوطن وشعبه ولله الحمد، وهي خصال تتوارثها أجيال بعد أجيال وبتوفيق الله ثم بفضل هذه الوحدة الاجتماعية "الفريدة" تكسرت كل محاولات أولئك الأعداء وخسروا الرهان الكبير كما خسره أسلافهم وأثبتت كل المواقف أن هذا الوطن بعقيدته وبقيادته وبشعبه ينعمون ولله الحمد"بتميز" لايدركه إلا أبناؤه فقط ! ومن استمع بتمعن لخطبة الجمعه الماضية في الحرم المكي التي ألقاها إمام وخطيب الحرم الشيخ صالح بن حميد والتي حمل عنوانها "احذروا أن تبكوا هذه الليالي" أدرك المعاني والأهداف الدينية والوطنية الصادقة والمخلصة التي قدمتها الخطبة لكل المسلمين عامة ولأبناء هذا الوطن خاصة حماية لهم ولوطنهم وحفاظاً لمكتسباته وأمنه واستقراره ووحدته التي ننعم بها ولله الحمد، في هذا الزمن الذي داهمت فيه معظم المجتمعات العربية للأسف الشديد مظاهر الصراع والقتل والخوف والجوع والعطش والبرد والتشرد. هذه الخطبة تحملنا جميعاً مواطنين ومقيمين، مسؤولين ومعلمين وموظفين وأساتذة وطلاباً، رجالاً ونساءً شباباً ورجالاً تحملنا مسؤولية عظيمة جداً في الحفاظ على أمن واستقرار هذا الوطن لمصلحتنا جميعاً ولمصلحة أجيالنا القادمة، وأن ندرك حجم هذا العداء الذي يحيط بنا كل صوب وأن ندرك جيداً أن سلاحنا الوحيد في مواجهة هذا العداء هو التمسك بكتاب الله وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم - ثم الوقوف صفاً واحداً في مواجهة كل من يحاول المساس بهذا الوطن وبأمنه وباستقراره الذي تأسس عليه فهو وطن ورمز الوحدة المسلمين وسيبقى كذلك إن شاء الله. إن هذا الوطن نشأ ولا يزال وسيبقى -إن شاء الله- منبراً للإسلام الصادق الذي جاء به سيد الخلق والبشر نبينا محمد وسيبقى -إن شاء الله- وطناً آمناً وحصناً أميناً ومنبعاً لنور الإسلام الذي يشع من أرض الحرمين الشريفين وسيبقى -بإذن الله- مصدراً لرزق وكسب العيش الحلال لملايين من المسلمين في كل دول العالم الذين يعتمدون -بتوفيق الله- على قوتهم من عمل الملايين من أبنائهم المقيمين على أرض هذا الوطن ويحولون في كل يوم إلى أسرهم في دولهم ملايين الريالات مما يؤكد أن تلك الملايين من الأسر المسلمة تعتمد بفضل الله على خير هذا الوطن الذي عم كل أرجاء هذه المعمورة ! حفظك الله ياوطننا بدينك وبعقيدتك وبقيادتك وباستقرارك وبأمنك وبشعبك، وستظل وطناً شامخاً وستبقى مصدر إشعاع لراية الدين ومناراً لوحدة المسلمين.