دخلت ظاهرة إفتراش الباعة الجائلين للشوارع والطرقات المؤدية للمسجد الحرام خلال شهر رمضان المبارك الحالي مسارا آخر يختلف عن مسارها السابق المعتمد على مطاردة مراقبي البلدية لهم ومنعهم من الافتراش ببضائعهم على الأرصفة أو الطرق. ويبدو أن غياب مراقبي البلدية أوجد البيئة الخصبة للباعة المفترشين ليمارسوا مهام عملهم على غرار الباعة الجائلين المنتشرين بتقاطعات الإشارات الضوئية دون أن يجدوا من يمنعهم. والواضح في كلا الحالتين أن الإدارة العامة لمراقبة الأسواق بأمانة العاصمة المقدسة ترى أن الإبقاء على الباعة المفترشين للشوارع والطرقات المؤدية للحرم المكي الشريف خلال شهر رمضان المبارك يعد سمة تراثية ينبغي الإبقاء عليها رغم أن الظاهرة ليست تراثية وفقا لمصادر الأمانة التاريخية. وان كانت الظاهرة قد أخذت في التوسع والانتشار فان لذلك أسباب من أبرزها غياب الرقابة الجيدة من قبل أمانة العاصمة المقدسة واعتمادها على عدد من المراقبين الذين يتركز هدفهم في منع الافتراش بكلمات «شيل شيل» مع مرور للمنطقة المكلفين بها لدقائق ثم الغياب عن الشارع لساعات طوال لتظل القضية قائمة والظاهرة باقية طالما بقي التقاعس من قبل الأمانة ومراقبيها. أما التجار وأصحاب المحلات التجارية المتضررين ماديا من الظاهرة فعليهم البحث عن مواقع أخرى لمحلاتهم فبدعم أمانة العاصمة المقدسة انتشر الباعة المفترشون والجائلون وأصبح من المتعذر على الأمانة منعهم أو حتى التخفيف من أعدادهم. ولعل الأغرب في القرارات التي لا نعرف مصدرها هو إغلاق شوارع رئيسية هامة من أجل السماح للباعة المفترشين ليمارسوا مهامهم العملية فهذا طريق الشبيكة - حارة الباب أصبح مغلقا أمام حركة السيارات لشدة الازدحام الذي يواجهه نتيجة لافتراش الباعة للطريق وغياب لمراقبي أمانة العاصمة المقدسة.