قبل أن يشد ضيوف الرحمن رحالهم عائدين لأوطانهم محملين بذكريات رحلة العمر التي قطعوها تبدأ القطاعات الحكومية والأهلية في دراسة تقارير أدائها والتعرف على منجزاتها خلال موسم الحج الماضي والوقوف على الايجابيات المحققة والسلبيات المسجلة حيث تعمد كل جهة حكومية على وضع خططها وبرامجها للعام القادم بشكل أفضل مما قدم هذا العام بهدف الارتقاء بالخدمات المقدمة لضيوف الرحمن مما يمكنهم من أداء نسكهم بيسر وسهولة. ومن خلال المتابعة السريعة للمشاريع التي نفذت خلال الأعوام الماضية والعام الحالي نرى أن هناك فروقات كثيرة ظهرت فحولت مكةالمكرمة والمشاعر المقدسة الى مسرح واسع للمشاريع التطويرية. غير أن هذه المشاريع وغيرها قد لايستفاد منها نتيجة لغياب الرقابة والمتابعة الجيدة للخدمات فعلى سبيل المثال لا الحصر تقوم ادارة مرور العاصمة المقدسة في كل موسم حج بسحب السيارات من الشوارع المحيطة بالمسجد الحرام والقريبة من مساكن الحجاج بهدف افساح المجال أمام الحافلات المقلة للحجاج بالوقوف بشكل جيد وانسيابية الحركة المرورية وافساح المجال للمشاة بالسير على الارصفة. لكن مايحدث هو تحول المشاة من السير على الارصفة الى السير على الشوارع واحداث اختناقات مرورية نتيجة لكثرة الباعة المتجولين المفترشين للارصفة والذين يحولونها الى معارض لبضائعهم ومطاعم لمأكولاتهم المتعددة الاصناف نتيجة لغياب مراقبي الامانة. ولم يكن موسم حج هذا العام بعيدا فقد ظهر الغياب الواضح لدور مراقبي أمانة العاصمة المقدسة وتحديداً ببلدية المسفلة حيث افترش الباعة الجائلون الشوارع والطرقات خاصة بمنطقة دوار كدي وشارع ابراهيم الخليل وحول المدرسة الناصرية. ورغم أن هذه المناطق كلها قريبة من مبنى بلدية المسفلة وأمام أنظار رئيس البلدية الا أنه لم يحرك ساكنا فقد التزم الصمت مثله مثل مراقبي البلدية !!. وكان اعتقادي أن رئيس البلدية سيتجاوب مع اتصال هاتفي يصله فكانت محاولتي الاولى يوم الخميس 2 ذو الحجة وتحديدا في الساعة العاشرة وثمان وعشرين دقيقة صباحا لنقل هذه المعاناة فجاء رد سكرتيره قائلا : بأن سعادة رئيس البلدية غير موجود حالياً وسيتم اخباره بمشكلة الباعة المفترشين حال حضوره وسيعمل على اتخاذ كافة الاجراءات. وكان أملي أن يكون هناك اجراء أو حتى اخبار خاصة وان الباعة المفترشين لايعرضون بضائع استهلاكية أو كمالية لكنهم يعرضون أطعمة ومعلبات البعض منها فاسد والآخر مضر بالبيئة ويعرضون حياة الآخرين للخطر. فخاب أملي فلا خبر وصل ولا تحرك حدث مما اضطرني لمعاودة الاتصال بمكتبه مجددا في نفس اليوم وتحديدا في الساعة الرابعة وخمس دقائق لاجد أن مأمور السنترال يخبرني بأن رئيس البلدية غير موجود!. وهذه الاجابة جعلتني أسال نفسي متى يباشر رئيس بلدية المسفلة دوامه خلال موسم الحج ؟ أم أنه موجود ويرفض الرد على مكالمات المواطنين؟. وبين هذا وذاك فضلت التزام الصمت وعدم الاكتراث بما يقوم به الباعة الجائلون من افتراش للطرقات حتى جاءت حملة القضاء على الباعة الجائلين بمشاركة عدة جهات حكومية. وقتها تساءلت ان كانت امانة العاصمة المقدسة لاتحرك ساكناً لمحاربة الباعة الجائلين مبكراً وتتركهم يعبثون في الشوارع فمن المسؤل عنهم اذاً ؟. ولماذا نرى الامانة تركز متابعتها على اصحاب المحلات التجارية والمطاعم الملتزمين بالنظم والاشتراطات وتفرض عليهم الرسوم والغرامات ولا تجروء على معاقبة الباعة الجائلين؟!.