منذ إعلان اسم الروماني ريجيكامب مدرباً للهلال والجماهير الهلالية مختلفة عليه، لاسيما وأنه حضر بديلاً لابنهم المدلل المدرب السعودي سامي الجابر، ولأن معظم الهلاليين وقفوا ضد قرار إقالة الجابر لم تكن مهمة الروماني سهلة على الإطلاق لأنه يعلم جيداً بأن أمامه عمل كبير لإرضاء الجماهير التي كانت سعيدة بعمل سامي الجابر. حضر ريجيكامب وحظي بدعم من الهلاليين بعد أن اغلقوا ملف سامي الجابر، واستطاع أن يحقق مع الفريق نتائج إيجابية في دوري أبطال آسيا وأوصله للنهائي إلا أن الوضع كان مغايراً في الدوري إذ خسر الفريق نقاط كثيرة قللت من حظوظه في المنافسة على اللقب، اوجد الهلاليون العذر للمدرب بمبرر تشتت اللاعبين وتركيزهم أكبر على النهائي الآسيوي، لكن خسارة ذهب آسيا وتبخر التأهل للعالمية قلب الجماهير على ريجيكامب رأساً على عقب، وأزدادت الضغوطات على المدرب والمطالبة بإبعادة بعد خسارة "دربي" النصر، إلا أن إدارة الهلال كانت في كل مرة تجدد فيه الثقة، ولم يقنع الروماني الهلاليين فنياً، إذ لايزال الهلال يعيش أسوأ أيامه معه على الرغم من وصوله لنهائي كأس ولي العهد، وظل "رأس" ريجي هدفاً للهلاليين طوال الفترة الماضية حتى مع تحقيقهم الإنتصارات، لأنهم يرون بأنها "باهتة" وبلا مستوى أو هوية للفريق. ولعل زوجة المدرب التي تعمل كوسيطة ووكيلة لأعمال اللاعبين زادت الطين بلة ولعبت دوراً سلبياً في مشوار ريجي مع الهلال، إذ كانت في كل مرة تستفز الجماهير سواء من خلالها تصريحاتها أو تغريداتها عبر حسابها الشخصي، وساهم ذلك بشكل واضح في تردي العلاقة بين الهلاليين والمدرب. ويدرك ريجيكامب بأن مباراة الليلة مع الأهلي قد تكون الأخيرة له مع الهلال إذا ماخسر البطولة بأي شكل من الأشكال، فالعلاقة المتوترة بينه وبين الجماهير لا تسمح إطلاقاً بأي تعثر للفريق، الدوري حظوظ "الزعيم" فيه لا تقارن بغيره من الفرق التي تنافس على الصدارة، وهو مايعني أن الهلال في طريقه إلى إنهاء موسمه الثاني على التوالي دون تحقيق أي لقب، إذ يبقى كأس خادم الحرمين الشريفين هو الأمل الأخير، وبلا شك الهلاليون لن يقبلوا بذلك إطلاقاً وإن حدث فلابد من ضحية، ولأن علاقة الجماهير بالإدارة ليست على مايرام أيضاً وهو مادفعهم إلى المطالبة برحيل الرئيس فإن الإدارة ستبحث عن تخفيف الحمل عليها بإقالة المدرب. ريجي من المدربين الكبار الذين يمتلكون سيرة ذاتية مميزة إلا أنه لم يقدم مع الهلال ماهو مأمول منه لأسباب عدة منها أن الظروف لم تخدمه، لكن الكرة لا تزال في ملعبه وبإمكانه أن يصالح الجماهير بكأس ولي العهد، بعدها لكل حادث حديث، فالزعيم بحاجة اليوم إلى التتويج بالذهب أكثر من أي وقت مضى، لأن البطولة إن تحققت ستخفف شيئاً من الضغوطات التي تمارس بشكل مستمر على الإدارة والمدرب واللاعبين.