من منا لا يعرف هذه الملامح الأبوية في صحيفة "الرياض" وبالتحديد في زاويته التي اختار لها الكنية(نثار)؟ لقد كنت دائماً على شغف مع صدور جريدتي المفضلة كل صباح حتى افتتح صفحة مقالات لمشاهدة مايدور فيها من ابداع ثقافي وسياسي واقتصادي وأدبي وحتى الرياضي كانت صفحة مقالات موسوعة للقارئ وقت ينشد التميز إلا أن الاب الروحي لكتّاب صفحة مقالات عابد خزندار له نكهة تميزه بين أقرانه من كتاب "الرياض" الافاضل وهي الشمولية في مقالاته والطرح الممتع السهل ومحاور مايكتب في الشأن الوطني. نعم إنه مجموعة مخلصين في شخص واحد، نعم إنه كذلك بالنسبة لي هذا المواطن الأجمل بين عالم كتاب جريدة "الرياض" فقيد القلم والكلمة الصادقة لم نعهده قط ان مقالاته جاء في إحداها شيء من الابتذال أو التجريح أو نقد تعدى الفضيلة والوطنية السلبية لقد عشنا مع كلماته منذ الصبا الى الشباب الى أن اشتعل الرأس شيباً. كاتب أدمنّا على مايطرح في شأن الوطن والمواطن.. يتحفنا بالمصداقية والشفافية مع الطرح، نعم لقد ودعنا جسماً وودعنا كياناً شامخاً وكاتباً مميزاً أباً وإنساناً ومواطناً وعربياً مسلماً، لن تفرمت الذاكرة ولو تعددت برامج التطوير من قيمة عابد خزندار إنما هي مشيئة الله بين خلقه الذي يختطفه الأجل عندما تحين ساعته بإذن الله سبحانه وتعالى وليس هو الاول ولن يكون الاخير الذي سوف نفتقده حال حلول المنية، الا ان هذا الكاتب يعد بصمة في ذاكرة أي مواطن تتلمذ على صفحات ومدرسة جريدة "الرياض" منذ عقود من الزمن وهو يشاهد هذه القامة الوطنية الثقافية المخضرمة مع القلم والكلمة والنحو! لقد ذهب الى مثواه الاخير ونحن نحتسبه عند الله من الفائزين برضا الخالق سبحانه ونشاطر الكل من محبيه الحزن وندعو لهم بالصبر والسلوان في مصابهم الجلل الا اننا في المقابل نعترف بأننا على فراقه ايضاً في عالم الحب لصحيفة "الرياض" حزينون كما هم عائلته ومحبوه في داخل الوطن وخارجه.. وفي الختام لا يسعنا إلا أن ندعو له بالمغفرة وبالجنة كلما وجدنا مع القلم والكلمة فسحة من الحب والمصداقية لهذا الإنسان الذي يعد نصيرالمواطن في كل تنمية وفي كل مجال يجد فيه المواطن يعاني ويبخس حقه في لقمة العيش.. رحمك الله يا أبا القلم والحرف بصفحة مقالات جريدة "الرياض"، وعظم الله أجر الجميع على فقدانه.