أكد عدد من الأدباء والمثقفين أن الكاتب عابد خزندار -رحمه الله- كاتب وطني تنويري، وكان أسلوبه في مقالاته الصحفية أسلوبًا متميزًا، وله رؤيته في طرح العديد من القضايا الاجتماعية والوطنية. وكان الكاتب عابد خزندار قد انتقل إلى رحمة الله تعالى مساء أمس الثلاثاء، في العاصمة الفرنسية باريس، عن عمر يناهز 79 عامًا، ومن المقرر أن يصل جثمانه إلى جدة يوم غدٍ الخميس. وعُرف خزندار -يرحمه الله- مفكرًا وناقدًا ومؤلفًا وأديبًا، وله العديد من المؤلفات الأدبية، ومنها: «حديث الحداثة»، و»قراءة في كتاب الحب»، و»معنى المعنى»، ورواية «ما بعد الحداثة». وقال الكاتب والأديب حسين بافقيه: رحم الله عابد خزندار الأديب والناقد والكاتب الوطني المستنير لقد ملأ حياتنا بإبداعاته المختلفة بالمقالة الوطنية والكتابة النقدية والأعمال الإبداعية ويستطيع أن أصف أسلوبه في الكتابة بأنه ضرب جديد في ثقافتنا ليس في المملكة وإنما في الأدب العربي الحديث فكان يكتب ما يطلق عليه مصطلح (نثار) وهذا المصطلح مارسه في كل كتاباته النقدية والإبداعية مرجعًا ذلك لتأثره بأسلوب الكتابة في التراث العربي القديم وخاصة أسلوب الجاحظ الاستطرادي وأسلوب أبي حيان التوحيدي في (الإمتاع والمأنسة) فضلًا عن تأثره كذلك بأساليب الكّتاب المفتوحة في الأدب الفرنسي حيث كان واسع الاطلاع على الثقافة الفرنسية وأساليب الكتاب فيها فهو يكتب على نحو ما كان يكتب الناقد الفرنسي رولان بارت تلك الكتابة التي تخفض كثيرًا من المنهجية الأكاديمية وتحول المادة الفكرية والنقدية إلى عملٍ أدبي إبداعي أقرب ما يكون إلي حركة التداعي الأدبي في الكتابة، ومضى بافقيه يقول: أنا أعتقد أن الخزندار استطاع بأسلوبه ذلك أن يوفق بين المفاهيم الفكرية والنقدية بجهامتها وأسلوب الكتابة الأدبية بإبداعيتها وشخصيتها الإنسانية. واختتم بافقيه حديثه قائلًا: رحم الله عابد خزندار فقد كان كاتبًا كبيرًا ورجلًا مستنيرًا ومصلحًا وطنيًا لا يمكن أن يمر إسمه مرور الكرام في ثقافتنا الوطنية. وبيّن الأديب الدكتور عبدالله باشراحيل أن الراحل الخزندار رمز ثقافي من رموز الثقافة في بلادنا وله إسهامات عدة في حراكنا الثقافي وقد تميّز -رحمه الله- بكتاباته الوطنية الصادقة التي كان يناقش فيها العديد من القضايا الوطنية بكل تجرّد وإخلاص، وكان أسلوبه الكتابي متميزًا عن الأخرين إذ يعمل على إيصال الفكرة بكلماتٍ قليلة، مشددًا على أهمية قيام الأندية الأدبية بتبني إنتاج هذا الأديب وطباعته ونشره لإثراء المكتبة بمؤلفاته رحمه الله رحمة واسعه وأسكنه فسيح جناته. وقال الدكتور محمود زيني: إن الراحل عابد الخزندار كان من أكثر كتّاب الرأي في صحافتنا المحلية اهتمامًا بالقضايا الوطنية وتفاعلاً معها من خلال عموده اليومي في عدد من الصحف المحلية وأخرها صحيفة الرياض، وكان يناقش في مقالته اليومية القضايا التي تلامس هموم المجتمع بكل شرائحه، ومن ذلك البطالة والتعليم وغيرها من القضايا، حيث تميّزت كتاباته بالطرح الصادق المخلص الحريص على قضايا أمته فرحمه الله رحمة واسعة. المزيد من الصور :